يارا بادوسي تكتب : القيادات النسائية في البنوك: نسبة 11.08% اشارة لـ ضرورة التغيير

يارا بادوسي
التساؤل هنا لا يدور حول كفاءة النساء وقدرتهن على القيادة، بل يدور حول الأسباب التي تجعل تمثيلهن في المناصب القيادية في المصارف والبنوك الأردنية محدودًا.
فبعد إجراء تحليل للبيانات، تبين أن نسبة القيادات النسائية في هذا القطاع لا تتجاوز 11.08%، وهي نسبة تعكس التحديات العميقة التي تواجهها المرأة للوصول إلى مواقع صنع القرار في هذا القطاع الحيوي، وتدفع للتفكير في الحلول المطلوبة لتحقيق التوازن في القيادة.

من الملفت أن المرأة في الأردن قد حققت نجاحات واضحة في قطاعات مختلفة كـ التعليم والتدريب وقطاعات أخرى قد تكون أكثر صعوبة، ما يجعلها مؤهلة للعب دور أكبر في الاقتصاد، لكن التحدي الأكبر الذي يواجهها في أغلب الأحيان يتمثل في كسر الحواجز الثقافية والاجتماعية التي قد تؤثر على تمثيل المرأة في المناصب العليا، وفي الغالب تواجه السيدات "القياديات" تحديات مثل تحقيق التوازن بين العمل والمسؤوليات الأسرية، إلى جانب بعض المعوقات في الحصول على فرص التطور المهني التي قد تكون متاحة لنظرائهم من الرجال.
في قطاعات أخرى، يتضح أن التمثيل النسائي في المناصب القيادية قد يكون متفاوتًا، فعلى سبيل المثال تشير بعض التقارير إلى أن النساء يشغلن نسبة أعلى من المناصب القيادية في بعض القطاعات التعليمية والصحية، وهذه المقارنة قد تساعد على فهم أكبر للعوامل التي تؤثر على تواجد المرأة في المناصب القيادية في القطاعات المالية، مثل المصارف والبنوك ليتبادر إلى الاذهان.. السؤال هل البيئة التنافسية العالية في هذا المجال تشكل تحديًا إضافيًا؟
في السنوات الأخيرة، أطلقت العديد من البنوك مبادرات تهدف إلى تشجيع المرأة على التقدم إلى المناصب القيادية، من خلال برامج تدريبية وفرص التطور المهني، إلا أن الطريق لا يزال طويلاً، إذ أن التمثيل النسائي بنسبة 11.08% يعكس الحاجة إلى المزيد من الإجراءات والسياسات التي تدعم التنوع وتوفر بيئة شمولية تعتمد على إمكانيات النساء وتتيح لهم فرص متكافئة للتطور.
بناءً على هذا، يبدو أن على القطاع المصرفي تعزيز التزامه بتوفير بيئة عمل داعمة للنساء، بدءً من توفير فرص تدريبية موجهة لتطوير مهاراتهن القيادية، وصولاً إلى مراجعة سياسات التوظيف والترقيات لضمان العدالة بين الجنسين، ولا يمكن إنكار أن التنوع في القيادة يعزز الأداء المؤسسي و يسهم في تقديم خدمات مالية تلبي احتياجات المجتمع المتنوعة.
وفي الختام، نتوصل إلى أن نسبة 11.08% للقيادات تقدم دافعًا للعمل الجاد نحو تحقيق بيئة أكثر شمولية، لجعل المرأة تلعب دورًا أكبر في صناعة مستقبل القطاع المالي في الأردن.