إبراهيم أبو حويله يكتب :رأي من التاريخ في موضوع الشيعة ولكم الحكم ...


لم تلتق المسيحية باليه ودية إلا عندما ظهرت المسيحية المتص هينة ، وهذه تعني أن نلتقى على خدمة النقاط المشتركة التي نلتقي عليها ، ومنها أن اليه ودية هي أساس المسيحية ، ومنها أننا ننتظر المعرك الحاسمة التي نقضي فيها على محور الشر ممثل بالدول الإسلامية ومن الممكن أن تضيف إليها روسيا في رواية .

وطبعا مسيحيي الشرق هم ضمن محور الشر بالنسبة لهم لذلك لا تجد كبير إهتمام إلا نوع من التعاطف عندما يتعامل معهم الص هاينة بنوع من العنصرية ، ولكن لا فزعة ولا نصرة لهم .

في المقابل لم تظهر الشيعة بصيغتها الحديثة إلا من حوالي قرنين عندما إستطاع شيعة بني عامر وهي قرية من القرى السورية في المنطقة بين سوريا والعراق تركيا وإيران تحويل الشيعية إلى مذهب متمدد .

قد تتفاجأ إذا علمت بأن إيران لم يكن فيها هذا النوع من المذهبية ، بل حتى كانوا في الأغلب سنة ، حيث كان تركيز الشيعة بشقيها الأمامية والإسماعلية في هذا المنطقة بين سوريا والعراق وتركيا وإيران .

وأن العرب هم من كان يحمل هذا الفكر المتشدد وعمل على صياغته على شكل مذهب إحلالي .

وتكبر خطورة المذهب عندما يحمل فكر إحلالي ويسعى إلى إنشاء منظومة دعوية وعسكرية ومالية ، لأنه عندها يسعى لنشر مذهبه بضغط عسكري مذهبي نفعي براغماتي ينظر إلى تشيع العالم الإسلامي كأساس لدعوته .

وهنا كما كان الحال دائما مع الشيعة عبر التاريخ ان حركتهم وسهامهم لا تتجه إلى الخارج بل إلى خاصرة الأمة ، فالقرامطة والفاطيميين وغيرهم كانوا ينقضون على الدولة الإسلامية في حالة الضعف ، وقد كانوا يحققون أحيانا نتائج كبيرة ، بحيث يصبح لهم اليد الطولى في العالم الإسلامي ولكن هذا لا يستمر .

ولذلك يجب الحرص دائما عند التعامل مع الشيعة ، لأجل هذه الطبيعة ولأجل نزعتهم الباطنية واعتماد التقية في تصرفاتهم للوصول إلى أهدافهم .

ومع ذلك كان هناك الكثير من الشيعة عبر التاريخ الإسلامي لهم مواقف مشرفة بل قادوا معارك وإنتصروا فيها ، فضل بن خشاب القائد الشيعي في حلب سعى لتجميع جيش من السنة والشيعة وقاد أول معرك مع الصليبين وإنتصر عليهم في موقعة سرمدا أو حمام الدم كما تسمى في الغرب وقد اشار إلى ذلك الباحث محمد المختار الشنقيطي .

والقدس كانت في يد الفاطيميين عندما سقطت في أيدي الصليبيين وكان مخطط الفاطيميين في حينها الإستفادة من الصليبيين في القضاء على الترك السنة والتخلص منهم .

ولكن الذي حصل هو أن الصليبين أحكموا قبضتهم على المنطقة وقاموا بمذابح شنيعة .

وعندما تحرك الأتراك والمماليك والكرد وأهل الشام للقضاء على الصليبيين بقيادة صلاح الدين وأسد الدين شيركوه .

عندها تنازل الخليفية العاضد أخر خلفاء الفاطميين لصلاح الدين بالحكم على أن تقع مصر في يد الصليبيين ، ولذلك يكره الشيعة اليوم صلاح الدين بإعتباره الشخص الذي أنهى حكمهم .

العبرة أن التاريخ كان يحمل أوجه في العلاقة بين الشيعة والسنة .

ففي أيام كان التعاون يؤتي ثمار طيبة للجهتين .

وفي أيام يدفع الطرفين ثمن خيانة هذا الطرف أو ذلك .

لأنه كان في أحيان كثيرة الخيانة من السنة مثل رضوان وأخوه ، ومثل عمارة اليمني الذي قاد إنقلابا على صلاح الدين كاد أن ينجح فيه ليعيد الخلافة الفاطيمية مع أنه سني متشدد لمذهبه ولكن كان عنده مشكلة ولاء مطلق للفاطيمين نتيجة الإغداف عليه بالهدايا والإعطيات .

مجرد رأي من التاريخ ولكم الحكم .

إبراهيم أبو حويله