عين على القدس يرصد جهود إحياء أسواق البلدة القديمة في ظل الحرب على غزة
سلط برنامج عين على القدس الذي عرضه التلفزيون الأردني، أمس الاثنين، الضوء على جهود إحياء دكاكين القدس في ظل تأثير الحرب التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة على الحياة العامة للمدينة.
ووفقا لتقرير البرنامج المصور في القدس، فإن من بين الجهود التي تسعى لدعم صمود التاجر المقدسي، البرنامج التدريبي الذي أطلقته جمعية "برج اللقلق" للعمل المجتمعي في القدس القديمة، بهدف رفع قدرات تجار البلدة القديمة، لمواجهة الضغوطات التي يتعرضون لها بشكل ممنهج، ضمن خطط حكومة الاحتلال لإفراغ البلدة القديمة، من السياح وزوار المسجد الأقصى المبارك.
ويسعى البرنامج لتدريب التاجر المقدسي على كيفية إيجاد أسواق بديلة للبيع، عبر استخدام وسائل التواصل الإلكتروني وغيرها من منافذ التسويق الإلكتروني.
وقال مدير جمعية برج اللقلق للعمل المجتمعي، منتصر دكيدك، إن مدينة القدس تتعرض لهجمة مستمرة، تستخدم فيها سلطات الاحتلال الإسرائيلي شتى الطرق والوسائل للتضييق على التجار والمواطنين في جميع قطاعات الحياة بالمدينة، ما ألحق ضررا كبيرا في كل أوجه الحياة وخصوصا القطاع التجاري.
وأوضح دكيدك أن البرنامج التدريبي الذي أطلقته الجمعية في المدينة المقدسة، يهدف إلى إعادة إحياء متاجر القدس القديمة، ويأتي بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) ومؤسسة "الرؤية الفلسطينية"، حيث تم جمع مجموعة من التجار وتدريبهم على التسويق الإلكتروني، والمهارات التي يحتاجونها في التسويق.
وبين أن من الشروط التي وضعها القائمون على البرنامج التدريبي على المشاركين في التدريب، أن يكون المشارك مالكا للمحل التجاري أو أحد أبنائه أو من الوارثين لهذا المحل، وذلك بهدف الحفاظ على ديمومة المحلات.
وحول التحديات التي تواجه تجار البلدة القديمة، قال دكيدك إن الحركة التجارية في البلدة القديمة تنشط قليلا في أيام محددة، مثل أيام الجمعة والسبت، بسبب قدوم الناس المهتمين بالوصول إلى البلدة القديمة، إلا أن المنافسة التي شهدتها البلدة من قبل الأسواق المحيطة بها شديدة، لأنها قامت بسحب عدد كبير من زبائن البلدة القديمة، إضافة إلى الظروف التي تشهدها البلدة من تفتيشات وتضييقات، ووجود عدد كبير من جنود الاحتلال على أبواب المدينة بشكل استفزازي، وتصاعد الأحداث داخل المسجد الأقصى المبارك ومحيطه.
ولفت إلى أن من أبرز التحديات التي تواجه تجار البلدة القديمة تكمن في الزيارات المفاجئة لموظفي دائرة الضريبة التابعة لحكومة الاحتلال، والتي نشطت بشكل مكثف خلال الشهر الماضي، ومضايقاتهم للتجار من خلال التدقيق عليهم وعلى نوعية البضائع المعروضة، على خلاف ما يحدث مع التجار الإسرائيليين، بهدف عرقلة الحركة التجارية في البلدة القديمة.
ولفت إلى دور الجمعيات الاستيطانية ومحاولاتها السيطرة على الأسواق، حتى بات عدد منها شبه مغلق، كما حدث في سوق "الخواجات" الذي لا تزال بعض المحال التجارية فيه صابرة وصامدة، رغم شح الإمكانيات وعدد الزبائن القليل وضعف السوق التجاري.
وأضاف أن هناك تضافرا للجهود من قبل المقدسيين من أجل جلب الزوار للبلدة القديمة من خلال القيام بعدد من النشاطات الدينية والسياحية، حيث يقوم الزوار بعد انتهاء هذه النشاطات بالذهاب والتسوق من محلات البلدة القديمة، مشيرا إلى أن من هذه البرامج برنامج "القدس في الليل حلوة"، حيث يتم تنظيم جولات في البلدة القديمة، يشارك في كل واحدة منها نحو 60 شخصا، يمرون بحارات وأسواق البلدة القديمة، ويتسوقون فيها.
وشدد دكيدك على أن المقدسيين يعيشون في مدينة تحت الاحتلال، وأن جزءا كبيرا من وجودهم بها هو "صمود ورباط"، وانهم بحاجة إلى تعزيز ودعم، وهذا جزء من واجب جميع من يعمل من أجل القدس، حيث أن بقاء مدينة القدس مربوط ببقاء وصمود أهلها، الأمر الذي يحتاج إلى دعم الجميع، ولو بتغطية بعض المصاريف الرئيسة الكفيلة ببقائه، مثل الكهرباء والماء والضريبة "الأرنونة".
ودعا جميع المقدسيين إلى الشراء من أسواق البلدة القديمة، من أجل تعزيز صمود التجار المقدسيين أمام حملة الاحتلال الشرسة لتهويد المدينة المقدسة في شتى المجالات.