هيثم بن طارق سلطان عمان .......وعد وإنجاز وأمل


 نعمت الخورة

تنفرد المملكة الأردنية وسلطنة عمان بعلاقات دبلوماسية وتاريخية أصيلة منذ عام 1972، وعلى مر عقود من هذه العلاقات التي تجمع البلدين والشعبين الأردني والعماني وقفت القيادة العمانية إلى جانب الأردن في جميع التحديات والظروف التي مرت بها المملكة.
وبالمثل، كانت الأردن السند للأشقاء في عمان منذ النهضة العمانية عام 1970، كما كانت من أوائل المؤيدين لانضمام السلطنة إلى جامعة الدول العربية وهيئة الأمم المتحدة.

لعبت العلاقات الوطيدة والأخوية بين القيادتين في زمن المغفور لهما جلالة الملك الحسين بن طلال والسلطان قابوس بن سعيد في رسم خارطة الطريق لهذه العلاقة النموذجية.

واتسمت لقاءات القيادات الأردنية والعمانية في زمن المغفور لهما الملك الحسين والسلطان قابوس بالصراحة والوضوح ولقي الراحلان الترحيب والاستقبال المميز من الجانبين قيادة وحكومة وشعبا.

وعلى خطى الراحلين الكبيرين، واصلت القيادة الأردنية في عهد جلالة الملك عبد الله بن الحسين وعهد سلطان عمان هيثم بن طارق التأكيد دوما على عمق هذه العلاقات وتجذرها.

والسلطان هيثم بن طارق هو السلطان العاشر في تاريخ السلطنة وتسلم سلطاته الدستورية في العام 2020 بعد وفاة المغفور له السلطان قابوس بن سعيد، مؤكدا أنه سيسير على خطى السلطان قابوس، مشددا على السياسات الخارجية المبنية على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير والتعايش السلمي بين الشعوب وحسن الجوار.
كانت من أولى قرارات السلطان هيثم بن طارق بعد تسلمه مهامه الغاء جميع الألقاب التي ترتبط باسمه بما فيها "السلطان المعظم وجلالته" في المخاطبات الرسمية في الدولة وأن تكتفي المخاطبات الرسمية باسم "هيثم بن طارق سلطان عمان".. كما وضع آلية محددة ومستقرة لانتقال ولاية الحكم ووضع آلية تعيين ولي العهد ومهمته واختصاصاته.
كانت الفترة التي استلم خلالها سلطان عمان الحكم من أصعب الظروف الصحية التي مرت على العالم وهي جائحة كورونا، حيث استطاع بحنكته إدارة الأزمة الصحية التي مرت بها البلاد وتأثيرها على الاقتصاد الداخلي للسلطنة بعدد من القرارات، أهمها خفض الإنفاق الحكومي وإيجاد وسائل وطرق بديلة للتنوع في جميع إيرادات الدولة، إضافة إلى العمل على فرض ضرائب على أصحاب الدخل المرتفع.

شهدت السلطنة منذ تولي السلطان هيثم بن طارق إصلاحات وإقامة مشاريع تنموية ضخمة تخدم المجتمع العماني، بداية من العمل على تنفيذ مشاريع رؤية "عمان 2040" التي كلف بها السلطان هيثم في عهد السلطان الراحل والتي ستحقق تطلعات السلطنة التنموية وتعتمد بالدرجة الأولى على الفرد العماني الذي سيكون عنصرا رئيسيا في معادلة التغيير بإقامة مدن ذكية وتعزيز الهوية والتراث العمانية والرفاهية والحماية المجتمعية للمواطن العماني .

اضافة الى زيادة الاهتمام بالتعليم والبحث العلمي والصحة، كما شهدت السلطنة منذ تولي السلطان طارق بناء استراتيجيات وتنفيذ سياسات مالية وتجارية وصناعية وخطط شملت سوق العمل لتحقيق الاستدامة المالية .

يؤمن سلطان عمان إن بناء الإنسان أهم ركيزة في أي تنمية ويأتي من ذات الإنسان نفسه لبناء مجتمع ووطن بأكمله، كما يؤكد أن المواطن العماني يحب المغامرة والمثابرة وهو شخص منفتح على العالم وهو مكمل لأسلافه من العمانيين في التاريخ.

استمرت السلطنة في عهد السلطان هيثم بن طارق بلعب دورها الفعال والمؤثر في حل الأزمات الإقليمية والوقوف دائما مع قضايا الأمة العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية

إن اختيار السلطان هيثم بن طارق من قبل السلطان الراحل قابوس بن سعيد لخلافته جاءت وحسب الكثير من المحليين أن السلطان هيثم يتشابه بالكثير من الصفات مع السلطان قابوس، منها عدم حبه للاضواء ولا يحب الكلام الكثير ولديه شغف بالتراث والموسيقى والفنون وحب التراث العماني.