شي يدعو إلى نظام حوكمة عالمي عادل ومنصف في قمة مجموعة الـ20
دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ الاثنين إلى نظام حوكمة عالمي عادل ومنصف في كلمته أمام الجلسة الثانية للقمة الـ19 لمجموعة الـ20 بشأن إصلاح مؤسسات الحوكمة العالمية.
ولدى إشارته إلى مرور 16 عاما على إطلاق قمة مجموعة الـ20، قال شي إنه انطلاقا من نقطة بداية جديدة، تحتاج مجموعة الـ20 إلى البناء على إنجازاتها السابقة ومواصلة العمل كقوة لتحسين الحوكمة العالمية ودفع التاريخ إلى الأمام.
وذكر شي أنه من المهم أن نضع في اعتبارنا أن البشرية تعيش في مجتمع ذي مستقبل مشترك، لافتا إلى أنه يتعين على أعضاء مجموعة الـ20 أن ينظروا إلى تنمية بعضهم البعض على أنها فرص وليست تحديات، وأن ينظروا إلى بعضهم البعض كشركاء وليسوا منافسين.
وقال إنه من المهم أيضا مراعاة المعايير الأساسية للعلاقات الدولية التي تدعمها مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة والدفاع عن النظام الدولي القائم على القانون الدولي.
وأضاف أنه يمكن بناء توافق دولي أكبر لتعزيز عالم متعدد الأقطاب متساو ومنظم وعولمة اقتصادية شاملة ومفيدة عالميا.
وقدم الرئيس الصيني اقتراحا من خمس نقاط لتحسين الحوكمة العالمية:
أولا، تحتاج مجموعة الـ20 إلى تحسين الحوكمة الاقتصادية العالمية وبناء اقتصاد عالمي يتسم بالتعاون. ينبغي أن تظل مجموعة الـ20 ملتزمة بتعزيز الشراكات الاقتصادية العالمية، ودعم تنسيق السياسات الكلية، وتنمية قوى إنتاجية نوعية جديدة، وخلق ثقل لتنسيق السياسات الكلية، وتمكين بيئة مفتوحة وشاملة وغير تمييزية للتعاون الاقتصادي الدولي.
ومن المهم أيضا تهيئة بيئة أعمال نظيفة من خلال التمسك بموقف عدم التسامح إطلاقا إزاء الفساد وزيادة التعاون الدولي بشأن إعادة الهاربين إلى أوطانهم واسترداد الأصول.
ثانيا، تحتاج مجموعة الـ20 إلى تحسين الحوكمة المالية العالمية وبناء اقتصاد عالمي يتسم بالاستقرار. وينبغي زيادة صوت البلدان النامية وتمثيلها، ويلزم بذل جهود مشتركة للحفاظ على استقرار السوق المالية الدولية ومنع التداعيات السلبية غير المباشرة لتعديلات السياسة النقدية المحلية. وينبغي على البلدان المتقدمة أن تفي بمسؤولياتها في هذا الصدد.
ومن المهم تحسين نظم رصد المخاطر المالية والإنذار المبكر والتعامل معها، وتعزيز شبكة الأمان المالي العالمية لتلبية احتياجات التمويل الأخضر للبلدان النامية على نحو أفضل.
ثالثا، تحتاج مجموعة الـ20 إلى تحسين حوكمة التجارة العالمية وبناء اقتصاد عالمي يتسم بالانفتاح. يجب على مجموعة الـ20 المضي قدما في تعزيز إصلاح منظمة التجارة العالمية، ومعارضة الحمائية، وتجنب تسييس القضايا الاقتصادية، وتجنب تفتيت السوق العالمية، وتجنب اتخاذ خطوات حمائية باسم التنمية الخضراء ومنخفضة الكربون.
ويجب على المجموعة أن تعمل معا لبناء شراكات صناعية وسلاسل إمداد تكون أكثر مساواة وشمولية وإيجابية.
رابعا، تحتاج مجموعة الـ20 إلى تحسين الحوكمة الرقمية العالمية وبناء اقتصاد عالمي يتسم بالابتكار. من المهم قيادة التحول الرقمي، والتكامل العميق للاقتصاد الرقمي والاقتصاد الحقيقي، ووضع القواعد في المجالات الناشئة.
وينبغي تعزيز الحوكمة والتعاون الدوليين في مجال الذكاء الاصطناعي للتأكد من أن استخدامه من أجل الخير ولمصلحة الجميع. وستعقد الصين مؤتمرا عالميا آخر للذكاء الاصطناعي في عام 2025 وترحب بمشاركة أعضاء مجموعة الـ20.
خامسا، تحتاج مجموعة الـ20 إلى تحسين الحوكمة الإيكولوجية العالمية وبناء اقتصاد عالمي صديق للبيئة. من المهم احترام مبدأ المسؤوليات المشتركة ولكن المتباينة والتنفيذ الكامل والفعال لاتفاق باريس وإطار كونمينغ-مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي.
ينبغي على البلدان المتقدمة أن تقوم بتزويد البلدان النامية بما يلزم من تمويل وتكنولوجيا ودعم لبناء القدرات. ويجب أن يكون هناك دعم مشترك لمؤتمرات الأمم المتحدة الحالية والمقبلة بشأن تغير المناخ والتصحر لتحقيق نتائج إيجابية.
ومن المهم اتباع نهج "تأسيس الجديد قبل إلغاء القديم"، واستبدال الطاقة التقليدية بالطاقة النظيفة بطريقة مستقرة ومنظمة جيدا، مع تسريع التحول الأخضر والمنخفض الكربون للاقتصاد العالمي.
والصين مستعدة لمواصلة تعميق التعاون الدولي مع جميع الأطراف بشأن البنية التحتية الخضراء والطاقة الخضراء والتعدين الأخضر والنقل الأخضر، وستقدم الدعم للدول النامية قدر استطاعتها.
وأشار شي إلى أن حوكمة الأمن العالمي جزء لا يتجزأ من الحوكمة العالمية، مضيفا أنه يتعين على مجموعة الـ20 دعم الأمم المتحدة ومجلس الأمن التابع لها في لعب دور أكبر، ودعم جميع الجهود التي تفضي إلى التسوية السلمية للأزمات.
وقال إنه من الأهمية بمكان السعي إلى تسوية سياسية للأزمة الأوكرانية والعمل على وقف القتال وإنهاء الصراع في غزة في أقرب وقت، وتقديم الدعم لتخفيف الأزمة الإنسانية في المنطقة وإعادة الإعمار بعد الحرب.
وأضاف شي أنه من الأهمية بمكان تنفيذ حل الدولتين واستعادة الحقوق الوطنية المشروعة لفلسطين.
ولفت إلى أن مجموعة الـ20 بحاجة إلى أن تظل ملتزمة بمهمتها التأسيسية وأن تصنع انطلاقة جديدة من ريو دي جانيرو، وأن تمضي قدما في الشراكة، وأن تمارس التعددية الحقيقية، وأن تستهل مستقبلا أفضل من التنمية والرخاء المشتركين.
وترأس الاجتماع الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.
وتم اعتماد إعلان ريو دي جانيرو لقادة مجموعة العشرين في القمة.