عين على القدس يناقش الدعم العالمي المتزايد للصمود الفلسطيني
ناقش برنامج عين على القدس الذي عرضه التلفزيون الأردني، أمس الاثنين، الدعم العالمي المتزايد للصمود الفلسطيني، واستحقاق الدولة الفلسطينية المستقلة وحق تقرير المصير.
ووفقا لتقرير البرنامج المصور في القدس، فإنه بعد إعلان عدد من الدول أخيرا اعترافها بالدولة الفلسطينية، والتي كان آخرها سلوفينيا والنرويج وإسبانيا وإيرلندا، وصل عدد الدول المعترفة بالدولة الفلسطينية إلى 148 دولة من أصل 193 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ما أثار غضب الاحتلال الإسرائيلي، الذي سارع إلى اتخاذ خطوات "انتقامية" من الفلسطينيين عبر الإعلان عن توسيع الاستيطان وإلغاء قانون فك الارتباط في الكثير من المستوطنات التي تم إخلاؤها منذ ما يقارب العقدين في شمال الضفة الغربية، إضافة إلى فرض عقوبات سياسية واقتصادية على السلطة الفلسطينية، بعد تخوف الاحتلال من إقدام المزيد من الدول على الاعتراف بدولة فلسطين.
وأشار التقرير إلى أنه بعد إعلان النرويج وإسبانيا وإيرلندا اعترافها بالدولة الفلسطينية، أصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية مؤخرا بيانا أعلنت فيه أنها تدرس اتخاذ سلسة من الإجراءات بحق هذه الدول، من بينها منع ممثلي الاتحاد الأوروبي ومؤسساته من الوصول إلى الضفة الغربية لتقديم المساعدات للفلسطينيين، إضافة إلى العمل على تقييد خدمات قنصليات هذه الدول في القدس المحتلة، عبر منعها من تقديم الخدمات للفلسطينيين من الضفة الغربية في قنصلياتها بالقدس، "والتي كانت موجودة قبل عام 1948، أي قبل الكيان الإسرائيلي نفسه"، وفقا للمختص بالشأن الفلسطيني، فراس ياغي.
وأضاف التقرير أن الشارع المقدسي أعرب عن استيائه من هذا الموقف الذي يسعى فيه الاحتلال إلى تقييد الخدمات في قنصليات الدول المعترفة بالدولة الفلسطينية في القدس، وسط تخوف من أن الاحتلال الإسرائيلي سوف "يقوم بتدفيع الفلسطينيين ثمن الاعترافات بالدولة الفلسطينية".
المحلل السياسي، الدكتور أمجد الأشهب، قال إن إسرائيل بدأت تتخوف من أن الرأي العام الدولي بدأ يؤثر على قرارات الحكومات، ما من شأنه التأثير في الموقف العام الأوروبي من عملية "إقامة الدولة الفلسطينية، وإقناعهم بضرورة حل سلمي، رغم أن هناك اتفاقا ضمنيا منذ عام 2008 بتصفية ملف إقامة الدولة الفلسطينية وتحويل القضية الفلسطينية من قضية حق تقرير المصير بالنسبة للشعب الفلسطيني إلى قضية إنسانية تقتصر على اللاجئيين، والبحث عن حل لها عبر امتيازات اقتصادية.
بدوره، مساعد وزير الخارجية وشؤون المغتربين لدولة فلسطين، الدكتور عمر عوض، قال إن اعتراف هذه الدول بالدولة الفلسطينية جاء في وقت هام، تسعى فيه دولة الاحتلال إلى تدمير حل الدولتين، وتعمل على تدمير الشعب الفلسطيني وإبادته، استكمالا للمشروع الصهيوني الذي بدأ منذ 76 عاما وقام على أمرين "إبادة الشعب الفلسطيني أو ترحيله قسرا"، مشيرا إلى ما يحدث من جرائم وإبادة جماعية للفلسطينيين في قطاع غزة واستمرار الجرائم التي ترتكبها دولة الاحتلال في الضفة الغربية والقدس، من خلال منظومة الاستيطان الاستعماري وإرهاب المستوطنين.
وأوضح عوض أن اعترافات الدول بالدولة الفلسطينية جاءت نتيجة لأن العالم رأى بعد اتفاق أوسلو، أن كل ما تقوم به إسرائيل هو ارتكاب الجرائم ضد الشعب الفلسطيني، وأنها تستخدم عملية التفاوض من أجل القضاء على أي فرصة لإيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
وأكد عوض أن المشروع الذي جاءت به الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة الحالية بقيادة نتنياهو وسموتريتش وبن غفير، يقوم على قمع تطلعات الشعب الفلسطيني ومنعه من الحصول على دولة.
وأوضح أن "النضال القانوني" كان من الأمور المهمة التي ساهمت في اعتراف الدول بالدولة الفلسطينية، والذي بدأ قبل 15 عاما بالدخول في عضوية اليونيسكو ومنظمة الامم المتحدة بصفة "المراقب" وانضمام فلسطين إلى المحكمة الجنائية الدولية والعديد من المنظمات والاتفاقيات الدولية، لافتاً إلى أن كل ذلك لعب دورا حاسما في تغيير الحالة والشخصية القانونية لدولة فلسطين وحشد الدعم الدولي للقضية الفلسطينية، باعتبارها قضية حق وعدالة.