د. حازم قشوع يكتب:أيها القيصر لقد حان وقت الرحيل.
أيها القيصر لقد حان وقت الرحيل.
د. حازم قشوع
بعد كشف أكاذيب نتنياهو والاعيبه اقليميا ودوليا، يعود إلينا "قيصر تل ابيب" بخارطة جديدة تهضم الضفة وتجعلها إسرائيلية وتبقي على غزة فلسطينية، وهذا ما يجعلنا نتسائل بعد بيان خارطة نتنياهو العجيبه عن مصير القرارات الأممية ومصير حل الدولتين بل ومصير المنطقة برمتها حسب الخارطة التي راحت تقول الحل العسكري هو أساس الحل، والحلول الأحادية هي التي تحقق رغبة إسرائيل في التوسع على حساب الشعب الفلسطيني الأعزل الذي لا يرى نتنياهو له وجود في خارطة فلسطين التاريخية، وهذا ما يعنى استمرار نتنياهو في سياسة الترويع والتهجير المتبعة.
خارطة قيصر تل ابيب تبدوا أنها جاءت منسجمة مع رؤية ترامب للدولة الاسرائيلية التى يراها ترامب صغيره على اسرائيل ويريد توسيع جغرافيتها إلى نطاق أوسع، وهذا ما جعل من اللوبي المتصهين فى الداخل الاسرائيلي والولايات المتحدة يقفون الى جانب ترامب وتطلعاته تجاه اسرائيل وان كانت أصواتهم ستكون لصالح كامالا هاريس لكون معظمهم أعضاء في الحزب الديمقراطي ولقد تم بيان رأيهم فى نيويورك كما في كاليفورنيا والينوى، وهذا ما يعني أن تعاطف بعض الكتاب مع ترامب لن يحقق له أداة صرف تصويتية في المعركه الانتخابيه التى حدودها واضحة ومحددة فى الولايات المتأرجحة وكل ما يتم تداوله هو "تغميس من خارج الصحن" فى ظل ميزان التقدم الذى مازالت تتمتع به هاريس فى الانتخابات على أرض المعركة فى الولايات المتأرجحة كما بداخل الحاضنة اليهودية في أمريكا بفضل وجود تيار "جي ستريت" الداعم لفكرة حل الدولتين ومسألة التعايش السلمي الذي ينبذ التطرف ولا يدعم نتنياهو بما يذهب اليه من سياسات تجاه العبث بأمن المنطقة وتقويض استقرارها.
وهو الأمر الذي سيجعل من منطوق الرئيس بايدن المنتظر في الساعات القادمة منطوق واجب التنفيذ وعلى نتنياهو التقيد به والاصغاء لراى الجيش الاسرائيلي كما الموساد الذى أوصى كلاهما بالانسحاب من نتساريم وفيلادلفيا، وعليه أيضا توقيف العمليات في الضفة الغربية والتوقف عن مظاهر الاستفزاز في القدس لأن تبعاتها ستكون مكلفة جدا ولن يكون لها حواضن إقليمية ولا دولية وستكون منبوذة ومدانه أمميا وحتى امريكيا فألاعيب التي تقدمها الروايات الإسرائيلية لتأجيج المشهد العام وتقويضه لم تعد تجدي نفعا لأنها باتت مكشوفة ومقروءة عند القنوات الأمنية كما عند حواضن الرأي العام الاقليمية والدولية، وهذا ما يضع القيصر نتنياهو في خانة "اليك" التى لن يستطيع معها من استخدام مخالبه بعدما تم تقليمها لدواعى التهذيب في بيت القرار الأمنى والعسكرى الاسرائيلي، الذي اصبح الى حد كبير مرتبط مع بيت القرار الأمريكي "بولدنزبيرغ" في الحاضنة الأمنية والعسكرية التي تناصر هاريس وليس ترامب ... أليس كذلك.
وعلى نتنياهو أن ينتظر هاتف ليقول له كما يصف ذلك سياسيين ايها القيصر لقد حان وقت الرحيل وعليك تنفيذ الامر فان الاجواء الاقليمية والدولية أصبحت غير صديقة لاسرائيل وجميعها تقول لك عليك الرحيل فلقد جازفت بأمن المنطقة دون حساب وفشلت يجر المنطقة لحرب اقليمية وفشلت بفرض الحلول العسكرية، وهذا ما حمل امريكا تبعات مادية جسيمة وكلف باهظة وجعل الهوه اكبر بينها وبين اصدقائها الى الحد الذي راحت فيه تركيا تطلب الانصمام لدول بركس، وهو ما جعل من منظومة "بركس" تتفوق بالاستقطاب على دول المركز وهو ما يؤثر في القياس على محصلة المعركة القطبية وهذا ما يجعلنا نقول لك "لقد آن وقت الرحيل ايها القيصر".