المخدرات. ليت لِلبّراقِ عينا فترى
فايز شبيكات الدعجه
أسفرت عملية نوعية نفذها الجيش العربي الاردني صباح امس الاحد عن مقتل 5 من المهربين وإصابة 4 آخرين وضبط كميات كبيرة من المخدرات حسب تصريح عسكري ادلى به مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي ، ونفذت المنطقة العسكرية الشرقية العملية عندما تصدت لمحاولة تسلل قادمة من الأراضي السورية.
الحقيقة التي لا يمكن تجاهلها ان المملكة اصبحت مقر وممر للمخدرات في آن واحد، وان مشكلة تعاطي وادمان المخدرات في ازدياد ملحوظ يؤيده ما يجري على ارض الواقع، وأي محاولة للتعتيم عليها مجتمعيا والتخفيف من شأنها هي محاولة عتيقة ومعيبة بلا ادنى شك.
لِوَحدِه الجيش أعلن غير مرة عن تطوير خططه، وأرسى اساسا فاعلا لرفع مستوى جاهزيته لتغيير قواعد الاشتباك بما يتناسب مع الخطر الداهم بعد ثبوت تورط انظمة مجاورة ومليشيات مسلحة بدعم واسناد المهربين ، وأسفر التطوير عن نجاح عملية الامس وما سبقها من معارك ضارية نجم عنها شهداء واصابات في صفوف الجيش العربي الباسل، وقتل عشرات المهربين وضبط كميات كبيرة من الاسلحة الارهابية والمخدرات.
لكن تثمر الخطيئة احيانا في ظل ملابسات المحيط وتدخل المخدرات، ولم نرصد كمتابعين أي اعلان عن عمليات تطوير مماثلة كان يجب اتخاذها بالتزامن مع ما قام به الجيش للخروج من الاسلوب التقليدي السائد والذي ثبت فشله بدليل تغلغل المخدرات في أنسجة المجتمع الاردني، ويبدو ان الخلل يجري تجاهله رغم وضوحه لاعتبارات ما يسمى بالخطوط الحمراء ، وعدم القابلية للنقد على قاعدة بيروقراطية واسعة الانتشار تعمل على شيطنة النقد الموضوعي الهادف وتؤكد ان الامور (مسيطر عليها) في كل وقت.
سلسلة الحواجز الحدودية العسكرية رغم متانتها لا تكفي، فالمخدرات لا زالت تَلِج المملكة دون انقطاع، واليد الواحدة لا تصفق - ان جاز التعبير- وثمة سبب اداري غريب إطلعت عليه مؤخرا أظن انه يقف خلف هشاشة الحالة الداخلية للمكافحه.