الحوت الأزرق.. اللعبة التي أرهقت المجتمعات

بعد حادثة انتحار الطفل عبد الرحمن الأحمري بسبب لعبة الحوت الأزرق في عسير، تفاجأ المجتمع بخبر انتحار طفلة في المدينة المنورة بسبب لعبة الحوت الأزرق أيضاً، ولم تصدر أي جهة مختصة بياناً عن الحادثة، وهذا ما جعل التكهنات حول الموضوع بشأن السبب الحقيقي للانتحار متباينة بين فرضية الانتحار بسبب اللعبة أو لأسباب أخرى.

الحوت الأزرق.. بداية ونهاية
«سيدتي» التقت الخبير التقني فيصل السيف، للحديث حول ذلك، والذي أكد أن «الحوت الأزرق» ليست لعبة تُحمل على الهاتف الذكي كتطبيق أو بلايستيشن، وإنما هي لعبة اجتماعية، عبارة عن مجموعات (قروبات) على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، فكرة المجموعات هي أن يقوم أحد مدراء القروب بإرسال تحديات يومية للأعضاء لمدة 50 يوماً، ولا يوجد حتى الآن أي تأكيد على أن عدد التحديات هي 50 فقط.

وأوضح أن التحديات تكون في البداية سهلة، وترتفع درجة صعوبتها حتى تصل إلى حد إيذاء النفس، ويفترض أن يكون آخر تحدٍ هو الانتحار، كما يتنمر مدراء القروبات على الأعضاء لوضعهم تحت ضغط نفسي وإجبارهم على اكمال التحديات.
وقال «ليس صحيحاً أبداً ماذكرته بعض التقارير الإعلامية عن كون اللعبة تنوم لاعبيها مغناطيسياً، أو أنها تدفعهم للانتحار».

كما أكد على أن الخطر الحقيقي للعبة الحوت الأزرق، أنها تعطي ضعاف النفوس الذين لديهم نزعة إجرامية، فرصة لاستدراج ضحاياهم «وللأسف أن أكثر الضحايا هم الأطفال والمراهقون، والسبب في ذلك عدم الرقابة على الأطفال والتي هي المشكلة الأكبر، كما أنه لا يجب منعهم من الأجهزة وإنما محاورتهم وتوعيتهم».
ولفت إلى أن الوعي المجتمعي مهم، «ولا يجب أن نجعل من اللعبة شماعة لأخطاء المجتمع فقط لجهلنا بها».

لعبة الحوت الأزرق سبب رئيسي للانتحار
ومن الناحية النفسية تواصلت «سيدتي» مع دكتور علم النفس محمد المطوع، والذي استنكر قول البعض إن لعبة الحوت الأزرق ليست سبب انتحار هؤلاء الأطفال.
وقال: «لا أتفق مع الأشخاص الذين يقولون أن لعبة الحوت الأزرق ليست السبب في انتحار هؤلاء الأطفال، لأن أطفال اليوم أذكياء واللعبة في متناولهم ويستطيعون الدخول عليها بأية طريقة، لذلك أرى بأنها سبب رئيس».
وأضاف «لكن غياب التوجيه والمتابعة من قبل الوالدين، يسهم في وقوع الأطفال في المحظور، فينفذوا توجيهات اللعبة وتحدث الكارثة، ولا يفيد ندم الوالدين وحسرتهم وكلمة «يا ليت ولو».
مشيراً إلى أن الحوت الأزرق ليست اللعبة الوحيدة، فهناك ألعاب مماثلة لها في الخطورة.