حرب غزة والحوثيون والملاحة الدولية

د. حسين البناء



أعلنت (حركة الحوثيين) في اليمن استهدافها لسفن الملاحة الإسرائيلية والأمريكية المارّة عبر (مضيق باب المندب) مرورًا بالبحر الأحمر باتجاه قناة السويس، وتجلّى ذلك بالهجمات على البواخر
No.9, Unity explorer, Galaxy leader, USS Lapoon
هذا الأمر تسبب مبكرًا في إعلان كبرى شركات الشحن البحري العالمية نيتها تحويل الطريق باتجاه (رأس الرجاء الصالح) كبديل مؤقت لقناة السويس، ومن أهمها شركات
Hapag-Lioyd, Front line, Maersk, CME-CGM
إن أي تعطيل لممر (مضيق باب المندب) -الذي تمر عبره 11% من حركة العالم الملاحية- هو عملانيًا تعطيل للملاحة على طول موانيء البحر الأحمر، وأهمها في السودان: بورسودان، وفي الأردن: العقبة، وفي مصر: نويبع، الغردقة، بورتوفيق، سفاجا، شرم الشيخ، وفي السعودية: جدة، جازان، ينبع، ضباء، وميناء الملك فهد الصناعي، وفي اليمن: الحديدة، ومخاء، وفي جيبوتي: ميناء جيبوتي، وموانيء أريتيريا التي تخدم البر الإثيوبي.

قناة السويس تقدم عشرة بليون دولار أمريكي كعوائد لخزينة مصر سنويًا، وتم خفض حركة المرور فيها بنسبة 40% نتيجة التهديدات مؤخرًا بعد أن وصل حد الملاحة فيها حتى 25000 باخرة عبور سنويًا !
البديل المؤقت لقناة السويس هو التوجه إلى (رأس الرجاء الصالح) وهو الأمر الذي سيزيد مدة الإبحار ما بين 9~14 يومًا، ورفع ذلك كلفة التأمين لما يصل 13% حسب تقرير S&P الأخير، الأمر الذي يعني زيادة قد تصل $150000 للرحلة الواحدة بعيدة المدى، بعد أن ارتفعت نسبة التأمين من 0.03% لتصبح 0.1% مؤخرًا من قيمة السفينة، هذا معناه أن الالتفاف عن قناة السويس نحو الرجاء الصالح سيزيد من طول الرحلة بمقدار 22000كم !

كل ما سبق سيقود لرفع كلفة الشحن، وبالتالي رفع أسعار الخامات والنفط والسلع المنقولة عبر دول العالم المستوردة والمصدرة، هذا سيعزز التضخم بالأسعار كنتيجة طبيعية، الأمر الذي قد يقود لتعزيز موجة التضخم التي ما كادت تنفك عالميًا.
في ضوء ذلك نستطيع تفهم حساسية الموقف وأثره على الاقتصاد العالمي وسلسلة التوريد، ولذلك يتم تنظيم تحالف عالمي بقيادة أمريكية وغربية لتأمين مضيف باب المندب وضرب القدرات العسكرية لجماعة الحوثي.