"إعداد قادة المستقبل: مشروع الزمالة البرلمانية يُمهد الطريق للشباب"

"إعداد قادة المستقبل: مشروع الزمالة البرلمانية يُمهد الطريق للشباب"

كتب فارس الشديفات 

(هل لك أن تتخيل كشابٍ بأن تكونَ جزءًا من صناعة قرارات تشكل مستقبل بلدك؟)
 
يشكل الشباب العمود الفقري لأي مجتمع حيوي، وهم القوة الدافعة نحو التغيير والتطور، وفي الأردن، يولي جلالة الملك عبد الله الثاني اهتمامًا كبيرًا بتمكين الشباب ومساهمتهم الفاعلة في بناء الأردن.
ومن هذا المنطلق، أطلق صندوق الملك عبد الله الثاني للتنمية مشروع الزمالة البرلمانية، والذي يهدف إلى تزويد الشباب بالمعرفة والمهارات اللازمة للمشاركة الفعالة في الحياة السياسية وصناعة القرار.
فمن خلال العمل كمساعِدي بحثٍ للنواب يكتسب المشاركون خبرةً مباشرة في العملية التشريعية، ويتعلمون كيفية تحليل القضايا المطروحة واقتراح الحلول المناسبة.
لا يقتصر دور مشروع الزمالة البرلمانية على تزويد الشباب بالمعرفة النظرية، بل يتجاوز ذلك إلى تمكينهم من تطبيق ما تعلموه بشكل عملي.
وقد أثبت المشروع نجاحه في تخريج أجيال من القيادات الشبابية القادرة على إحداث تغيير إيجابي في المجتمع، ووفر لهم التمكين والفرصة للمشاركة الفعالة في العملية التشريعية وصناعة القرار البرلماني، ويهدف المشروع إلى عدة أهداف رئيسية، من أبرزها:
إيجاد قيادات شبابية قادرة على إحداث التغيير من خلال تزويد الشباب بالمعرفة والمهارات السياسية والبرلمانية وتكوين قيادات شبابية قادرة على المشاركة الفعالة في العملية السياسية وإحداث التغيير المطلوب، بالمساهمة في صنع السياسات واتخاذ القرارات.
زيادة الوعي السياسي لدى الشباب: من خلال التدريب النظري والعملي يسعى المشروع إلى تعزيز الوعي السياسي لدى الشباب في مختلف القضايا والتحديات الوطنية.
توسيع قاعدة المشاركة الشبابية: من خلال توفير فرص التدريب والمشاركة في المؤسسات التشريعية والرقابية، وتوسيع قاعدة المشاركة الشبابية في العملية السياسية.
تحسين جودة العمل البرلماني: من خلال تزويد النواب بمساعِدي بحث مدربين ومؤهلين، يسعى المشروع إلى تحسين جودة العمل البرلماني وتعزيز فعالية العملية التشريعية.
يدير مشروع الزمالة البرلمانية فريق من الخبراء ذوي الكفاءة والفعالية، ويتكون البرنامج من مرحلتين رئيسيتين:
مرحلة التدريب لبناء المهارات والقدرات والمعرفة النظرية: ففي هذه المرحلة، يتم تطوير وبناء قدرات المشاركون الشباب بمعارف وبمهارات وأدوات متعددة وفي مجالات متنوعة تتعلق بالحياة السياسية والبرلمانية في الأردن تشمل هذه المجالات:
الحياة السياسية والبرلمانية في الأردن، البحث السياسي والقانوني التشريعي، حقوق الإنسان، إعداد أوراق السياسات، الإعلام السياسي ومهارات الاتصال، آليات العمل الحزبي والبرلماني، وقانون الانتخاب والأحزاب.
والمرحلة الثانية للتطبيق والتدريبات العملية: في هذه المرحلة، ينخرط المشاركون في تدريبات وتطبيقات عملية داخل أروقة مجلس النواب لمدة ستة أشهر، حيث يعمل المشاركون كمساعدي بحث للنواب، ويتولون مهمة البحث وتقديم المعلومات الداعمة للنواب بشأن مشروعات القوانين أو القضايا التي يتم طرحها للنقاش خلال جلسات المجلس، والاطلاع العملي على دورهم التشريعي والرقابي.
يستهدف مشروع الزمالة البرلمانية الشباب والشابات في المحافظات من الفئة العمرية من 20 إلى 30 عامًا، ويعتبر المشروع حاضنًا للتنوع الثقافي والاجتماعي وتعدد التوجه السياسي بين المشاركين، ويوفر المساحة الكافية للحوار والنقاش الفعال، ومنصة للتحاور مع أصحاب القرار، وإبداء الآراء.
لا شك أن المشروع قد حقق نجاحًا ملحوظًا لدى الشباب وتأهيلهم للقيادة في المستقبل، مما يساهم في سد الفجوة بين الشباب والسياسة، ويزيد من ثقتهم في قدرتهم على إحداث تغيير إيجابي، ويساهم في تحقيق رؤية الأردن المستقبلية في التحديث السياسي، بحيث يعتبر مشروع الزمالة البرلمانية استثمارًا في مستقبل الشباب الأردني، ويمهد الطريق لهم كقادة للغد الأردني المأمول.
مع دخول برنامج الزمالة البرلمانية دورته الخامسة، فإنه يواصل إثبات فعاليته في تطوير جيل جديد من القادة، ويعتبر مشروع الزمالة البرلمانية استثمارًا في إمكانات الشباب ومستقبل الأردن، حيث يساهم في بناء جيل جديد من القادة القادرين على مواجهة تحديات المستقبل وحمل راية التغيير والإصلاح، وبناء مجتمع أكثر حيوية وشمولاً وديمقراطية.
تهانينا للشباب والشابات المشاركين في الدورة الخامسة وهم يدخلون المرحلة العملية، نتمنى لهم كل التوفيق في مساعيهم ونحن على ثقة بأنهم سيتفوقون في أدائهم، ولا شك أنهم سيحظون بكل الدعم والتوجيه الكامل من إدارة المشروع وفريق عمل صندوق الملك عبد الله الثاني للتنمية المتميز، ونعرب عن تقديرنا واحترامنا لهم جميعًا.

الباحث والمدرب بالتمكين السياسي