مشروع "R-Feed"... خطوة نحو مكافحة التغير المناخي عبر تحويل مخلفات الطعام.
الخوالدة: نعمل على خفض انبعاثات غاز الميثان وتقليل البصمة الكربونية
الأنباط – ميناس بني ياسين
تُعتبر مشكلة هدر الطعام واحدة من التحديات البيئية الأكثر إلحاحًا في العالم، حيث تقدر الدراسات أن نحو 1.3 مليار طن من الطعام تُهدر سنويًا، في الأردن تشكل النفايات العضوية ما بين 50-60% من إجمالي النفايات الصلبة، ما يسهم في زيادة الانبعاثات الغازية وتلوث المياه، هنا يأتي دور مشروع R-Feed كمبادرة مبتكرة تهدف إلى مكافحة التغير المناخي من خلال تحويل المخلفات إلى بروتين علفي وسماد عضوي.
تأسس مشروع R-Feed وفقا لـ مصطفى الخوالدة أحد مؤسسيه، بعد عمليات رصد كبيرة حول حجم المشكلة وأثرها الكبير على البيئة والاقتصاد، يركز على تحويل مخلفات الطعام إلى موارد قيمة، باستخدام تقنيات حديثة لتحويل بقايا الطعام إلى بروتين عالي الجودة يُستخدم في أعلاف الحيوانات، إضافة إلى إنتاج سماد عضوي يُحسن من جودة التربة.
الجدير ذكره، أن المشروع يحمل تقنيات التحويل البيولوجي، حيث تستخدم R-Feed تقنيات متقدمة لتحويل النفايات العضوية إلى بروتين وسماد، تشمل تحليل النفايات والفرز وتصنيف النفايات العضوية لضمان جودة المدخلات والتخمير الهوائي لتحويل النفايات إلى بروتين علفي، إضافة إلى الإنتاج المستدام من خلال تصميم العمليات بشكل يضمن الحد الأدنى من التأثيرات السلبية على البيئة، مع التركيز على كفاءة استهلاك الموارد.
في السياق قال مصطفي الخوالدة لـ "الأنباط" أن الهدف من المشروع جاء لعدة أسباب أولها تقليل هدر الطعام، أي تقليل كمية المخلفات الغذائية وتحويلها إلى موارد قيمة، ما يسهم في تقليل النفايات المرسلة إلى مكبات النفايات، ومكافحة التغير المناخي من خلال خفض انبعاثات غاز الميثان الناتجة عن تحلل النفايات العضوية، موضحًا أن المشروع يساهم في تقليل البصمة الكربونية ويعزز من الجهود العالمية لمكافحة التغير المناخي.
وتابع ، أن تحسين جودة التربة هدف رئيسي من خلال إنتاج سماد عضوي غني بالمغذيات، حيث يعمل المشروع على تعزيز خصوبة التربة وزيادة إنتاجية المحاصيل، إضافة إلى تعزيز الأمن الغذائي عبر توفير خيارات أعلاف مستدامة وميسورة التكلفة للمزارعين، يسهم المشروع في تعزيز استدامة الإنتاج الزراعي وتحسين الأمن الغذائي.
وأشار الخوالدة إلى أن المشروع له الأثر البيئي من خلال الحد من الانبعاثات، مبينًا أنه وبفضل التقنيات المستخدمة في المشروع، تم توفير حوالي (1273 كجم) من مكافئ ثاني أكسيد الكربون من خلال إعادة تدوير مخلفات الطعام، و يُعادل ذلك الانبعاثات الناتجة عن قيادة سيارة متوسطة تعمل بالبنزين لمسافة 5113 كيلومترًا تقريبًا، زيادة على تقليل انبعاثات غاز الميثان، وهو غاز دفيئة قوي، يساعد في تحسين جودة الهواء ويقلل من التأثيرات السلبية للتغير المناخي.
وأوضح، أن الغاية في تحسين جودة المياه والتربة، حيث يساهم المشروع في تقليل تلوث المياه الجوفية والتربة الناتج عن تسرب المياه من تحلل النفايات العضوية من خلال إنتاج سماد عضوي يتم تحسين جودة التربة، ما يعزز من إنتاجية المحاصيل الزراعية ويساعد في تحقيق زراعة مستدامة.
أما فيما يتعلق بالأثر الاقتصادي أشار إلى أن المشروع يسهم في تعزيز الاقتصاد المحلي من خلال توفير فرص عمل وخلق وظائف جديدة في مختلف القطاعات، بما في ذلك جمع النفايات، المعالجة، والتوزيع، إضافة إلى تقليل التكاليف لا سيما وأنه يقدم البروتين العلفي الذي يتم إنتاجه بديلاً محليًا بأسعار أقل من المنتجات المستوردة، مما يساعد المزارعين في تقليل التكاليف وزيادة الربحية، وتعزيز سلاسل التوريد، حيث يعمل المشروع على تطوير سلاسل التوريد المحلية، مما يعزز من الاقتصاد الدائري ويقلل الاعتماد على الموارد المستوردة.
وتابع، أن المشروع يساهم في صناعة بيئة اجتماعية أفضل من خلال تعزيز ثقافة الاستدامة و رفع الوعي بأهمية إعادة التدوير وتقليل الهدر، مما يعزز من دور المجتمع في مكافحة التغير المناخي، وتحسين مستويات المعيشة من خلال خلق فرص عمل وتحسين الوصول إلى مصادر علف ميسورة التكلفة، يتحسن الوضع الاقتصادي للأسر المعنية.
يعد مشروع R-Feed نموذجًا يحتذى به في الابتكار المستدام، حيث يسهم في تحقيق التوازن بين متطلبات الإنتاج الزراعي وحماية البيئة، من خلال تحويل النفايات إلى موارد قيمة. يُساعد المشروع في بناء مجتمعات أكثر استدامة ويعزز من الجهود العالمية لمكافحة التغير المناخي، وإن رؤية المشروع والمبادئ التي يستند إليها تفتح آفاقًا جديدة لمستقبل أكثر اخضرارًا واستدامة.