طوفان المشاعر
بين نشوة الفرح بالجهاد الاسطوري في غزة واذلال الجيش الاسرائيلي ومن حالفه وٱلام الحزن على الضحايا والابرياء ومعاناة الجوع والبرد والتشرد وبين نشوة الفرح بفوز المنتخب الاردني بكرة القدم يتقاذف طوفان المشاعر نفوس الغالبية العظمى من ابناء وطننا الغالي .
نحن هنا نتحدث عن الاغلبية القابضة على جمر دينها ورابطة العقيدة والاخوة في الله وليس عن المرتدين والخونة والراقصين على الجراح فهم غادروا الامة عقيدة واخلاقا وانتماء .
-- نؤكد هنا ان هذه الاغلبية لا احد يزاود على مشاعرها الصادقة سواء فرحا كانت ام حزنا لكل ما يجري في غزة او الضفة او في ارجاء الوطن العربي.
-- ان حضور مباراة او التعبير عن الفرح بالفوز لا يخرج هذه الاغلبية من دائرة الانتماء للدين وقضايا الامة ومشاعر الاخوة في الله والحمية القومية الم يستقر في الضمير العربي منذ زمن الجاهلية الاولى قول دريد بن الصمة :
وما انا الا من غزيت ان غوت غويت
وان ترشد غزية ارشد
على الرغم من ان الاسلام نهى عن التقليد الاعمى وقال رسولنا الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام "' لا تكونوا امعة ......"
-- ونؤكد ايضا ان هذه الاغلبية لن تتوانا لحظة عن الجهاد او النصرة او الدعم لغزة او الضفة الغربية او اي من ساحات الجهاد عندما تحين ساعة الفرج الالهي وقد كان لها ذلك في كل ساحات الجهاد عندما اتيحت لها الفرصة في فلسطين و افغانستان والعراق وسوريا ولسان حال هذه الاغلبية يردد على الدوام ما قاله شاعر الاسلام الاول محمد اقبال:
قيثارتي ملئت بانات الجوى
لا بد للمكبوت من فيضاني.
- ان جلد الذات من اخطر اشكال الحرب النفسية على الامة وتثبيط العزائم و الهمم وبث روح اليأس وفقدان الامل في نخوة الامة ولقد حذر الشاعر الفلسطيني الكبير ابراهيم طوقان من هذه الظاهرة الخطيرة ذات يوم جهادي وقال :
كفكف دموعك ليس ينفعك البكاء ولا العويل
وانهض ولا تشك الزمان
فما شكا الا الكسول
ما ضل ذو امل سعى
يوما وحكمته الدليل
كلا ولاخاب امرؤ
يوما ومقصده نبيل
اللهم لا تجعلنا ممن قلت فيهم :
" لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة"
د. مازن منصور كريشان