السعيد.. الرياضة الاردنية قادرة على بلوغ المجد وتسجيل الانجازات

الامين العام للجنة الاولمبية في حوار شامل مع الانباط

نسعى لتطوير اداء الاتحادات الرياضية.. وننتظر التعاون مع الاعلام الرياضي

مشروع البطل الاولمبي يساند الاتحادات الرياضية

فجوة كبيرة بين اللجنة الاولمبية ووزارة التربية برعاية المواهب

ندرس بناء قرية اولمبية تخدم كل الرياضات

نفتقد للقيادات الرياضية النسوية في بعض المجالات

الاتحادات الرياضية الجديدة يجب ان تفرز الرجل المناسب

الانباط -عوني فريج ..ميناس بني ياسين

حديثها ذو شجون تلمس فيه الصدق والصراحة والرغبة في التغيير وتحقيق الانجاز ..وقد يكون للبيئة التي خرجت منها دور هام في صقل تجربتها الثرية ووضعها امام التحدي ...كيف لا وهي كريمة رجل الرياضة وصاحب المسيرة الرياضية الطويلة الاعلامي الكبير واستاذ الاجيال المرحوم نظمي السعيد ..فكان لا بد لمن عاشت في اكناف العائلة الرياضية ان تسير على نفس الدرب وان تشق طريقها الى ان تبوئت المنصب الرياضي الاول حيث نالت رنا السعيد ثقة سمو الامير فيصل بن الحسين رئيس اللجنة الاولمبية بتعيينها امينا عاما للجنة لتقود مسيرة الرياضة الاردنية ..حيث تحمل مشروعا واعدا يهدف الى المزيد من التطوير في عمل اللجنة لينعكس على الاتحادات الرياضية لتساهم في التطوير المرتقب والذي تحدثت عنه السعيد في هذا الحوار الشامل الذي خصت به " الانباط " القناة والصحيفة وندعوكم لتناول تفاصيله :

الحلم الذي تحقق

اكدت أمين عام اللجنة الأولمبية رنا السعيد أن منصب الأمين العام بالنسبة لها كان حلم وتحقق والذي من خلاله تسعى إلى تسليط الضوء أكثر على الرياضة وأن تكون صوت مسموع لتطوير القطاع ليفيد مجتمع كامل على مختلف الأصعدة الأخلاقية والإنسانية والجسدية والصحية، ومساندة مختلف القطاعات في الأردن.وأكدت أن اللجنة تعمل منذ فترة طويلة لإعداد اللاعبين للوصول والتأهل للألعاب الأولمبية، وتم التأهل في رياضة التايكواندو والملاكمة والجمباز ، والتأهل التاريخي لـ اللاعب أحمد أبو سعود وهذا كان بجهود وتعاون الاتحادات الرياضية واللجنة بإعداد اللاعبين وتوفير العلوم الرياضية اللازمة من تغذية ولياقة بدنية وأساليب حديثة في التدريب وهذا نتاج تخطيط 4 سنوات لمعرفة الألعاب التي من الممكن دخولها لبرنامج الإعداد البدني ضمن مشروع البطل الأولمبي الذي يعمل على مساندة الاتحادات الرياضية وتطوير الكوادر والمدربين وتطوير العلوم الرياضية في المراكز الرياضية والاندية والاتحادات واللاعب نفسه.وأضافت أن الرياضة الأردنية بعيدة عن التكنولوجيا لذا فإن اللجنة تعمل على مواكبة التطور التكنولوجي في تحليل الحركة للاعبين وتحليل الأمور الفنية وإدماجها في الاتحادات وانفتاحها على هذه المستجدات.

فجوة بين اللجنة ووزارة التربية والتعليم

بينت السعيد أن هناك فجوة كبيرة بين اللجنة الأولمبية ووزارة التربية والتعليم والتقصير في الإعداد الرياضي للجيل الصغير الناشئ، أي أنه من المفترض أن المدارس هي الرافد الحقيقي للمواهب واللاعبين، لكنه إلى الآن يعتبر دور الوزارة غير فاعل ولا يساعد اللجنة الأولمبية في تبني الأفكار، ولا يولي الأهمية المطلوبة لقطاع الرياضة، علماً أن الرياضة هي أساس في مرحلة الأطفال والفئات العمرية في زرع القيم الرياضية والتي تدرس في مناهج دول متقدمة حول الصداقة والاحترام والروح الرياضية والابتعاد عن العادات السيئة وخلق مساحة للطفل بعيداً عن الأجهزة الالكترونية، أي أن الرياضة أصبحت جزء أساسي في التربية والتعليم وليست قطاع ترفيهي وأكبر من مجرد فوز وخسارة.وان الدور الذي من المفترض ان تلعبه وزارة التربية دور فاعل ومهم لرعاية الجيل الجديد من نجوم المستقبل في بداية انطلاقتهم الرياضيةوقالت أنها تتمنى أن يتم تحديث المناهج وحصص الرياضة عن الحركة الأولمبية الدولية والمحلية وتحليل الرياضات وكيف يتم لعب كرة السلة والقدم والكراتيه، مشيرة إلى أنه تمت مخاطبة وزارة التربية والتعليم والمجلس الأعلى للمناهج الدراسية وتم الحديث عن المناهج ومحاولات إدخال منهاج "القيم الأولمبية" والموجود لدى اللجنة الأولمبية وتمت ترجمته في الأردن ليتسنى للطالب دراسة القيم الرياضية والمبادئ الخلاقية التي تحث على صقل الشخصية الرياضية والروح التعاونية لدى الطفل.

استضافة الدورة العربية.. وقرية أولمبية متكاملة جديدة

أكدت السعيد أن اللجنة الأولمبية منذ أن تقدمت بطلب استضافة الدورة العربية وهي على يقين بضرورة مساندة الحكومة في بناء وضبط المنشآت الرياضية الموجودة حالياً خاصة وأن الاستضافة بحاجة لجهود كبيرة من عدة أطراف، وتعمل اللجنة على دراسة بناء قرية أولمبية تخدم جميع الرياضات الموجودة وتخدم اللجنة والاتحادات الرياضية وتكون مقراً لها، وسيتم العمل مع الحكومة على هذا المشروع والذي سيكون بمثابة مدينة متكاملة مرادفة لملاعب الرياضات الموجودة.

وأضافت أنه من المتوقع أن تكون هذه القرية خارج عمان ما بعد شارع المطار، لأن ما تشهده العاصمة من اكتظاظ يؤثر على السكان والجماهير والرياضيين، بحيث أن مبارة واحدة في ستاد عمان قادرة على إغلاق شوارع العاصمة بأكملها، لذا فإن بناء القرية خارج عمان سيسمح للمواطنين أيضاً بتجربة قضاء يوم كامل في مكان رياضي كبير ورحلة ممتعة، لا سيما وأن القرية ستوفر المرافق وكل وسائل الاستدامة والخدمات لجميع أطياف الأردن لممارسة الرياضة وليس مشاهدتها فقط وهذا ما تسعى له اللجنة برئاسة صاحب السمو الأمير فيصل بن الحسين الذي يقود الرياضة بافكار تبني للمستقبل وتوفر النجاح الكبير لرياضتنا بفضل ما يملك من تجارب وخبرات كبيرة.وأشارت أنه ليس من المنطقي إستضافة دورة عربية بهذا الحجم دون أن تكون الصالات الحالية بحالة ممتازة قادرة على استيعاب الكم الهائل من الرياضات والبطولات، فإن النهوض بالمنشآت الرياضية الموجودة وصيانتها واجب ضروري، إضافة إلى دور مدينة العقبة وتفعيلها في الدورة العربية ببعض الرياضات لتنشيطها من الناحية السياحية والرياضية.

لم تقصر الحكومة مع قطاع الرياضة.. واللاعب هو سفير الأردن

ذكرت السعيد أن الحكومة لم تقصر مع القطاع الرياضي إنما بالعكس وقفت دائماً إلى جانب الرياضيين وتمت مناقشة الموازنة معها، أنه من الضروري نشر مفهوم الرياضة لتدرك الحكومة أن الرياضة شيء مشرف وجزء أساسي، بحيث أن اللاعب الذي يشارك في البطولات الدولية ويتأهل ليس إلا سفير يمثل الأردن في المحافل، كمهمة حكومية كأي سفير موجود خارج الأردن ليمثلها ويضعها على الخارطة الدولية.

وأوضحت أن عزف السلام الملكي في البطولات الخارجية يجب أن يحفز الحكومة على إعطاء الرياضة أهمية أكبر نسبة إلى باقي القطاعات لأن النظر بشمولية إلى الرياضة تؤكد أنها تخدم جميع القطاعات الأخرى كالسياحة والاقتصاد، والتعليم والصحة وتطوير البنى التحتية، وهو ما لمسناه من الحكومة في لقاءاتنا المتعددة حيث ابدت كل اهتمام في سبيل دعم تطلعات الرياضة الاردنية بعد الانجازات العديدة التي تحققت في الفترة الاخيرة .. مؤكدة أن من الضروري على الاتحادات تعزيز مشاركتها في البطولات والرياضات الدولية وتطوير اللاعبين والأدوات.

الشخص المناسب في المكان المناسب..

أكدت السعيدفي ردها على سؤال وصفته بانه ( سؤال قوي ) حول وجود بعض الاشخاص في بعض الاتحادات في المكان غير المناسب أن الاتحادات لا تتأثر بصورة مباشرة في فائض الاشخاص الذين يكونون دون دور واضح في الاتحاد ويجثموا على صدور الاتحادات كعبء ليس إلا، مشيرة أن الاتحادات تعمل ما هو مطلوب منها، والمكان المناسب بحاجة لشخص إداري وبخبرات إدارية وفنية بالتأكيد وهذا فعلاً موجود في الاتحادات، إلا أن هذه الخبرات الفنية يجب أن تكون موجودة أيضاً في مجالس الإدارة.وقالت، هذا ما يدعو أن يكون مكان للجنة الأولمبية إدارياً إلى جانب مقاعد الأندية واللاعبين، وتعمل اللجنة الأولمبية على تجهيز قوائم، قد تتضمن من القطاع الخاص ما يعني وجود شخص يريد العمل بالرياضة ويملك فكر واستراتيجيات ويعمل إدارياً للتطوير في القطاع مع خبراء في التسويق والقانون والأحداث الرياضية.ونوهت الى ان انتحابات الاتحادات الرياضية القادمة يتوقع ان تشهد حضورا قويا للشخصيات الرياضية الفاعلة التي من شان وجودها تقديم الافكار الخلاقة التي تساهم في التطوير .

نفتقد للقيادات الرياضة النسوية

أشارت السعيد إلى أن الأردن يفتقر إلى أسماء فتيات ونساء في التحكيم والتدريب واللاعبات والقياديات، إضافة إلى عدم التركيز على الرياضة النسوية في الأردن، رغم أنه يجب العمل على تطوير الرياضة النسوية ورفدها باللاعبات والحكمات والمدربات والإعلاميات في المجال الرياضي.

وأكدت أنه على الإعلام الرياضي المساعدة في تطوير وإنشاء جيل من الإعلاميات الرياضييات، لأن هدف اللجنة الأولمبية يتمحور حول تطوير المجتمع المحلي وصورته للرياضة، إلى جانب تطوير الاتحادات وتطوير السياسات والحوكمة، وهذا ما تطلبه اللجنة من باقي الاتحادات في تطوير سياساتها واستراتيجياتها وتطوير طريقة العمل بمساعدة اللجنة من خلال مدراء الاتحادات.وكنا قد جلسنا في اوقات سابقة مع اتحاد الاعلام الرياضي وطلبنا ان يقوم بعمل دورات متخصصة للجيل الجديد من الاعلاميين وخصوصا من العنصر النسوي حيث ان وجودهم في الساحة الاعلامية حاليا قليل ولا يفي بالحاجة ..ومن الممكن تطوير اداء وعمل الاعلام الرياضي بحيث لا يقتصر دوره على نل الحدث وانما متابعته وتحليله .

وبينت أنه من الممكن استحداث منصب أمين عام في كل اتحاد براتب ليسهل العمل والاستدامة فيه، والتمكن من إتمام المشاريع والاستراتيجيات، ومواكبة البرامج الدولية رياضياً، والتطوير كما هو معمول في اللجنة واتحاد القدم بأمين عام مسؤول عما سبق ذكره، لأن أعضاء مجلس الإدارة هم متطوعين ولديهم أشغالهم وبحاجة لفريق إداري كامل يلبي الطموح.

تعديل ملف الاتحادات الرياضية

قالت السعيد أن اللجنة لا تستطيع العمل لوحدها وإنما يجب على الاتحادات الرياضية وهي الداعم الأساسي لقيام اللجنة الأولمبية الأردنية سواء بنشر الرياضة أو مفهوم الرياضة نفسه وبإحراز النتائج والإنجازات المهمة، لذا فإن ملف الاتحادات الرياضية مفتوح وسيكون فيه تعديل بسيط على نظامها بالإضافة إلى تحديث وتعديل نظام اللجنة الأولمبية والذي لم يتحدث منذ 2003 حتى الآن.

وأضافت أن التحديثات تتماشى مع المساق الأولمبي، ومشيرة إلى أنه تم التركيز على دعوة الاتحادات على التطوير والحداثة وعدم العمل بطريقة الإرث والعمل الكلاسيكي، أي أنه على سبيل المثال يعمل الإعلام الرياضي بطريقة إرثية، رغم أن الصحافة والإعلام الرياضي تطور عالمياً إلا أن الإعلام الرياضي الأردني بعضه ما زال يعمل بشكل روتيني على تناقل الخبر بفوز أو خسارة فقط.موكدة أن الأعلام الرياضي يجب أن يكون مساند ويداً بيد مع اللجنة الأولمبية على نشر مفهوم الرياضة وتطويرها من خلال تطوير الكوادر الإعلامية الموجودة، بحيث يتم حث الشباب والشابات على دخول عالم الإعلام الرياضي.

الأندية هي التي تدعم وليس العكس

أكدت السعيد أن المعمول به في دول العالم أن الاندية هي اللي تدعم الاتحادات وليس العكس سواء بالدوريات والبطولات التي تنظمها، إلا أن ما يحدث في الرياضة الأردنية هو العكس تماماً، إضافة إلى أن الرياضة الأردنية دخلت الاحتراف دون أساس صحيح، وما زالت تعد الرياضة الأردنية غير جاهزة للاحتراف، لأ النادي يجب أن يكون محترف حتى يدخل الاحتراف ومن الأولى أن يجد مصدر للدخل حتى يحترف بشكل حقيقي.

وأوضحت أنه من الأساس يجب البدء بالفئات العمرية وتنشأتهم حتى يتم تدريبهم على عالم الاحتراف في اللعب والأسلوب والحياة الرياضية كلاعبين ناشئين، حتى وإن أضطر النادي إلى التوقف لفترة معينة عن المشاركة في البطولات، موضحة انه من الضروري على أعضاء الأندية إدارة انديتهم بشكل مختلف ومتطور.

وأشارت غلى ضرورة الخصخصة في الأندية حتى تستطيع تنشئة اللاعبين واللعب بأسلوب جديد والعمل على ملاعبها ومرافقها، لأن اللجنة ووزارة الشباب لا يستطعوا العمل لوحدهم، إضافة إلى ضرورة إعادة توزيع الأندية في مختلف المحافظات، مؤكدة ان هناك أندية تعمل على ذلك بتطوير أدواتها وفئاتها العمرية.

اللجنة الأولمبية تساهم في تطوير الرياضة والرياضيين

أكدت السعيد أن اللجنة تعمل على التطوير إلى جانب مجلس التضامن الأولمبي عن طريق لجان أولمبية دولية، أي أن مركز الإعداد الأولمبي كان مقتصراً على رياضات معينة، إنما الآن فإن اللجنة تناشد الإتحادات الرياضية والرياضيين بأخذ الخبرات واللياقة البدنية، وبرامج اللياقة البدنية دون مقابل في اللجنة.

وتعمل اللجنة على تنسيق برامج التغذية وتفتح الباب لكل من يريد ذلك، ولكن التدريب في المركز صعب لأن المركو مهيأ لعدد بسيط من الرياضات، مشيرة إلى أن اللجنة تدعم اتحاد القدم بالإضافة للدعم الذي يقدم له من الحكومة إلا أن الاتحاد يخضع إلى أنظمة الفيفا ويخضع لأنظمتهم.

استعدادات اللاعبين لدورة الألعاب الأولمبية

أكدت السعيد أن لاعبي الرياضات والذين سيشاركون في دورة الألعاب الأولمبية مستعدين وعلى استعداد لرفع العلم الأردني وتمثيله خير مثال دولياً لا سيما وأنهم سفراء الأردن هناك، متمنيةً تحقيق المراكز الأولى آسيوياً ودولياً ووضع الأردن في الواجهة عالمياً، وهذا ما تعمل عليه اللجنة وتخطط له بنظام وتفكير وتطوير ليس بفزعة.واكدت السعيد ان الامل كبير بان يحقق ابطال وبطلات الاردن العديد من الانجازات في الدورة الاولمبية القادمة في باريس بعد ان وضع الاردن اول بصماته من خلال ذهبية البطل احمد ابو غوش ونامل ان نضيف على الانجازات الاخرى التي تحققت ..وعبرت السعيد في ختام حديثها عن امالها بان تشهد الرياضة الاردنية المزيد من التقدم والنجاح بفضل ما تجده من دعم كبير من جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين الرياضي الاول ورئيس اللجنة الاولمبية سمو الامير فيصل ابن الحسين .