القدس خط أحمر .. رسائل ملكية حول موقف الأردن الثابت


الأنباط - محمد شاهين

تتواصل التحركات السياسية والمواقف الدولية حول قضية القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، في وقت يشهد العالم توترات إقليمية وتحديات سياسية. في هذا السياق، جاءت رسالة جلالة الملك عبدالله الثاني، والتي حملت تأكيدًا حاسمًا بأن القدس "خط أحمر" وأنها قضية أردنية وعربية إسلامية مسيحية بامتياز.

القدس "خط أحمر"

من جهته أكد الدكتور حازم قشوع، المحلل السياسي، أن رسالة جلالة الملك عبدالله الثاني، التي وردت في كتاب العرش السامي، كانت واضحة وحاسمة.
وقال قشوع إن "القدس خط أحمر"، مشددًا على أن المدينة المقدسة "عربية بامتياز" ولا يمكن السماح بأي محاولات لتغيير هويتها أو تهويدها.
وأشار إلى أن هذه الرسالة جاءت في وقت حساس، حيث يشهد المشهد الإقليمي والدولي تغيرات كبيرة. وأضاف: "القدس هي مدينة لجميع الأديان السماوية، ولا يمكن لأحد أن يفرض هويتها عليها وأنها ليست ملكًا لدين واحد، بل هي مدينة تاريخية تمثل جزءًا من هوية المسلمين والمسيحيين واليهود".
وأوضح قشوع أن الملك كان حريصًا على التأكيد على الموقف الهاشمي الثابت في الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية، مستندًا إلى التاريخ الطويل للهاشميين في هذا المجال ، مضيفًا : "الرسالة الملكية كانت بمثابة إعلان للمجتمع الدولي بأن القدس ستظل عربية، وملتقى الأديان السماوية".
وأشار إلى أن جلالة الملك أكد على ضرورة تطبيق القانون الدولي، بما في ذلك المادة 180 التي تعترف بحقوق الفلسطينيين في الأراضي المحتلة حيث قال: "القدس ليست مجرد قضية سياسية، بل إنسانية وقانونية تتطلب تحركًا مشتركًا لحمايتها والحفاظ على هويتها".

القدس والهوية الوطنية

من جانبه، أكد الكاتب السياسي والنائب الاسبق حمادة فراعنة أن القدس ليست مجرد مدينة فلسطينية محتلة، بل هي جزء لا يتجزأ من الهوية الأردنية والعربية والإسلامية والمسيحية.
واضاف: "القدس هي أولى القبلتين وثالث الحرمين، وموقع الإسراء والمعراج وقيامة المسيح، وبالتالي هي أكثر من مجرد مدينة فلسطينية محتلة".
وأضاف أن موقف الأردن تجاه القدس ثابت ومستمر، ويعكس القيم الهاشمية العميقة التي تربط المملكة بأرض القدس والمقدسات. وقال: "القدس ليست فقط قضية فلسطينية، بل عربية إسلامية ومسيحية، والأردن لا يدخر جهدًا في دعم أهلها والمساهمة في الحفاظ على مقدساتها".

وتطرق فراعنة إلى دعم الأردن المستمر لأهل القدس، مشيرًا إلى وجود 972 موظفًا مقدسيًا يتبعون لوزارة الأوقاف الأردنية، الذين يشكلون "حائط الصد الأول" عن المسجد الأقصى. وأوضح أن الحكومة توفر لهم موازنة تبلغ 25 مليون دينار سنويًا، بما يساهم في دعم صمودهم في مواجهة التحديات.
واوضح أن الأردن يولي أولوية كبيرة لدعم الشعب الفلسطيني في صموده أمام الاحتلال الإسرائيلي. وقال: "العمل الأردني ينصب أولاً على تمكين الشعب الفلسطيني من الدفاع عن حقوقه، ثم إسناد نضاله لاستعادة هذه الحقوق على أرضه".
وأضاف أن جلالة الملك وصف السلام العادل المشرف بأنه السبيل الوحيد لرفع الظلم عن الشعب الفلسطيني.
وشدد على أن موقف الأردن الثابت من القضية الفلسطينية يتعدى كونه موقفًا سياسيًا، بل هو جزء من استراتيجية وطنية وقومية هاشمية مستمرة.
وقال: "الأردن يظل على موقفه الثابت في دعم القدس والمقدسات، وذلك لأن القضية الفلسطينية هي جزء من هوية الأمة العربية والإسلامية والمسيحية".
إن المواقف الثابتة التي عبر عنها جلالة الملك عبدالله الثاني واثنى عليها المحللين السياسيين تؤكد أن قضية القدس ستظل أولوية في السياسة الأردنية. من خلال الحفاظ على المقدسات وحمايتها، وبدعم صمود الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل استعادة حقوقه، يواصل الأردن دوره التاريخي في الدفاع عن القدس كمكون رئيسي للهوية العربية والإسلامية والمسيحية.
وفي هذا السياق، تشكل رسالة جلالة الملك أساسًا راسخًا وموقفًا سياسيًا حازمًا يدعو إلى الحفاظ على هوية القدس العربية، وعدم السماح بأي محاولة لتغيير هذه الهوية.