التخبط الفكري ... هذيان وجنوح !!!

 المهندس هاشم نايل المجالي

 

نمر في ظروف وازمات عديدة ولاسباب كثيرة داخلية وخارجية حيث اصبح الكثير من المسؤولين والاعلاميين والصحفيين وغيرهم عاجزين عن التعبير السليم حتى اتخاذ العديد من القرارات التي لا نستطيع الجزم عند فعلها بصوابها او خطئها كل ذلك بسبب غياب العديد من المعلومات الدقيقة وهذا يؤدي بأي انسان مسؤول الى صراع بينه وبين نفسه وفكره وتحليله للامور انه صراع الذات الذي يقتلنا بين الصواب والخطأ .

 لذلك بين مسؤول وآخر وتصريح وآخر يكون هناك تخبط من أين نبدأ والى اين ننتهي بين سائل ومجيب وهناك من يعتبره انه اجهاد لفكرهم ولعقولهم كيف ستتم مواجهة الموقف فيصبح هناك تلبد فكري في التعبير فهناك اسباب كثيرة تفرض سيادتها على الموقف فيصبح العديد من المسؤولين والمعنيين غير مدركين لما يصرحونه او يكتبونه وكأنهم غير راشدين ومترددين ، وهناك من لا يخطو خطوة الا باشارة ممن يأمره وهذا الاضطراب الفكري من ناحية الطب النفسي يحدث عندما يعاني الشخص من مشاكل متعددة في الفكر والمشاعر وتنعكس على سلوكياته وتصرفاته فيصبح في اعتقاد زائف واظهار سلوكيات ومشاعر لا تتوافق مع الموقف ، حيث يعاني من طرق تفكير غير مفهومة حتى في الكتابة والتي من المفترض انها تعكس طريقة تفكيره حيث تكون الافكار ولغة التعبير غير مترابطة ولا تتعلق ببعضها البعض اي ان هناك هروب بالافكار وكأنه في حالة هذيان بعيد عن المحتوى الحقيقي ، مقارنة بمستوى المعلومات التي من الواجب توافرها لدى الجميع فيصبح الشخص في حالة جنوح بالتفكير ( التفكير المهلهل ) وخروج الافكار عن المسار الرئيسي للموضوع ، خاصة ان هناك اعلام خارجي مضلل وضبابي ويجعل الكثير في حالة تخبط وشك مما يحصل من ازمات واحداث ويشككون في صحة اي معلومة ومن المفترض ان نركز في مواجهتنا لهم على القاعدة المشهورة ( اذا ارهبك سلاح عدوك فأفسد فكره ينتحر به ومن ثم تستعبده ) لا ان تنقاد لمعلوماتهم وطروحاتهم ، فهناك من الاعداء من يضع المخططات والبرامج والوسائل المتعددة والمتنوعة للوصول الى اغراضهم الخبيثة الملوثة وتسميم الافكار لا يستقبلها ولا يتفاعل معها الا من كان مهزوماً فكرياً بعيداً عن العقلانية ، في الوقت الذي لا يجب علينا ان نتنازل عن الثوابت الوطنية حتى لا نقع في مصيدة الخيانة الوطنية ، فالاعلام الصهيوني يلوث الافكار ويشكل افكاراً كثيرة حسب نوعية الفرد الذي يستقبلها وبالتالي يتحكم به .

ولو لاحظنا اعلامنا المحلي لوجدنا التناقض الواضح في البرامج والندوات المعروضة ليكون هناك فوضى فكرية وهناك من يمرر مصطلحات ظاهرها شيء وباطنها شيء آخر ( لغاية في نفس يعقوب ) فيزرعون بذلك روح الهزيمة في نفوس شبابنا والمواطنين لاحداث شلل بالانتماء والولاء فكري وسلوكي ، مما يجعل الوطن في حالة ضعف واستكانة .

ان مقاومة الفساد الفكري هو واجب وطني يجب من اجل ذلك تسخير كافة الامكانات المتاحة مهما كانت متواضعة في استراتيجية وطنية لان الوطن والمرحلة تتطلب التنسيق واعتماد هذه الاستراتيجية سواء لتصريحات المسؤولين بغض النظر عن مواقعهم ودرجة مسؤوليتهم او الاعلام بشكل عام مقروء ومرئي ومسموع حتى لا يكون هناك فجوة كبيرة بين كافة هذه الجهات والشعب الذي لم يعد يدرك ما يحصل من حوله من شتات فكري وتخبط فكري بسبب التصريحات المتضاربة .

ولا يطيح بالافكار الفاسدة الا الوفاق الوطني على استراتيجية واحدة الذي يحافظ على الثوابت الوطنية وتمحيص كل الافكار والمعلومات الواردة الينا والاخذ منها ما يتفق مع مصلحة الوطن والاخلاص بالارادة والصواب في التفكير والعمل والانتاج .

وحتى نتغلب على الهزيمة النفسية التي يسعى الأعداء لايجادها في نفوس شبابنا الذي اصبح يسعى الى الهجرة ، فهل سيتم تفريغ الوطن من شبابه وهو الذي يستند عليه في بنائه وادارة مؤسساته وشركاته ومصانعه .

لذلك كله يجب ان تتم اعادة ترتيب الاوراق المبعثرة في كتيب واحد بمصطلح وطني واحد ولغة واحدة ، لا ان يصرح كل مسؤول او صحفي كيفما يريد وهو في حالة تخبط فكري خاصة بعد ان تكشفت لدينا قضايا فساد كبيره طالت مسؤولين من القمة الى ادنى المستويات ، تصرفت بدون رقابة ودون الخضوع الى القوانين .

والخاوة اصبحت أقوى من القوانين فهي جريمة بحق الوطن حيث استغلها الاعداء ليضعنا على مسار الطريق الوعر الذي تورط فيه الكثيرون ممن كنا نعتقد انهم المخلصون لهذا الوطن في حبهم لذاتهم وتحقيق شهواتهم انها الظاهرة الذاتية النرجسية بعيدة عن الظاهرة الموضوعية الوطنية التي خلقت ظاهرة الصراع الطبقي .

فلا بد من اعادة التوازن الوطني من خلال قيادات وطنية ومسؤولين قادرين على تحمل المسؤولية ، ونحن نشاهد غياب المواقف الوطنية التي تعمل على حفظ الامن والاستقرار بل غالبيتها دخل في صراع مع الاخرين ونبش القبور لما يسيء الى الوطن على انهم الاكثر فهماً ووعياً وان الكل يخطىء إلاّ هم .//

hashemmajali_56@yahoo.com