ولسوف يُعطيك ربك فترضى، أما وقد أسكنتنا قلبك الهاشمي الشَّريف حرصاً وكرامة ورفعة، فلك منا مُقل العين وفاءاً، وومهاجع الروح عهداً وولاءاً؛ لأنك القائد والرائد الذي صدق أهله، وجاب الكون من أجل قضايا شعبه، وجعل من هذا الوطن الحرّ المهاب واحة أمن، ومحط احترام العالم أجمع في منطقة يعصف بها الدَّم والصراع والإرهاب وظلم ذوي القربى.
وطن يُدار بالحب والتسامح رواية كتب فصولها ملوك آل هاشم الأطهار منذ عبدالله الأول شهيد القدس، وطلال الإنسان واضع دستورنا العتيد، والحسين الباني فقيد الكون طيب الله ثراهم جميعاً وصولاً إلى مقامكم السَّامي رائد التحديث والتطوير الذي جسّد بلاءاته الثلاثة ملامح المرحلة القادمة في حماية الوطن وهويته الأردنية الراسخة والمقدسات في القدس.
يا سيدي، تعلمنا في بادية العزّ أن نحرص على وصية آبائنا، وطهر الحرائر من أمهاتنا بأن نصون العهد والوعد، وما أحببناك ترفاً بل نفعاً لوطننا وأمتنا، ونبل الباقيات من آيامنا التي ما فتئت تزيدنا ثقة بقيادتكم الحكيمة ووصايتكم الشريفة على أقدس بقع الأرض؛ ثقة تمتزج بعهد الأحرار الأباة أن لا نخذلكم بموقف، وأن لا تنكّص للأردن راية وفي رمقنا حياة.
أيها الملك الأجلّ، لن يأخذنا الغلاة إلى مساحاتهم الضَّيقة، ولا الطغاة إلى أوهامهم اليائسة، ولا الغزاة إلى أطمعاعهم البائسة، ولا البغاة إلى مياههم الراكدة التي أسنت زوراً وبهتاناً وغدراً لهذا الحمى الهاشمي المرابط على تخوم القدس عفة وعزة ونصرة لغزة؛ غزة هاشم التي لكم فيها ما ليس لغيركم من دواعي العروبة والشَّرف.
أما وقد خطّ محياكم الشَّريف يا مولاي سجايا نبيلة آلفناها من تضحياتكم الكبيرة من أجل وطننا وأهله، وخضتم عباب البحر، وأقاصي الكون نفعاً لشعبكم الوفي فقد أضحى يوم مولدكم الشَّريف منارة فخر لكل الأردنيين نحتفي به اعتزازاً ووفاء لملك هاشمي نبيل حمى الأردن بجيشه المصطفوي وشعبه الأصيل من لهيب يعصف بالمنطقة بحكمة عزَّ نظيرها بين القادة.
ايها الشَّريف الحرّ، نحن معك ولك يا سيدي، ورصاصة الحق لكل من عاداك وجافاك، عاشقين للثرى وحالمين بالثريا بين الأمم، نقبض على جمر هويتنا ونبل أهدافنا، مجددين الولاء والعهد بصدق كما هو الشَّرف، وغير آبهين بكل من يحاول أعاقة مسيرتنا الوطنية الشَّريفة، وليحفظ الله جلالة الملك والأسرة الأردنية ووطننا الحبيب من كل سوء.