إبراهيم ابو حويله يكتب:انا اعمل لمجد بريطانيا العظمى...


(نعم يستطيع أن يكتب غلوب فصلا أخر ونهاية أخرى لهذا المشهد ، ولكن هل ستكون في صالح بريطانيا ، يبدو أنهم يدركون معنى النهاية )

ولكن هل يريد ذلك حقا، أم أن الغرب كله من يبحث عن تلك النهاية، شرق ضعيف، في خاصرته كيان شرس قاس لا يعرف الرحمة، وتم التخلص من هذا العبء البشري الذي يشكل ازعاجا لأوروبا وأمريكا، ألم يقل هرتزل لذا لم تنشؤا وطنا لهم فسيهاجرون إلى بلدانكم.

يبدو أن الطرفين في مرحلة من التاريخ رغم العدواة والبغضاء بينهما اتفقا على أمر واحد، هو استهداف الشرق ، وما زال هذا الهدف قائما.

نعود لقصتنا طفل من البادية ينظر إلى البزة العسكرية والنياشين المعلقة على صدر هذا الرجل ، فيقول لجده حمد الجازي من هذا ، الجد هذا قائد الجيش غلوب باشا ، ولكنه ليس منّا ليس عربيا حتى ، فلا يجيب الجد .

ويحاول غلوب مع الشيخ أن يجند أبنه ولكن للإبن خطة أخرى ، فهذا عقله في فلسطين في الجهاد ضد الصهاينة وهو قد بدأ فعلا في الجهاد ، ولكن الطفل أخذته هيبة الجيش وجماله ، فطلب الطفل من الجد أن يحدث القائد أن يأخذه جندياً ، فكان ما أراد .

وهذا ايام ما كان لنا نحن أبناء الشرق خطة واحدة وهدف واحد ، قبل أن ينجح الإستعمار والاستحمار والاستغراب في خلق الفرقة بيننا، واقناع البعض أن عداء النفس والدين والأب والجد هو المخرج.

وصعد الفتى في سيارة قائد الجيش وقد أخذته الهيبة ، ودخل الجيش وترقى ، وأرسل إلى بريطانيا ، وكبر وكبرت معه تطلعاته ورتبته .

وتحرر الأردن أخيراً وعرب الجيش وأزيح غلوب عن سدته ، وقد إختير الفتى الذي هو مشهور حديثه الجازي ليرافقه إلى المطار ...

في الطريق إلى المطار قال مشهور لغلوب ..ألست حزينا على هذه النهاية.

غلوب يا مشهور أنا أعمل لمجد بريطانيا العظمى وليس من أجل أسمي أو شخصي فدوري هنا إنتهى وسأعود لأحيا بهدوء في الريف الإنجليزي .

عادت الذاكرة إلى مشهور في تلك اللحظة التي خرج فيها من الرشادية إلى هذه اللحظة التي يرافقه فيها إلى خارج البلاد .

كم كان لهذا الشخص من آثار في تاريخ وحاضر ومستقبل المنطقة، لقد ترك أثرا لن يمحوه التاريخ وضحايا ومعاناة دائمة وقتل سيستمر مع التاريخ .

بتصرف كبير من رواية يوم مشهود ...أيمن العتوم

إبراهيم ابو حويله...