مجلس الشيوخ الأميركي يقر تخفيضا ضريبيا تاريخيا في انتصار لدونالد ترامب
بيلوسي: "في منتصف الليل خان الجمهوريون الطبقة الوسطى الاميركية
واشنطن – ا ف ب
حقق الرئيس الاميركي دونالد ترامب ليل الجمعة السبت انتصارا مرحليا ثمينا مع اقرار مجلس الشيوخ الأميركي مشروع إصلاح مالي تاريخي وخفضا هائلا في الضرائب.
ويتحتم الآن التوفيق بين النص الذي أقر بـ51 صوتا مقابل 46 والصيغة التي تبناها مجلس النواب في 16 تشرين الثاني/نوفمبر. واعلن نائب الرئيس مايك بنس بنفسه نتيجة التصويت وسط تصفيق حاد في المجلس قبيل الساعة الثانية فجرا.
وسيكون هذا أول إصلاح كبير في عهد الرئيس الخامس والاربعين للولايات المتحدة الذي لم ينجح في تنفيذ وعده بإلغاء قانون الضمان الصحي الذي أقره سلفه باراك أوباما.
ورحب ترامب بالتصويت وقال في تغريدة صباحية ان مشروعه هو أكبر تخفيض للضرائب في تاريخ الولايات المتحدة وان حزبه الجمهوري سيعمل الان مع مجلس النواب الذي اعد صيغته الخاصة لمشروع القانون من اجل التوصل الى صيغة مشتركة.
وكتب ترامب "شكرا الى الجمهوريين في مجلسي النواب والشيوخ على عملكم الشاق والتزامكم".
وقال الرئيس الجمهوري للمجلس بول راين معبرا عن ارتياحه "للمرة الاولى منذ 1986، يتبنى مجلسا الشيوخ والنواب اصلاحا واسعا للنظام الضريبي". واضاف ان "فرصة كهذه لا تسنح سوى مرة واحدة كل جيل وعلينا انتهازها".
وتلقى الرئيس ترامب هذا النبأ السار بالتزامن مع نبأ سيء هو اتهام مستشاره السابق للامن القومي مايكل فلين رسميا بالادلاء بافادات كاذبة لمكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) حول اتصالاته مع مسؤولين روس العام الماضي.
وصوت جميع الجمهوريين في مجلس الشيوخ باستثناء بوب كوركر مع الإصلاح قبيل الساعة 2,00 من صباح السبت، فيما عارضته الأقلية الديموقراطية بالإجماع. وقبل التصويت، تم إقرار تعديلين أحدهما جمهوري والثاني ديموقراطي في سلسلة طويلة من عمليات التصويت.
وبذلك تكون الاغلبية التزمت بجدولها الزمني بفارق ساعات. وهي تريد الابقاء على الزخم ودعوة لجنة من المجلسين كلفت اعداد تسوية بين مجلسي الكونغرس اعتبارا من الاثنين. وبعد ذلك يعيد كل مجلس التصويت على النص.
- العجز العام في ارتفاع -
يؤكد ترامب ان الجمهوريين لا يحق لهم ارتكاب الاخطاء بعد الفشل المهين الذي مني به في قضية "اوباماكير". وقد وضع الملياردير الجمهوري خفض الضرائب في صلب سياسته الاقتصادية بهدف اعادة القوة الشرائية الى الطبقة الوسطى وزيادة القدرة التنافسية للشركات الأميركية.
وبموجب الإصلاح الضريبي، تخفض الضريبة على الشركات من 35 الى عشرين بالمئة. وستنخفض ضرائب كل فئات المكلفين وان كان تأثير ذلك سيتراجع تدريجيا خلال العقد المقبل. كما يفترض ان يسمح بتبسيط القوانين الحالية حتى يتمكن المكلفون من تعبئة بياناتهم الضريبية على ما يشبه "بطاقة بريدية".
وكانت المعركة شرسة داخل المعسكر الجمهوري. فقد امضت الاغلبية الساعات الـ24 الاخيرة في مراجعة صيغتها بتكتم شبه كامل من اجل ارضاء الاعضاء الذي كانوا يهددون بمعارضته.
وحصل احدهم على تعهد من البيت الابيض بتسوية مشكلة الشبان المهاجرين المهددين بالطرد، بينما انتزع آخر تنازلات للابقاء على بعض مكتسبات قانون "اوباماكير".
ووحده السناتور الجمهوري عن تينيسي بوب كوركر عارض حزبه حتى النهاية، معتبرا ان القانون سيزيد بشكل كبير العجز العام.
وكان المروجون للاصلاح اكدوا اولا ان خفض الضرائب سيمول نفسه بنفسه بفضل انتعاش النمو. لكن خبراء إحدى اللجان غير الحزبية حذروا بان نحو الف مليار دولار ستضاف الى الدين العام الحالي البالغ عشرين الف مليار دولار.
ولم تشكل الاقلية الديموقراطية سوى معارضة رمزية.
وحول المضمون، دان الديموقراطيون نصا "يسرق" الطبقة الوسطى لانه يعود بالفائدة على الشركات ومكلفي الضرائب الاكثر ثراء. وقال السناتور بيرني ساندرز ان "الخزانة الفدرالية نُهبت مساء اليوم!".
كما اشاروا الى ان القانون يلغي الزامية الحصول على ضمان صحي وفق ما نص عليه قانون اوباما، وهو اجراء يمكن ان يزعزع النظام الصحي. كما يفتح الاراضي المحمية في الاسكا لعمليات التنقيب عن النفط.
وحول الشكل، دانت المعارضة اعادة كتابة النص في اللحظة الاخيرة والكشف المتأخر عن صفحاته البالغ عددها 479 واعيدت كتابة بعضها بخط اليد في الهوامش.
وقالت زعيمة الديموقراطيين في مجلس الشيوخ نانسي بيلوسي "في قلب الليل خان اعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون الطبقة الوسطى الاميركية".
شرح الصورة
رئيس الغالبية في مجلس الشيوخ الأميركي ميتش ماكونيل (وسط) يحيط به السناتوران الجمهوريان أورين هاتش (يسار) وجون كورنين (يمين) معلنا جمع الأصوات الضرورية لإقرار التخفيضات الضريبية