بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية هدف نبيل للدبلوماسية الصينية بقلم سعادة تشن تشوان دونغ السفير الصيني لدى الأردن
بقلم سعادة تشن تشوان دونغ السفير الصيني لدى الأردن
في نهاية عام 2023، حيث تشابكت الاضطرابات والتحولات في العالم، إلى أين سيذهب البشر؟ هذا سؤال يدور ببال شعوب العالم كافة. وفي هذا التوقيت الاستثنائي عقدت الصين مؤتمرا هاما - المؤتمر المركزي للعمل المتعلق بالشؤون الخارجية.
أشار الرئيس الصيني شي جينبينغ في هذا المؤتمر بوضوح إلى أن العالم قد دخل مرحلة جديدة من الاضطراب والتحول، إلا أن الاتجاه العام لتطور وتقدم البشرية لن يتغير، والمنطق العام لتاريخ العالم المتمثل في المضي قدما وسط التعرجات والمنعطفات لن يتغير، والزخم العام للمجتمع الدولي نحو مستقبل مشترك لن يتغير. يجب أن تكون لدينا ثقة تاريخية كاملة بذلك.
قال المثل الصيني إن الشخص النبيل دائما يجد رفاقه. بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية هو المبدأ الأساسي لفكر شي جينبينغ حول الدبلوماسية والهدف النبيل للدبلوماسية الصينية، بما يقدم حلا صينيا عن ماهية العالم الذي يجب بناؤه وكيفية بنائه، ويتفق مع التطلعات المشتركة لشعوب العالم.
فيما يخص بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، إن هدفه هو بناء عالم منفتح وشامل ونظيف وجميل يسوده السلام الدائم والأمن العالمي والازدهار المشترك، وإن مساره هو الدفع بالحوكمة العالمية التي تتميز بالتشاور والتعاون والمنفعة للجميع، وإن مبدئه التوجيهي هو تطبيق القيم المشتركة للبشرية، وإن ركيزته الأساسية تكمن في بناء نمط جديد من العلاقات الدولية، وإن القيادة الاستيراتيجية له تأتي من تنفيذ مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية، وإن منصة العمل له تقوم على التعاون في بناء "الحزام والطريق" بجودة عالية. وعلى هذا الأساس، نسعى إلى حشد جهود كافة الدول لمواجهة التحديات وتحقيق الازدهار المشترك، ودفع عالمنا إلى مستقبل مشرق ينعم بالسلام والأمن والازدهار والتقدم.
في ديسمبر عام 2022، أجمع الجانبان الصيني والعربي على بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد في الدورة الأولى من القمة الصينية العربية، مما أرشد اتجاه طريقنا.
بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية في الشرق الأوسط يستدعي التعددية القطبية المتسمة بالمساواة والانتظام، والالتزام بالمساواة بين جميع الدول بغض النظر عن حجمها، ورفض الهيمنة وسياسة القوة. لا يوجد ما يزعم بـ”الفراغ” في منطقة الشرق الأوسط، تدعم الصين سيادة شعوب المنطقة والتقوية الذاتية لدول المنطقة عبر التضامن. لا بد للجميع الالتزام بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، والتمسك بالقواعد الأساسية للعلاقات الدولية التي يعترف بها عالميا، وتنفيذ تعددية الأطراف الحقيقية، والعمل على إحلال السلام الدائم والأمن الشامل. لم تذخر الصين جهدا لتحمل مسؤوليتها لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في الأمم المتحدة، وخاصة مجلس الأمن، بما أوفت بتعهدها بالسلام من خلال أعمالها الحقيقية.
بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية في الشرق الأوسط يستدعي العولمة الاقتصادية الشاملة والقائمة على المنفعة للجميع، ومعالجة ما يترتب عليه التوزيع العالمي للموارد من الاختلالات التنموية الدولية والمحلية. تدعم الصين بثبات المصالح المشتركة للدول النامية بما فيها الدول العربية والإسلامية، وصيانة أمن سلاسل الصناعات والإمدادات الدولية، وتدعو إلى تضافر الجهود لمواجهة التحديات العالمية مثل أمن الطاقة والأمن الغذائي وغيرهما. يجب على الجميع رفض التيار المضاد للعولمة وإساءة استخدام مفهوم الأمن، والنزعة الأحادية والحمائية بكافة أشكالها، وتعزيز الحرية والتسهيل للتجارة والاستثمار بحزم. يتطلع الجانب الصيني إلى تعزيز التعاون مع دول الشرق الأوسط، ودفع البناء المشترك لـ” الحزام والطريق” بجودة عالية، وترجمة " الأعمال الثمانية المشتركة” للتعاون العملي بين الصين والدول العربية على أرض الواقع، والاستفادة من تكامل المزايا بين الطرفين واكتشاف إمكانات التعاون، بما يعود بالخير على الشعوب.
لقد دخلنا عاما جديدا، تستعد الصين للعمل مع الأردن والدول العربية الصديقة على تبديد الضباب المتراكم حول البشرية بنور السلام والتنمية والتعاون والفوز المشترك، وبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية معا.