د.ريما زريقات تكتب كيف تصبح قائدا



       القيادة كلمة عظيمة تعلمناها من أسلافنا عبر التاريخ العربي والوطني المشرف  ، وكثيرا ما كنا نسمعها ونتداولها ولكننا لا نعرف محتواها وكيفية توظيفها وعظم أثرها.
       قبل سنوات وليست بقليلة ، واعتقد عام 2010 ، تم تطبيق برنامج المدرسة والمديرية من خلال دورة القيادة في وزارة التربية والتعليم وبعدها أصبحت مدربة محورية للبرنامج ، تلك الدورة التي اعتبرها كل من التحق بها وطبقها ، نهج حياة ومنهجية مؤسسية وتنشئة أسرية احترافية ، وأصبحت حتى شرطا بالتقدم لأي وظيفة قيادية في وزارة التربية والتعليم منذ سنوات وهو قرار ناجح ومقدر .
      لماذا نحن بحاجة لهذه القيادة ؟
حين يصطدم الرئيس المباشر مع المرؤوس وتتأزم الأمور وقد تنعكس على العمل ؟ لماذا ؟  لأن الرئيس المباشر للأسف لا يتقن الذكاء الانفعالي والعاطفي والاجتماعي ولا يفهم الطرف الآخر ، ولا يسعى لتعديل السلوك ولا يتقن قبل ذلك التوجيه والإرشاد .
حين يتغيب الرئيس المباشر أو مدير المؤسسة ، تتوقف أمور العمل ، لماذا ؟   لأنه لا تفويض للصلاحيات .
حين ينجح أحد المرؤوسين بجائزة معينة ، يحبط ، لماذا ؟ لأن الرئيس المباشر أو مدير المؤسسة لا يعي أنه يجب تعزيزه والاحتفال بنجاحه .
حين لا يحصل تناغم بين المرؤوسين ، لماذا ؟ لأنه الرئيس المباشر أو مدير المؤسسة  لا يعمل بروح الفريق للأسف ولم يجعلها ثقافة مؤسسية .
حين يسلك المرؤوس سلوكا خاطئا وتتم محاسبته لا يتقبل ذلك لماذا ؟ لأنه لم يتم تفويضه بصلاحيات ومشاركته بالمسؤولية والمساءلة .
حين يلتحق المرؤوس بدورة أو ورشة لا ينقل أثرها أبدا ، لماذا ؟ لأنه لم يرى أمامه أنموذج بأن المعرفة يتم تبادلها ولا يتم احتكارها .
حين يبذل المرؤوسين جهودا كبيرة لكنها دون نتائج ، لماذا ؟ لأنه لا تخطيط استراتيجي لدى الرئيس المباشر .
حين تكون أقصى اهتمامات المرؤوس ، هي قضاء أعماله الإدارية اليومية فقط ، ويأتي لانجازها ، لماذا ؟ لأنه لا يوجد رؤية ورسالة لهذه المؤسسة .
       الكثير من السلوكات والممارسات التي تشتت الجهود في العمل المؤسسي ، سببه الافتقار إلى القيادة وسماتها ومهاراتها للأسف ، لذا  أتمنى على الجهات المعنية التأكيد على دورة القيادة لاستلام أي منصب قيادي .
        ولنا في فن القيادة أنموذجا يحتذى به ، فهو سيد البلاد ، القائد الأول ، جلالة سيدنا المفدى ، والذي يعرف الجميع بأن لديه دوما تخطيط استراتيجي وذكاء انفعالي واجتماعي وتفويض للصلاحيات ورؤية ثاقبة ومأسسة للعمل بروح الفريق وتعزيز النجاح والتوجيه والإرشاد وجميع سمات ومهارات القائد ، لهذا يلقى قبولا عالميا وعربيا وهو أنموذج لكل أردني منتمي لوطنه ، هنيئا لنا بقائدنا الفذ وهنيئا لنا بولي عهده الأمير الحسين ، القائد الشاب ، الذي نهل القيادة من والده جلالة سيدنا وعلى يديه ، دمتم بألف خير مثلا أعلى وفخرا لنا وللوطن والأمتين العربية والاسلامية .
د.ريما زريقات