ضربة جزاء إيرانية !

ضربة جزاء إيرانية !
 
من يضرب إيران "يُضرب" حتى لو كانت أمريكا فى حادثة مقتل سليماني أو جاءت من جهة تل أبيب حيث معقل قرار منطقة شرق المتوسط عسكريا فاسرائيل يجب ان تنال جزاءها جراء حادثة الاعتداء على القنصلية الإيرانية في سوريا تلك هى القاعدة التى تريد بيانها القياده الايرانيه لنظام التوازن الإقليمي للمنطقة، وهو ما يجب أن يكون معلوم فى اية مسالة امنية او سياسية يراد ترسيمها إقليميا.
 
وربما يقول قائل إن الاحداثيه كما هو معلوم متفق عليها وهى تأتى عبر امتحان يحمل صيغة كتاب مفتوح الامر الذى يجعلها معلومة المكان والزمان وهو مبتدأ صحيح فى جملة البيان لكن خبر التعليل يأتي ومن واقع رضوخ الجميع لمعادلة ضربة الجزاء التى يجوز التصدي لها لكن لا يسمح بالاعتراض على ضربها وهى محصلة من المهم توخيها في بيان أمر فرض معادلة التوازن القائمة فى الحسابات الجيوسياسية الحالية.
 
إيران ستقوم بتوجيه ضربة الجزاء في مرمى تل أبيب وفى الجغرافية السياسية لإسرائيل كما هو متوقع وضمن صيغة قد تحمل عنوان استخدام أسلحة اوربيتية او مدارية وهى صواريخ ليست خاضعة لحسابات الجوجل ايرث ولا لانظمة التحكم العسكرية التقليدية وهو ما جعل القيادة المركزية الوسطى فى حالة استنفار شاملة لأن هذه الضربة في حال تسديدها بنجاح فإنها قد تكون علامة حاسمة في موقعة غزة أوكرانيا من هنا تندرج اهمية حساب ضربة الجزاء واختيار الكيفية والآلية بالتعاون والتنسيق مع الحواضن المعرفية الراعية.
 
والى حين تتم عملية التسديد فإن المنطقة تحبس الأنفاس من واقع احتساب امكانية التصدي لها وهو ما جعل حراس مرمى إسرائيل يتم استبداله ليكون كوريلا قائد القياده المركزيه الوسطى مكان غالانت وزير الدفاع الإسرائيلي علة يصد هذه الضربة ويجعلها تخرج خارج مرمى الاستهداف لكن لهذا التبديل محظورات كما تشير بعض القراءات هذا لأن نجاحها سيعنى دخول الهدف في المرمى الإسرائيلي الأمريكي معا.
 
وهذا من شأنه أن يحمل صيغة جديدة  لمتغير فى ميزان المعادلة العسكرية إن حدث ! وهو ما يجعل تسديد طهران على مرمى تل ابيب يتم مراقبته بدقة كما يتم احتساب تداعياته بعناية من قبل المسدد كما من حيث قوات الردع التى راحت تضع أربعة مصدات عسكرية تحمل صيغ امنية للذكاء الاصطناعي وأخرى سيبرانية ومدارية وتقليدية يصعب اختراقها.
 
والرهان مازال معقود لتكون هذه الضربة عابرة على حد تعبير بعض المتابعين حتى تستمر إسرائيل بفرض هيبتها واستكمال برنامج بيان حدود نفوذها في منطقة الشرق الأوسط الذى تريد قيادته وتسعى لفرض قوامها العسكري عليه من واقع تثبيت تفوق نظامها العسكري "الأمريكي" على منظومة النفوذ الايرانية "الروسية" التي أخذت تشكل العنوان المناوئ لها في المنطقة وهو ما يتم بلورته في الشرق الأوسط بعدما تحولت فيه الحاضنة العربية إلى حاضرة مقسمة النفوذ بين طهران حيث روسيا وأمريكا بزعامة تل أبيب فهل ينتفض النظام العربي في ربع ساعة الأخير ويسجل حضور فى ميزان تقسيم النفوذ الحاصل أم تراه استكان لهذه المعادلة واكتفى بحالة التأقلم الحاصلة هذا ما ستجيب عنه تداعيات معركة غزة وحالة المنطقة بعد توجيه ضربة الجزاء الإيرانية.
 
                                           د.حازم قشوع