عين على القدس يرصد استهداف الاحتلال لبلدة سلوان
رصد برنامج عين على القدس الذي عرضه التلفزيون الأردني، أمس الاثنين ، استهداف سلطات الاحتلال الإسرائيلي لأحياء بلدة سلوان بحملات هدم وإخلاء ومصادرة، لصالح مشاريعها التهويدية التي تتسارع وتيرتها في الآونة الاخيرة.
ووفقاً لتقرير البرنامج المصور في القدس، فإن حي سلوان، الملاصق للمسجد الأقصى المبارك من الجهة الجنوبية، بات مستهدفاً بشكل كبير من قبل سلطات الاحتلال في الآونة الأخيرة، حيث أصدرت سلطات الاحتلال الإسرائيلية أوامر هدم لعدد من المحال التجارية، بحجة توسيع شارع عام تم تهويد اسمه بحي عين اللوزة في سلوان.
وأضاف التقرير أن الاحتلال قام كذلك بتوزيع أوامر هدم لعشرات المنازل في حي البستان الذي تبلغ مساحته 70 دونماً، ويحوي 116 منزلاً، بهدف إقامة مشروع سياحي توراتي، بعد تهجير السكان من منازلهم.
وعرض التقرير مشاهد لخيام قام المقدسي ثائر الرجبي وإخوانه بتشييدها على أنقاض منازلهم التي هدمها الاحتلال بشكل مفاجئ، دون السماح لساكنيها البالغ عددهم 35 فرداً بإخراج أي شيء منها. وفقاً لثائر، الذي أضاف: "أصبحنا نعيش في العصر الحجري".
وأشار التقرير إلى أن جميع أحياء بلدة سلوان تعيش تحت كابوس الهدم أو الإخلاء أو المصادرة، كما يحدث في حي وادي الحلوة الذي صادق الاحتلال اخيراً على بناء قاعدة ل"القطار الهوائي" في أرضه،لافتا إلى قيام الاحتلال بإصدار أوامر مصادرة لأراضي حي وادي الربابة لصالح "سلطة الطبيعة" التابعة للاحتلال، ما يجعل البلدة مستهدفة من جهاتها الأربع .
وقال عضو لجنة حي عين اللوزة، خالد أبو تايه، إن مساحة الحي تبلغ 470 دونماً، معرضة بالكامل "للتفريغ" والتهجير، حيث تم توزيع أوامر هدم ل92 منزلاً، وتم إخطار أصحاب المحال التجارية في المنطقة بإفراغ محالهم لتوسعة الشارع، مشيراً إلى أن توسعة الشارع بعرض 30 متراً أمر غير منطقي، والهدف منه "تفريغ المنطقة".
بدوره، اوضح عضو لجنة الدفاع عن أراضي سلوان، فخري أبو دياب، أن بلدة سلوان تُعد الحامية الجنوبية والجنوبية الشرقية للمسجد الاقصى المبارك والبلدة القديمة، ما يجعلها "بؤرة الاستهداف" لأذرع المؤسسة الرسمية الإسرائيلية الاستعمارية، والتي تتكون من البلدية والجمعيات الاستيطانية، وما يسمى ب"سلطة الطبيعة" وسلطة الآثار واللجنة اللوائية للبناء والتنظيم. لافتاً إلى أن مساحة البلدة 5640 دونماً، يسكنها 59 ألف نسمة، وتتكون من ستة أحياء، هي عين اللوزة والبستان ووادي الربابة ووادي ياصول ووادي الحلوة وبطن الهوى.
وأضاف أبو دياب أن بلدية الاحتلال ووزارة الداخلية التابعة لسلطات الاحتلال، سلمت حتى أواخر العام الماضي 7218 أمر هدم داخل بلدة سلوان، إما قضائياً أو إدارياً، مشيراً إلى أن الهدف من ذلك هو تغير التركيبة السكانية.
وأوضح أن الاحتلال يدعي أن سلوان كانت "بداية دولة اليهود الأولى " حسب زعمهم وأساطيرهم. حيث يوجد مشروع في سلوان قاموا بتسمية"أورشليم" بحسب الوصف التوراتي، وهو جزء مما يسمى ب "مشروع الحوض المقدس" الذي يبدأ من حي الشيخ جراح شمالي البلدة القديمة إلى سلوان جنوبي الأقصى،مضيفا أن بلدية الاحتلال تهدف في النهاية لتحويل المنطقة إلى مستوطنات، كما حدث عندما وزعت في عام 2003 منشورات في سلوان تفيد بأنها تريد توسعة الطريق بالقرب من عين سلوان، وأن مدة المشروع 6 شهور فقط، والآن - وبعد 21 عاماً - مازال الشارع مغلقاً وفيه عدد من الحفريات، كما تم تحويل إدارة المشروع إلى جمعية "العاد" الاستيطانية.
وأكد أبو دياب أن سلطات الاحتلال لا تقوم بتعويض المتضررين من أوامر الهدم والمصادرة أو توفير بدائل لهم، لأن الهدف هو طردهم، حيث أن 40 بالمئة من العقارات داخل سلوان مهددة بالهدم، ومن ضمنها 6 مساجد.
وأضاف أن إحصائيات بلدية الاحتلال ولجنة التنظيم والبناء التابعة له، تشير إلى أنه منذ احتلال الجزء الشرقي من القدس عام 1967 وحتى يومنا هذا، لم تقم سلطات الاحتلال بمنح أي تصريح بناء في أغلب أحياء بلدة سلوان، علماً بأنه في العام 2023 وحده، قام 1962 شخصا بتقديم طلبات لاستصدار تراخيص بناء، مستوفين كل الشروط المطلوبة، ولكن لم يحصل أي منهم على موافقة، في الوقت الذي تم به بناء عشرات المستوطنات والاستيلاء على عدد من المنازل وتحويلها إلى بؤر استيطانية، والتي بلغ عددها 87 بؤرة (والبؤرة إما منزل أو أرض أو تجمع سكاني).