أتدري من جاع اليوم يا عمر ...!!!

دوجانة آل الحصان

بين مطرقة التجاهل الدولي وسندان العجز الذي أصابنا كانت غزة ..
أخبروني بالله عليكم أين تُباع اللامُبالاة ... و من أين يُباع ظُلم وصمت هذا العالم !! أين قتلتم ضمائركم ومتى أستبدلتم الحق بباطل ،،!!!!!
أخبروني بالله عليكم ...
أين يباع البرود ؟ وأين تباع الذمم السوداء ... وأين يُشرى كل هذا الخوف والخنوع والإعراض ...!!!!
ها هُم مرتزقة المنظمات الدولية يطلون علينا بإزدواجية المعايير وتناقضهم المفرط بالتعاطي مع القضايا على حسب أصول أصحابها ولونهم ومنابتهم ..
إنثروا القمحَ على رؤوسِ الجبال ... كي لا يقال جاعَ طيرٌ في بلاد المسلمين ..!!!!!
أتدري من جاع اليوم يا عُمر ....!!!!
طفلة تقف على طابور الذل تبحث عن فُتات الطعام ... وأم تلهث بين وابل الرصاص لتغرف حَفنة من طحين مُزج بالتراب والدم ..!!!!
رجل يرفع يديه نحو السماء كـ النبي الذي ينشد الرحمة أمام أعين متجاهلة وقلوب باردة...!!!!
صدى صوت طفلة تبكي جوعاً وبرداً يؤذن في داخلي كلما أردت النوم وأحشائي مليئه....!!!
في كل شارع من شوارع غزة تاريخ من الجوع والقتل والذل والفشل..
فهل عرفت من مات جوعاً اليوم يا عمر؟
أحلامٌ صغيرة مدفونة ... وأخرى تحللت تنتظر من يدفنها ... هُم من تترنح أمانيهم فتسقط مقتولة في خيام سكنها البرد والمطر ... وقلوب تنتظرُ أن يهدأ الرصاص لينتشلون جثث أحباءهم من أنقاض الخزي الذي أحاطنا... ..
فهل أدركت مسامعكم صوت صراخ الخُدج اليتامى ..؟
أم أن الظلم قد أطبق على آذانكم الصماء..؟ أغُشيت أبصاركم فلم تشاهدوا الدود يخرج من أجسادهم بعد أن تركو للموت جوعاً وحدهم... !!
على شفا هذا المشهد ينظر العالم من أعلى ثم يشيح وجهه ..
لا تنثروا الحنطة ؛ فهي مصيدة الموت لكُل جائع في غزة.... أتركوهم ليأكلوا أعلاف الحيوانات .... وإتركوا القطط والكلاب تنهش أجساد الموتى...
فكلُ من في غزة جائع ..
لا تنثروا الحنطة فـ واللهِ إن جوع الذين خُذلوا لا يسده الطعام..