الارض خصبة لبذرة الطموح ... !!!

الارض خصبة لبذرة الطموح ... !!!

المهندس هاشم نايل المجالي

للقيادة المسؤولة اينما كان موقعها العملي ومسماها الوظيفي مهام رسمية تنظيمية تشمل التخطيط والتنظيم والتنسيق بين كافة الجهات المعنية بالعمل وتوجيه المسؤولين للسيرباتجاه الهدف المرسوم لذلك والحث على الاداء بأعلى مستوى من الكفاءة والفاعلية ، وتشكيل شبكة من الاتصالات العامودية والافقية مجتمعية وسياسية واقتصادية واعلامية وثقافية ، والمتابعة والاشراف وبث الحماس لكافة الاطراف العاملة ومشاركة المعنيين في اتخاذ القرارات الهامة ، وبحث مشكلات العمل ومعالجتها ووضع الحلول الناجحة لها بروح جماعية متوحدة وتمثل القيم والمثل الانسانية والاخلاقية في التعامل وتبصر الاهداف العامة والمهارة في تنظيم وادارة الوقت .

فالمسؤول هو الذي لديه تصميم وعزم على استخدام سلطته للتأثير على تفكير وسلوك المسؤولين اينما كان موقع عملهم ويشاركهم في بعض جوانب القرارات الهامة لصنع القرار حتى لا ينتظر المسؤول حتى تحصل الازمة ليبدأ بالبحث عن الحلول بل يجب ان يكون هناك خطوات استباقية .

والمسؤول الفذ هو من يصنع قادة جددا لمواقع العمل مؤهلين مدربين اصحاب كفاءة ، والمسؤول الفذ يفوض الصلاحيات ويوزع المهام حسب الاختصاصات ويقيم الاداء ويتحدى الظروف ويصنع من الثغرات نقاط قوة ليعبر طرقاً جديدة بفكر جديد .

واذا ما راقب المسؤول الفذ  اراء الناس فسيجد انها تسير طبقاً لقانونين : الاول ان الناس ترى وتحكم بعواطفها ثانياً انها تدافع عن ارائها بعقولها وذلك لكل ما يصدر من افعال او اقوال ، وكلما كانت الاتصالات مباشرة وصريحة بدون فجوات متباعدة مع الاخرين كان هناك تلمس لكافة القضايا والاراء ، لان الفجوات تخلق اشاعات وفتن وسوء تفاهم ويؤكد علماء النفس ان غالبية القرارات تبنى على اساس العاطفة وليس المنطق .

والثقة بالنفس هي ايمان الانسان بقدراته وافكاره ومعتقداته ومواجهة الازمات بعزيمة ولا يعترف في قاموسه بكلمة فشل بل يسميها محاولة غير موفقة تتبعها محاولات اخرى اكثر ادراكاً ووعياً ، فالناس تحب وتقترب من الواثق من نفسه والذي يبث روح التفاؤل والايجابية وليس هناك من يدعي الكمال فكلنا لدينا نواقص وعيوب فالكمال للخالق سبحانه وتعالى .

فالقيادة المسؤولة الحكيمة لا تجعل من اي نوع من انواع الفشل ان تكبل الايدي فالارض خصبة لبذرة الطموح ولقد قضت مشيئة الله تعالى خلق الناس بعقول ومدارك متفاوتة ومتباينة الى جانب اختلاف السنتهم ، والتصورات والافكار وما تثمره تلك العقول والمدارك فانها آية من آيات الله تعالى ودليل من ادلة قدرته البالغة وان الاعمار والازدهار لا يتحقق اي منها لو ان البشر خلقوا سواسية في كل شيء قال تعالى ( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك ولذلك خلقهم ) هود .

ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى بشدة عن الاختلاف الذي يولد ويوجد الشقاق والخصام والصدام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تختلفوا فتختلف قلوبكم ) .

ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤكد دائماً على انه مستعد للنزول على القول الحق فنراه يقول صلى الله عليه وسلم ( لا اقسم على يمين فأرى غيرها خيراً منها الا كفّرت عن يميني ) .

ان اختلاف وجهات النظر ظاهرة صحية ودليل على قوة المجتمع الذي يرحب بذلك لانها تغني العقل وتخصبه وتفتح له زوايا ليرى الامور من ابعادها المختلفة وقال تعالى ( وجادلهم بالتي هي أحسن ) النحل .

اي ان من يحتاج الى مناظرة وجدال فليكن بالاسلوب الافضل والاحسن وبرفق ولين ولتكن قاعدتنا الذهبية ( لنتعاون فيما اتفقنا عليه وليعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه ) وكما قيل إرضى للناس جميعاً ... مثل ما ترضى لنفسك انما الناس جميعاً ... كلهم ابناء جنسك ... فلهم نفس كنفسك ... ولهم حِس كحسك .

لقد نالت الحكومة ثقتين الاولى ثقة غالبية ابناء الشعب المتوسمين خيراً بدولة الرئيس ، والثانية ثقة غالبية مجلس النواب ، وبالتالي ستكون هذه الثقة بمثابة رسالة واضحة المعالم للحكومة للقيام بتحقيق الآمال المرجوة منها لحل الكثير من الأزمات وبشكل تشاركي وتوافقي وجماعي دون بناء فواصل اسمنتية بينها حتى لا تقع في مصيدة الحساد والمعارضين من باب المناكفة لتشكيلة الحكومة على انها غير قادرة على اداء المهام والواجبات الموكلة اليها ، حتى ولو لم يكن اختيار طاقم الفريق الوزاري من اختيار الرئيس وحده لكنه قادر على خلق الانسجام العملي والفكري وقادر على توجيه مسيرة العمل بالاشراف والمتابعة الحثيثة ، وقادر على سد كافة الثغرات المؤرقة لميزانية الدولة وعلى رأسها الفساد وملاحقة الفاسدين ، والتي كانت المطالب الرئيسية للشعب والنواب وغيرهم ، كذلك الترشيد الحكيم بسياسة الانفاق الخارج عن الحاجة والذي يقع تحت مفهوم الكماليات . //

 

 

hashemmajali_56@yahoo.com