تصريحات الرئيس بايدن وملك الأردن عبد الله الثاني بعد اجتماعهما

البيت الأبيض
12 شباط/فبراير 2025
قاعة كروس
04:22 عصرا بتوقيت المنطقة الزمنية الشرقية

الرئيسبايدن:طاب يومكم. اسمحوا لي أن أبدأ بالترحيب بجلالة الملك من المملكة الأردنية الهاشمية. لقد كان نعم الصديق. أهلا بك في البيت الأبيض مرة جديدة يا عبد الله، أهلا بعودتك. وبالمناسبة، ها هو باراك ينظر إليك في الزاوية هناك.

نرحب أيضا بالملكة رانيا التي تلتقي بجيل في هذه الأثناء وبولي العهد الحسين… هل الأمير هنا؟ ظننت أنه سيكون حاضرا. على أي حال…

يعرف أحدنا الآخر منذ سنوات، وقد كان جلالة الملك صديقا جيدا لي على مدى هذه السنوات وشريكا ثابتا مع الملكة وقائدا محبوبا لشعبه. والشراكة بين الولايات المتحدة وحليفتنا الأردن قوية ودائمة.

ناقشت أنا والملك اليوم وبحضور كبار موظفينا في أقسام السياسة الخارجية القضية التي تحتل كافة العناوين في الشرق الأوسط وخارجه، ألا وهي الحرب بين إسرائيل ومنظمة حماس الإرهابية. قبل أكثر من أربعة أشهر وبالتحديد في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، هاجمت حركة حماس إسرائيل في عمل من أعمال الشر المطلق وقتلت أكثر من 1200 فرد من النساء والرجال والأطفال الأبرياء. وكان ذلك اليوم الأكثر دموية بالنسبة إلى الشعب اليهودي منذ المحرقة.

وأخذت حماس أكثر من 250 رهينة ولا تزال تحتجز 134 منهم. لا نعرف عدد من يزالون منهم على قيد الحياة ولا يمكن تصور المعاناة التي تعانيها عائلاتهم أسبوعا بعد أسبوع وشهرا بعد شهر. وتشتمل أولويات الولايات المتحدة على إعادتهم إلى ديارهم.

لقد أوضحت أن الولايات المتحدة تشاطر الهدف المتمثل بهزيمة حماس وضمان الأمن طويل الأمد لإسرائيل وشعبها.

انسحبت حماس مرة أخرى إلى غزة بعد هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر، ويعيش قادتها هناك في أنفاق تحت الأرض تمتد لأكثر من 100 ميل تحت البنية التحتية المدنية، بما في ذلك المدارس والملاعب والأحياء.

وقد عانى الشعب الفلسطيني أيضا من آلام وخسائر لا يمكن تصورها في الأشهر الأربعة الماضية بينما كانت الحرب مستعرة. وشكل المدنيون والأطفال الأبرياء نسبة كبيرة جدا ممن قتلوا في هذا الصراع والذين يزيد عددهم على 27 ألف فلسطيني، ويشتمل هذا العدد على آلاف الأطفال. ولا يستطيع مئات الآلاف الحصول على الغذاء أو الماء أو الخدمات الأساسية الأخرى.

لم يفقد العديد من العائلات شخصًا واحدًا فحسب، بل العديد من أقاربها ولا يسعها الحداد عليهم أو حتى دفنهم بسبب انعدام الأمن. إنه لأمر مفجع.

كل حياة بريئة تزهق في غزة هي مأساة، تماما كما أن كل حياة بريئة تزهق في إسرائيل تشكل مأساة هي الأخرى. ونحن نصلي من أجل تلك الأرواح التي أزهقت من بين الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء ومن أجل الأسر المكلومة التي تخلفها وراءها.

لسنا نصلي من أجل السلام فحسب، بل نعمل أيضا بنشاط من أجل السلام والأمن والكرامة لكل من الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي. وأنا أعمل ليلا نهارا مع الملك وآخرين في المنطقة لإيجاد الوسائل اللازمة لإعادة كل هؤلاء الرهائن إلى ديارهم والتخفيف من وطأة الأزمة الإنسانية ووضع حد للتهديد الإرهابي وإحلال السلام في غزة وإسرائيل، أي سلام دائم مع حل الدولتين لشعبين.

وتحدثنا أنا والملك اليوم عن عمل الولايات المتحدة على صفقة رهائن بين إسرائيل وحماس، وهي صفقة من شأنها أن تحقق فترة هدوء فورية ومستدامة في غزة لمدة ستة أسابيع على الأقل، ويمكننا بعد ذلك تخصيص الوقت للبناء على ترتيب أكثر ديمومة.

لقد أجريت في خلال الشهر الماضي اتصالات مع رئيس الوزراء نتنياهو وقادة مصر وقطر للدفع بهذا الترتيب. العناصر الأساسية للصفقة مطروحة على الطاولة، وقد شجعت القادة الإسرائيليين على مواصلة العمل لتحقيقها على الرغم من الفجوات التي لا تزال قائمة. وستبذل الولايات المتحدة قصارى جهودها لتحقيق ذلك.

وناقشت مع الملك الوضع في رفح. وكما قلت يوم أمس، لا ينبغي أن تستمر العملية العسكرية الكبرى في رفح بدون خطة ذات مصداقية تضمن سلامة أكثر من مليون شخص لجأوا إلى هناك وتدعمهم. لقد نزح العديد من الأشخاص إلى هناك ونزحوا عدة مرات، بعد أن فروا من العنف في الشمال ليصبحوا الآن مكدسين في رفح ومكشوفين ومعرضين للخطر. إنهم بحاجة إلى الحماية.

وقد كنا أيضا واضحين منذ البداية لناحية رفضنا لأي تهجير قسري للفلسطينيين إلى خارج غزة.

تحدثت مع الملك بالتفصيل اليوم بشأن كيفية إيصال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة. ولقد عملت مع فريقي بلا هوادة منذ البداية لتوفير المزيد من المساعدات. وحثثت الكونغرس على مدى عدة أشهر للتأكد من أن دعم أمتنا لإسرائيل يشمل أيضا المساعدات التي تشتد الحاجة إليها بين الفلسطينيين. وقد تحدثت مرارا وتكرارا مع الشركاء في مختلف أنحاء المنطقة، بما في ذلك الملك، بغرض المساعدة في تسهيل تدفق هذه المساعدات إلى غزة قدر الإمكان حتى تصل فعلا إلى من يحتاجون إليها هناك.

وعملنا على فتح معبر رفح. وعملنا على فتح معبر كرم أبو سالم. ونحن نصر على أن يبقى هذان المعبران مفتوحين، كما نعمل على فتح طرق أخرى أيضا. ونعمل أيضا بلا كلل لضمان حصول عمال الإغاثة على المساعدات حيثما يحتاجون إليها وبمجرد وصولها.

وأود أن أنوه بالأردن والملك على وجه التحديد لكل ما قام به لتقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة، بما في ذلك ما قام به قبل بضعة أيام فحسب. لقد استقل شخصيا طائرة وساعد في عملية إسقاط جوي للإمدادات الطبية التي كانت تمس الحاجة إليها في غزة.

وأعرف أن اثنين من أبنائه انضما أيضا إلى عمليات الإنزال الجوي هذه وساعدا في نقل الإمدادات الإنسانية جوا. وكانت الملكة مناصرة متحمسة للشعب الفلسطيني منذ سنوات، وبخاصة للنساء والأطفال. يا جلالة الملك، إن القيادة التي تتولاها عائلتك والتزامها الإنساني جديران بالثناء.

ونحن نعمل في الوقت عينه على تهيئة الظروف لسلام دائم، وتحدثنا كثيرا عن هذا الموضوع أثناء الاجتماع، مع الإشارة إلى ضمان هذا السلام لأمن إسرائيل وتحقيقه تطلعات الفلسطينيين إلى إقامة دولة لهم. وهذا هو رأيي كوني مؤيد طويل الأمد لإسرائيل. هذا هو المسار الوحيد الذي يضمن أمن إسرائيل على المدى الطويل. ويجب أن يغتنم الفلسطينيون أيضا الفرصة لتحقيق ذلك.

وتطرقت مع الملك اليوم إلى ضرورة تطبيق السلطة الفلسطينية للإصلاحات بشكل عاجل حتى تتمكن من تقديم الخدمات بفعالية للشعب الفلسطيني في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة. ويتعين عليها أن تستعد لبناء دولة تقبل السلام ولا تأوي جماعات إرهابية مثل حماس والجهاد الإسلامي بمجرد انتهاء سيطرة حماس على غزة.

وسنواصل العمل معا لاستكمال ما بدأناه ودمج المنطقة وإحلال السلام بين إسرائيل وكافة جيرانها العرب، بما في ذلك الدولة الفلسطينية. لقد كانت هذه الجهود تجري على قدم وساق قبل هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر وصار الأمر أكثر إلحاحا اليوم.

لا يفهم أحد ما نحتاج إليه بشكل أفضل من حلفائنا وشركائنا في المنطقة، بما في ذلك الملك، وأنا ممتن له على صداقته، بما في ذلك دوره الفريد ودور بلاده الفريد كوصية على الأماكن المقدسة المسلمة في القدس.

نحن ممتنون لهذه الصداقة، وقد شهدنا عليها منذ أسبوعين فحسب عندما قتل ثلاثة جنود أمريكيين شجعان في هجوم على موقع عسكري في الأردن على مقربة من الحدود السورية على يد جماعات مسلحة متطرفة مدعومة من إيران وتعمل في سوريا والعراق. وقد ضربت القوات العسكرية الأمريكية مذاك الحين أهدافا في العراق وسوريا، وسيتواصل هذا الرد.

نحن ممتنون لشركائنا وحلفائنا مثل الملك والذين يعملون معنا كل يوم لتعزيز الأمن والاستقرار في مختلف أنحاء المنطقة وخارجها. وتكتسب الروابط بين الدول أهمية أكثر من أي وقت مضى في الأوقات الصعبة المماثلة.

ويسعدني أنا وجيل أن نرحب به وبالملكة وولي العهد في البيت الأبيض اليوم.

الكلام لك يا جلالة الملك.