د.حازم قشوع يكتب ظهرت النتائج
ما أن تنتهي المعارك الميدانية في غزة حتى تظهر النتائج السياسية المراد بيانها هو ما يأتي بناءاً على النظرية المعرفية التي تقوم عليها آلية قراءة النتائج وإستخلاص مالات المشهد العام وهو ما أخذ بظهور مؤشراته لكن بطريقة ضمنية بسبب إشتداد غبار المعارك في ساحات غزة .. وذلك بعدما تم التوافق من قبل الأطراف المتداخلة والراعية على "وقف عملية التهجير القسري للفلسطينيين إلى سيناء مقابل إقامة كيان فلسطيني منزوع السلاح".
تلك هي المحصلة التي سيتم البناء عليها في جملة ما بعد حرب
غزة على أن يأتي ذلك وفق تقدير يتم بموجبه تحويل ما كان
يراد إنفاقه أمريكيا من أموال على عملية إيواء المهجرين لسيناء لإعادة إعمار غزة بواقع مبلغ اجمالي يصل إلى أكثر من 40 مليار دولار وهو ما يعني بالمحصلة نزع سلاح حماس والمقاومة الفلسطينية من ارجاء غزة كما من كل جيوب المقاومة في القدس والضفة ....وهو ما ينتظر إسقاطه أيضأ على واقع المعادلة اللبنانية بنزع سلاح حزب الله لصالح الجيش اللبناني بموافقة إيرانية كما تم نزع سلاح حماس بجمله مصرية بعد ما تم تغيير الاهداف حرب غزة من واقع اجتثاث حماس الى نزع سلاح المقاومة .
وبهذا يكون مشروع التقسيم الأمريكي للمنطقة قد تم إرجاءه بتوافق إقليمي وموافقة امريكية ويكون المشروع الذي نجح
وهو مشروع "الإحتواء الإقليمي" الذي يقوم على شرعنة دولة فلسطينية اممياً على مقياس نموذج كيان منزوع السلاح (حكم ذاتي بشكل دولة عضو عامل فى الأمم المتحدة ) وكما يعمل لبناء تحالف عربي إسرائيلي يقدم الأمن لإسرائيل من باب العلاقات الطبيعية بين مجتمعات المنطقة ومنهيا بذلك حالة الصراع ضمن توافقات إقليمية ورعاية دولية ...
ويكون بذلك يوم السابع من أكتوبر الذى يعود الفضل فيها لكتائب القسام قد سجل يوم فاصل بتاريخ المنطقة كما تشكل يوم مفصلي بتاريخ القضية الفلسطينية لكنه في بذات السياق يكون قد خدم الأطراف المتداخلة والراعية بينما الخاسر الأكبر فية الاطراف المشاركة فى حرب غزة التى تمثلها قيادة حماس السياسية ونتنياهو وحكومته الأيديولوجية .
ولحين بيان ذلك ، ما قبل نهاية هذا العام والبدء بإحتواء المشهد
في سياق قمة جدة العربية فى 11 من نوفمبر القادم تكون المفاوضات حول الأسرى تم التوافق حولها بين الدوحة والقاهرة وتكون الأنفاق فى شمال القطاع كما فى الساخل الغربي لغزة قد
تم تدمير جزءا كبيرا منها باستخدام "الغاز" والنماذج الإسفنجية تمهيدا لإعلان وقف إطلاق النار لدواعي إنسانية .
وهو الاعلان الذى من المتوقع أن يكون قبل نهايه هذا العام على أبعد تقدير على أن يأتي هذا الإعلان من قبل الإدارة الأمريكية
التي قامت بإدارة المعركة بشكل مباشر وذلك بعد إنتهاء جملتها السياسية القاضية بإعادة توظيف القوى المشاركة فى المنطقة ضمن مقياس سياسي مقبول وضمن جملة بيان لا تقبل بخروج أحد عن رتم القياس المفروض .
صحيح أن هذه القراءة تعد جملة إستشرافية لكنها تقوم على مجموع المحصلة التوافقية التي "لا منتصر فيها ولا مهزوم" بل الكل فيها مشارك بطريقة أو أخرى ضمن جملة المحتوى المراد ترسيمها فلا حلم إشعياء لتنياهو قد تحقق ولا دولة فلسطينية
ذات سيادة قد ترسمت لكن الجميع يعمل ضمن مقياس موحد في أتون المضمون الكلي للسياق العام .
فإن المعارك في الدول النامية كالإنتخابات نتائجها تظهر قبل يوم الإقتراع أي قبل وقف إطلاق النار وذلك لأن المعارك والانتخابات بهذا المقام هي "أدوات تحقق وليست وسائل تحقيق" كونها ادوات تعمل في إطار جملة المحتوى لبيت القرار .... واما التفاصيل فستبقى مرهونه لنتائج حالة الميدان .