(رفح و الهدنة)
إن الولايات المتحدة الأمريكية الآن تبحث عن هدنة و صفقة لتبادل الأسرى مع حماس ، و بناء على ذلك ستكون اليوم زيارة لبيرنز مدير الوكالة الاستخباراتية المركزية الأمريكية لمصر للبحث في هذا الملف بوساطة قطرية، وإيجاد حل نهائي بوقف إطلاق النار مؤقتا و إطلاق سراح المحتجزين. و حسب ماهو متوقع فإنه سيتم الاتفاق على وجود هدنة مؤقتة و تبادل للأسرى.
سننتظر السيناريو الجاري بكل تناقضاته السياسية و العسكرية و القانونية و الواقعية ، و هل فعليا ستصل أمريكا لحل في وقف إطلاق النار و هي على الجانب الآخر ستدعم العمليات العسكرية لإسرائيل في مدينة رفح الفلسطينية على حدود مصر بشرط تنفيذ ما طلبته من نتنياهو و هو وضع خطة مدروسة و دقيقة لعدم التعرض المدنيين الموجودين في جنوب غزة و تأمين لهم المساعدات ، و أن أمريكان توافق على هذه العمليات العسكرية الا بشروطها، فأمريكا و حسب تصريحات البنتاغون لا تريد معاناة إنسانية جديدة بحق المدنيين في غزة.
و كانت قد أعلنت إسرائيل بأنها ستقوم بعمليات عسكرية برية و جوية مكثفة في رفح، بعد أن أصبحت رفح الملاذ الآمن للمدنيين في غزة بعد نزوحهم من شمال إلى جنوب القطاع.
العمليات العسكرية التي تضغط بها إسرائيل على رفح ماهي إلا إشارة للتهجير القسري لشعب غزة إلى سيناء، و ستكون الخيارات إما الإبادة أو التهجير، و ما يحدث الآن هي محاولات لإفراغ القطاع من شعبه و السيطرة عليه.
و قد كان من إحدى السينياروهات المتباحث بها علنا هو القضاء على حماس و تسليم غزة لحكومة مدنية لا تتبع لأي أيدولوجيا سياسية أو دينية و هذا في الوقت الحالي مستبعد ، و من إحدى السينياروهات أن التهجير لا بد أن يحصل و يكون القطاع تحت حكم السلطة الفلسطينية، و من جانب آخر، الحرب في غزة حرب وجودية توسعية لإسرائيل ، و حرب اقتصادية امريكية لوجود آبار غاز على سواحل غزة(مارين ١، مارين ٢)، بالإضافة إلى الصراعات العالمية على مضيق باب المندب وهو ممرّ ضيّق بين اليمن وجيبوتي في أقصى جنوب البحر الأحمر و يعبر من خلاله خمس الاستهلاك العالمي للنفط ، و يعبر منه نحو 4.8 مليون برميل نفط يوميا، في مقابل ذلك تمر منه 21 ألف سفينة سنويا.
ما بين حرب الوجود و التوسع و الحرب الاقتصادية الى أين هي فلسطين؟ و هل ستكون بلاد الشام الهدف الأول والأخير لتوسع إسرائيل بعد ترتيب ديموغرافية فلسطين من الداخل بما يتناسب مع الحالة التوسعية القادمة؟ هذه عبارة عن تساؤلات لأن هناك خطط ومشاريع استراتيجية وضعتها إسرائيل ولكنها فشلت في التنفيذ بسبب المتغيرات السياسية التي تطرأ على المنطقة بشكل متواتر.
في خضم الصراع الدائر و خسارة إسرائيل للموقف الشعبي الغربي و بعض المواقف الرسمية العالمية، و هدم الجزء الأكبر من اليمين الإسرائيلي، فهل ستلجأ الصهيونية السياسية التي تفشل تدريجيا إلى الصهيونية الدينية و التي تعني القومية الدينية القائمة على (الأرض و الشعب و التوراة اليهودية) و هذه القومية الدينية سعت بكل جهودها إلى إقامة دولة يهودية اصلاحية بفلسطين و هي الداعم الرئيس لذلك.
د. حنين عبيدات.