كانت تقف أمام المرآة جادة مثل شرطي مرور
لقمان إسكندر - لم تكن سلمى امرأة جميلة. كانت مجرد كائن من جنس مختلف، هي تدرك ذلك.
لا شيء في سلمى يستحق الملاحظة. ربما كان حذاؤها على الدوام ذا لون مميز.
أحمر. هذا لون حذائها. لكن جميع النساء يمكنهن أن يشترين أحذية حمراء. ألم أقل لكم أنْ لا شيء في سلمى يستحق الملاحظة.
سلمى في الثلاثين من عمرها. وطنية جدا. أعني أنها كانت تحرص على ارتداء رموز سياسية تتزين بها. في أغلب الأحيان كان الرمز خارطة جغرافية لمكان ما. كما أنها تحرص على وضع صور وعلم وبعض الحكايا عن توجهها السياسي، في صفحة تواصلها الاجتماعي.
عندما كانت سلمى تنظر في المرآة ترى على الدوام امرأة تجاوز طولها الـ 165 سم، ممتلئة بعض الشيء. هذا منطقي فسلمى كانت تأكل كرجل.
لا أسرار تخفيها سلمى عن محيطها. لا أسرار على الاطلاق، سوى سرّ واحد هو أنها تكره المرآة. لهذا يصعب أن تراها أمامها. وإن حدث فلن تراها مبتسمة.
في أية حال تخلو غرفة نوم سلمى من مرآة. ولحاجات تمرير المشط على شعرها قبل أن تغادر المنزل كانت تستعين بانعكاسات زجاج خزانتها. لكن اذا فاجأتها مرآة يوما، فستقف أمامها جادة مثل شرطي مرور، وهو يحرر مخالفة سرعة، لشاب ثري، وأحمق.
زميلها في العمل الذي يعرف عنها كل شيء، كان اليوم مبهورا من جرأتها وهي تحدثه عن قضية فساد تورط بها مسؤولون لن تكشف التحقيقات عن ذواتهم يوما.
'قالت كلاما كبيرا'. هذا كان وصفه على الاقل.
ابتسم عندما عادت وكررت له في نهاية حديثها السياسي جملة حفظها وصار يعيدها من ورائها، فقد كانت تصف له حالها دوما قائلة: أنا أشبه قضية فساد بيد مسؤول عربي.