الاتفاقيه الاردنيه الاماراتيه :نحو تكامل اقتصادي و سياسي يعزز الوحدة العربيه
الاتفاقيه الاردنيه الاماراتيه :نحو تكامل اقتصادي و سياسي يعزز الوحدة العربيه
بقلم
المستشارة الاعلامية ملاكً الكوري -ابوظبي
في خطوة تاريخية تعزز من أواصر العلاقات الأخوية والاستراتيجية بين الأردن والإمارات، تم يوم أمس توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الدولتين، بحضور سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وجلالة الملك عبد الله الثاني. هذه الاتفاقية ليست مجرد اتفاقية تجارية أو اقتصادية عابرة، بل تُعد ترجمة واقعية لرؤية متكاملة تعكس وحدة الهدف والمصير المشترك بين البلدين الشقيقين.
إن توقيع هذه الاتفاقية يأتي في وقت حساس، حيث يشهد العالم تحولات اقتصادية وجيوسياسية كبيرة. وفي ظل هذه التحديات، تبرز الإمارات والأردن كقوتين اقتصاديتين متكاملتين في المنطقة، تعملان معًا لتعزيز الاستقرار والتنمية الاقتصادية. الاتفاقية تدل بشكل واضح على أن العلاقات بين البلدين ليست مجرد تحالف سياسي، بل هي شراكة شاملة ترتكز على التعاون الاقتصادي والاستراتيجي طويل الأمد، مما يعكس مدى الانسجام والتوافق بين القيادتين.
تأتي هذه الاتفاقية في سياق طويل من العلاقات المتميزة التي تجمع الأردن والإمارات، وهي تعكس إرادة قوية لتعزيز هذه العلاقات نحو آفاق جديدة. فالأردن، بموارده البشرية المؤهلة والكفاءات التكنولوجية المتميزة، والإمارات، بريادتها العالمية في مجالات متعددة مثل الطاقة المتجددة، اللوجستيات، والصناعات الدوائية، يشكلان معًا قوة اقتصادية هائلة قادرة على مواجهة التحديات الإقليمية والعالمية.
وما يميز هذه الاتفاقية بشكل خاص هو أنها تفتح آفاقًا جديدة للاستثمار والتعاون في قطاعات استراتيجية حيوية. فهي لا تقتصر على خفض الحواجز التجارية أو توحيد الإجراءات الجمركية، بل تتجاوز ذلك إلى تمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة في البلدين من التعاون والابتكار. هذا من شأنه أن يعزز من روح الريادة ويدفع بعجلة النمو الاقتصادي، خصوصًا في مجالات مثل الطاقة المتجددة والسياحة، والتي تمثل مجالات واعدة للاستثمار المشترك.
إن هذه الشراكة ليست فقط تعبيرًا عن توافق اقتصادي، بل هي تجسيد لوحدة سياسية قوية، تؤكد أن الأردن والإمارات يعملان كدولة واحدة في مواجهة التحديات وتحقيق الطموحات. التحالف بين الدولتين يظهر كقوة رائدة في المنطقة، قادرة على بناء نموذج ناجح للتعاون العربي – العربي في ظل الظروف الاقتصادية العالمية المتغيرة.
بحلول عام 2031، من المتوقع أن ترتفع التجارة غير النفطية بين البلدين إلى أكثر من 8 مليارات دولار، مقارنة بـ 4.2 مليار دولار في عام 2023. هذا النمو المتوقع يعكس الثقة الكبيرة في قدرة البلدين على استثمار هذه الاتفاقية لتحقيق المزيد من الازدهار والتنمية.
في الختام، يمكن القول إن توقيع هذه الاتفاقية يمثل نقطة تحول في العلاقات الأردنية الإماراتية. إنها ليست فقط اتفاقية اقتصادية، بل هي خطوة استراتيجية نحو بناء مستقبل مشترك يقوم على الوحدة والتميز. الأردن والإمارات اليوم يقفان جنبًا إلى جنب كقوة موحدة، متكاملة، تسعى لتحقيق الرخاء والازدهار لشعبيهما، وترسيخ نموذج جديد للتعاون العربي المثمر.