إنتهت معركة غزة..
نعم ايها الاعزاء.. من جانبي فقد اعلنت انتهاء مفهوم المعركة.. والان ما على الارض هو عملية ابادة جماعية وجريمة حرب مكتملة الأركان.. لذلك اطالب كل من يتحدث عما يجري في غزة.. ان يتبنى مفهوم الابادة وليس معركة او حرب تدميرة..
من حيث المبدأ فان المعارك تكون بالعادة بين طرفين شبه متكافئين.. اكان بالعدد او العدة او حتى عدد المتحالفبن في كل جانب..
فبدأت معركة غزة (طوفان الأقصى) بين المقاومة وقوات الاحتلال.. على غرار كل المعارك والاحداث السابقة.. والتي كانت تنتهي بتدخلات ووساطات لاحتواء الازمة وتهدئة الاوضاع.. وخروج الطرفين بالتراضي.. وتحقيق بعض المكتسبات للمقاومة.. او على اقل تقدير.. يكون الهدف منها ابقاء جذوة وشعلة المقاومة متقدة.. ولضمان عدم نسيان هذه القضية.. وابقائها حية..
إلا ان هذه المرة.. ولحجة العدو ان ضربة المقاومة كانت كبيرة وقاسية.. وان مستوى التجهيز عندهم ينم عن بنية تحتية متينة ومخيفة.. وبالتالي اصبحت تشكل تهديدا على المنطقة حسب منطقهم المُدعشِن للمقاومة..
كما يبدو ان عملية طوفان الاقصى اتت متزامنة مع ما يخطط له الغرب المتصهين وينفذه على قدم وساق.. بخصوص ان الوقت قاد حان لبناء الهيكل وخروج المسيح المخلص.. حسب النبوءات التي يعتقدونها.. فلا بد هنا من نهايةٍ لموضوع المقاومة وطوفان الأقصى.. على ان لا تكون على غرار نهايات المعارك المتعارف عليها بين المقتتلين..
فما يتم رصده من تصريحات غربية ناقمة ومحرضة.. وتحركات لقطع بحرية ذات قوة هجومية وتدميرية هائلة.. ونقل لمعدات عسكرية كثيرة.. وكلها لصالح الكيان الغاصب.. وليتم استخدامها ضد اهل غزة مواطنين ومقاومين.. يجعلنا ندرك تماما ان المعركة انتهت منذ ايامها الاولى.. وبدات عملية الابادة الجماعية تحت سمع وبصر المجتمع الدولي الذي يدعي التحضر.. وهو والله يقبع في ظلمات وانعدام للأخلاق اكثر مما كان عليه الناس في عصور الجاهلية والتيه..
فعندما يتم تجاهل وتعطيل القوانين والاتفاقيات الدولية.. ويتم غض الطرف عن كل ما يجري من انتهاكاتٍ لا تليق بالحيوان.. فما بالنا بالانسان!..
كالتجويع والتعطيش والتخويف ومنع لوصول الدواء واستهداف للمدارس والمستشفيات ودور العبادة.. واماكن وجود الاطفال والنساء بشكل خاص..
وعندما يصرح الرئيس بايدن بأن على نتن ياهو تبادل معلوماته حول الحرب على غزة مع خليفته باسرع وقت.. وحين يقول بأن نتن ياهو سيبقى على راس عمله حتى الانتهاء من المرحلة الاولى من الحرب على غزة.. فهذا يعني بوضوح ان هناك مراحل أخرى لهذا الاعتداء.. وان من يديرها ويتبناها هم الغرب والكيان الغاصب مجتمعين..
وعندما نسمع ونشاهد تصريحات الاسرائيليين بشتى مواقعهم ومستوى مسؤولياتهم.. وهم يطالبون اهل غزة بمغادرتها في اسرع وقت الى اي مكان.. فهذا والله انه لنذير شؤم بان القادم هو تكملة لما بدأوه من ابادة هذا الشعب..
وفي ظل وقوف الاردن ومصر بشكل صارم ضد التهجير للاراضي الاردنية والمصرية..
وفي ظل التصريحات والمعطيات ودعشنة المقاومة وبدء مظاهر تشكل حلف دولي يشرعن إبادة اهل غزة..
فهل سيفتح الكيان الغاصب طريقا لهم ليتم تهجيرهم الى مناطق صحراء النقب مثلا؟!..
أم ستلجأ الدول الغربية لتوفير بواخر عملاقة ترسو قرابة شاطئ غزة.. ليذهب اليها من يستجيب لطلب المغادرة؟!..
وبالتالي العمل على تدمير غزة على من بقي فيها.. مستخدمين كل ما لديهم من اسلحة مجربة او تلك التي سيتم تجريبها على اهل غزة.. بحجة انهم دواعش ارهابيين.. ويجب التخلص منهم.. وكل هذا سيكون بغطاء دولي شرعي..
في الختام..
نسال الله السلامة لاهلنا في فلسطين عامة.. وفي غزة بالخصوص.. وان يُمَكِن لهذه الامة تمكين خير ورشد.. إنه قادر على ذلك.. وهو نعم النصير.. ولن يخيب رجاؤنا بربُ المستعضفين.. حيث يقول عز وجل وهو اصدق القائلين " وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ"..
محمود الدباس - ابو الليث..