غزة والجمعة الأخيرة !


 
عاد الجميع لوضع نقاط توقيتية فيها أهداف مرحلية كما تحمل جملة ميدانية وتصاحبها تحركات دبلوماسية وهو ما يمكن قراءته من واقع تحديد الجمعة الأخيرة من رمضان باعتبارها عنوان لاستهداف دأبت إيران على جعلها جمعة القدس حيث تأتي هذه  الجمعة من رمضان بالتزامن مع نشر روسيا صواريخ استراتيجية في سوريا ووصول صواريخ ذكية لحزب الله وتعزيزات فى الترسانه العسكريه اليمنيه وتحضيرات ميدانية لمعركة رفح تقابلها تحركات دبلوماسية و زيارات قيادات الجهاد الاسلامى الى طهران وزيارة قيادات إسرائيلية وازنة الى الى واشطن وعودة عواصم التفاوض في القاهرة والدوحة للعمل بمشاركة مدير الشاباك والموساد الاسرائيلي وهو ما يرسم دلالة الأهمية غايتها تعنى وقف مسرح العمليات قبل وصول الجميع الى يوم القدس الذي يصادف في الجمعة الأخيرة من رمضان.
 
الأمر الذى يترتب عليه اشتداد فى مسرح العمليات وسخونة فى الاجواء التفاوضية قبل الوصول بالجميع الى مدخل الهدنة الموصلة لتسوية والتى يتوقع مراقبين الوصول إليها قبل يوم الجمعه القادم حتى يدخل الجميع للعيد وقد توقف القتال وتم السماح بادخال المساعدات الاغاثية من الناحيه البريه بمشاركة قوات عربية لدواعي انسانية وليس امنية تقوم على عملية توزيع المواد الاغاثية واللوجستية كما تم ترشيحة مع السماح بعودة النازحين الى شمال قطاع غزة وهو ما سيجعل من مسرح العمليات يتوقف قبل يوم الجمعه القادم الى بداية شهر مايو القادم على أقل تقدير.
 
وهى الفترة التى يتوقع ان يتم بموجبها اجراء عملية تبادل الأسرى ووصول الجميع لأرضيه عمل تعطى جملة بيان للتسوية التي تجرى عليها المفاوضات في الدوحة والقاهرة كما تقف عليها العبارة السياسية فى واشنطن وطهران في مسعى لوقف مسرح العمليات من مدخل الهدنة بعدما استخدمت واشنطن أوراق ضاغطة في مجلس الأمن وتبعتها بجملة قضائية أخرى من العدل الدولية لكبح جماح تغول حركة الحريديم التوراتية التي باتت تقود الحالة فى بيت القرار الإسرائيلي وتتحكم فى المزاج العام للمجتمع هناك والذي أخذ يجنح لأقصى درجات اليمين وينحاز للحلول العسكرية على حساب طاولة التسوية ويعمل من أجل قيام دولة إسرائيل من الفرات إلى النيل من اجل ان يقوم ميلاد جديد عنوانه الطهارة بتوقيت ذبح البقرة.
 
وهو ما يرتب على واشنطن جملة بيان اخرى خلال الفترة المقبلة عن الاعلان عنها و المفترض ان تقوم خلالها بإجراء تغيير عميق في بيت القرار الإسرائيلي لبناء روح المشاركة وبيان اهمية التطبيع من أجل مجتمعات المنطقة والعمل لإدخال الجميع فى مناخات اخرى تبعدها عن ميادين التطرف والتي إن استمرت فإن شعوب المنطقة ستدخل في خيارات ومناخات حدية يصعب التكهن بنتائجها هذا ما سيكون له نتائج ليست آنية فحسب بل استراتيجية كونه سيدخل مجتمعات المنطقة بصراعات دينية سيصعب على أنظمة المنطقة السيطرة عليها لأنها تمس عقيدة الأمة العربية وتهدد وجودها هو ما سيجعل من شعوب المنطقة تنتفض من اجل ذاتها وهو ما ينذر بدخول المنطقة في "ربيع عربي جديد" سيكون حاضر في حال نجح الرئيس بايدن بولاية رئاسية جديدة لكون برنامج التغيير هذا يعتبر من السياسات الأساسية للحزب الديموقراطي في احقاق جملة التغيير التى يريد تكوينها لتغيير الجغرافيا السياسية للمنطقة.  
 
وحتى لا يصل الجميع إلى مداخل حرجة سيصعب العودة منها والاستدارة عبر منعطفاتها لتكون منزلقات يصعب التعامل معها بواقع المنحدرات السياسية الخطيرة التي تشهدها المنطقة في حينها فإن وصول الجميع الى جملة بيان مفيدة تقود للتهدئة قد تكون المحطة التي ستسمح بعدم الوصول بالجميع إلى مدخل الصراع الديني وعودة الربيع العربي للمنطقة لكن بحلة اثنية وعرقية ومذهبية هذه المرة وهي الجمل التي يترتب عليها تشكيل الجغرافيا السياسية القادمة للمنطقة من هنا تاتى اهمية نجاح جملة الجمعه الاخيره.
 
                                د.حازم قشوع