نجل عبدالناصر : لم يتم تشريح جثة والدي ولا اعلم ان مات مسموما

 أكد المهندس عبدالحكيم جمال عبدالناصر أن مبادئ ثورة 23 يوليو لا زالت على قيد الحياة ولا زالت موجودة في وجدان كل مصري وعربي ومواطن حر في العالم.

وأضاف في حديث خاص لـ”شرق وغرب“ تنشره 'عمون' بالتزامن: “في الذكرى السادسة والستين، لذكرى 23 يوليو، نحيي تلك الثورة التي غيّرت وجه التاريخ في مصر والوطن العربي، وفي أماكن كثيرة من دول العالم، والتي كانت تتطلع إلى الحرية والتخلص من الإستعمار”.

وتابع: “فاليوم، بعد 66 عاماً، نجد أن مبادئ ثورة 23 يوليو لا زالت على قيد الحياة ولا زالت موجودة في وجدان كل مصري، وكل عربي وكل مواطن حر في العالم يبحث عن حريته. ونجد أنها ثورة عبّرت عن الإنسان البسيط، وطموح وآمال الغالبية العظمى من الناس، سواء في مصر أو في أغلب دول العالم. وبما أن اهدافها كلها والمبادئ التي قامت من أجلها، لم تتحقق جميعها، فلهذا السبب هي لا زالت حية وموجودة وفي تجسد بإستمرار”.

وحول إن كان الزعيم جمال عبدالناصر هو من وضع خطة العبور، قال: “حرب الـ73 ليست وليدة اللحظة. لقد بدأت من أول معركة “رأس العش” التي انطلقت بعد 20 يوماً من حرب يونيو 1967. ومن “رأس العش”، شهدنا بداية تطور عملية إعادة بناء القوات المسلحة، وجاء في أكتوبر إغراق المدمرة الإسرائيلية “إيلات”، وهذه كانت قفزة كبيرة للامام” .

وأضاف: “بعد ذلك، شهدنا حرباً اطلق عليها العدو الصهيوني نفسه حرب “الألف يوم”. وهذا كلام كثير من قادة الصهاينة أنهم عندما يتحدثون، يقولون أنهم خاضوا خمس حروب، وليس أربع، لأنهم يعتبروا أن حرب الإستنزاف هي الحرب الرابعة، قبل حرب أكتوبر 73″.

واستطرد يقول: “بالطبع، لقد كانت هناك تدريبات على العبور. وقد كان هناك أحد الافرع اسمها “رياح”، والسرعة التي كانت في هذا الفرع نفس سرعة قناة السويس تقريباً، ونفس عرض القناة. وكان ذلك ضمن التدريب على العبور. كما أن القوات التي نفذت العبور، توقعت أنه سيكون أمامها تفوق جوي صهيوني، وهذا كان شيئاً مزعجاً في عملية العبور”.

وأشار إلى أن “المفتاح الأساسي للعبور كان حائط الصواريخ الذي نجح جمال عبدالناصر في إنشائه. كما أنه استغل مبادرة “روجرز”، وأن يحرك حائط الصواريخ الذي كان على الحدود الأمامية ليقوم الجيش بعمل مظلة له لكي يتمكن من إتمام عملية العبور. فما من شك أن عملية العبور بدأ التدريب عليها قبل وفاة الوالد، وكان التجهيز جاهزاً قبل وفاته”.

ولفت إلى أن “المهندس باقي زكي يوسف، الذي توفي مؤخراً كان من مهندسين السد العالي. وهو صاحب فكرة المدافع المائية التي أزالوا بها الساتر الترابي المتعلق بخط بارليف”.

وأكد أن المهندس “باقي زكي يوسف عرض هذه الفكرة على القادة. وعندما أخبروا بها الوالد، قابله شخصيا، وبدأوا بتوفير “الطرمبات” المطلوبة لهذا المهندس. وبالطبع، حصل كل ذلك في سرية تامة. ولهذا، العبور هو عمل مستمر، إلا أن الوالد وافته المنية – رحمه الله – ولم يستنى له إتمام العبور…”.

ومن ناحية أخرى، أجاب عن ما ذكره الصحفي محمد حسنين هيكل أن السادات أعطى الرئيس جمال عبدالناصر “فنجان قهوة” ربما كان مسموماً، وتسبب في وفاته، وعلق على ذلك قائلاً: “لا أستطيع أن أجزم بهذا الكلام، كونه لم يحدث أمامي. لكن عندما توفي الوالد، لم تتم تحليل جثته بحيث إن كان قد توفي مسموماً أم لا”.

وأضاف قائلاً: “لكنني أنظر إليها من ناحية أخرى، وهي أن توقيت وفاة الوالد تثير شبهات كثيرة. لقد جاءت وفاته بعد وقف إطلاق النار، وبعد تحريك حائط الصواريخ، وهذا يطرح علامات استفهام كثيرة جداً. وبالتالي، سيأتي الوقت، الذي يتضح فيه ان كان قد مات مسموما وأنه لا يمت موتة طبيعية. وبالتأكيد، ستكون هناك وثائق تُرفع عنها السرية، وسينكشف سرّ الرحيل المفاجئ للرئيس جمال عبدالناصر”.

وعن بعض الذكريات التي يتذكرها مع والده، استذكر أنه “في يوم من الأيام، كانت هناك أشغال في بيتنا، فذهبنا مع الوالد إلى قصر الطاهرة. وكان الملك يذهب له في الزمانات. وهو قصر صغير، ليس بحجم قصر عبدين أو قصر القبة، إلا أنه كان مفروشاً من الداخل ومزيّناً مثل نظام الملوك. فجلسنا في داخله ثلاثة أيام، وبعدها لم يستطع الوالد الجلوس فيه أكثر من ذلك. وذهب وجلس في استراحة كان يطلق عليها اسمها “هندسة الري”. وكان يقضي فيها استراحة نهاية الأسبوع، وبقي هناك حتى اكتملت الأشغال في بيتنا. وكنا عندما نذهب إلى المدرسة، نذهب من استراحة “مهندس الري” كل يوم، رافضاً أن نجلس في القصر”.

وعن المبلغ الذي كان بحوزة الرئيس جمال عبدالناصر، قال: “عندما توفي الوالد، كان عليه دين، وأخذ قرضاً من البنك حتى يجوّز البنات ويبني لهم بيتاً”.

وختم بالقول: “لقد كان والدي مديوناً وكان قد سدد نحو ربع الدين الذي كان عليه، وكان بقي عليه جزء يجب تسديده. وبعد وفاته، قام المجلس النيابي في مصر بإصدار قرار بتسديد هذه المديونية التي كانت عليه”.