محمود الدباس يكتب:هل اعاملكم مثل صديقي "الفرفوش" وزوجته الثانية.. لانال رضاكم؟!..
هل اعاملكم مثل صديقي "الفرفوش" وزوجته الثانية.. لانال رضاكم؟!..
تعرفت منذ زمن على صديق عربي تزوج اربعة من النساء على مدار ثلاثين عام.. وحين سالته عن حياته وهل هو سعيد ام لا؟!.. قال لي انه في قمة السعادة.. وان نسائه الاربعة ايضا عشن معه في سعادة وهناء.. واللافت للنظر في قصته.. انه لم يعش اية قصة حب مع احداهن..
يقول صديقي.. تزوجت الاولى وهي من نفس بلدتي على الطريقة التقليدية.. ولم اكن حينها "فرفوش".. وللاسف تصادمت معها في الكثير من التصرفات.. وكنت اقف على كل تصرف يخالف عاداتي وتقاليدي.. وبقيت معها لغاية الان.. فهي ام اولادي.. الا ان حياتنا حياة روتينية.. يغلفها غلاف العِشرة..
وبمحض الصدفة.. تعرفت على بنت في إحدى المقاهي.. وبترددي على ذلك المقهى.. والجلوس معها ومع اصدقائها.. بادرتني بموضوع الزواج.. شريطة ان تبقى على حالها دون اية خيانة.. على ان اتركها تفعل ما تشاء مما تعده اشياءا طبيعة.. فتتحدث مع من تشاء.. وتمازح هذا.. وتضحك مع ذاك.. وكان احد مبادئها انها لا تمانع من اخذ صور او مقاطع فيديو مع صديق او زميل.. شريطة ان يبقيها عنده للذكرى.. وان لا يقوم بنشرها على صفحاته او مواقع التواصل الاجتماعية.. وكذلك طلبت مني ان اتحدث مع الفتيات وامازحهن امامها او بدون وجودها.. وتعتبر ذلك حق من حقوقي..
فقلت في نفسي لماذا لا اجرب الحياة بطريقة جديدة؟!.. وبالفعل تزوجتها بالسر عن زوجتي.. وامضينا السنوات على هذا الحال.. وكانت ميسورة الحال.. فلم تكلفني شيئا.. بل على العكس.. كانت تعطيني من مالها دون ان اطلب.. وكنت افعل ما اشاء.. وهي تفعل ما تشاء عدى الخيانة..
واستطرد قائلا.. انني سررت بهذه التجربة.. وكررتها مع اثنتين اخريين.. وعشت معهن جميعا بسعادة وهناء.. فانا اوافقهن فيما يردن.. ولا انتقد اي تصرف لهن.. حتى لو كان مخالفا لما ترييت عليه.. او حتى ما عليه مجتمعنا.. والغيت مفهوم الغيرة من قاموسي.. واصبحت هزة الرأس مع الابتسامة هي ردي على كل طلباتهن وتصرفاتهم.. (المهم ما في خيانة)..
من قصة صديقي.. وملاحظتي لما يدور حولي في اي حدث.. اكان اجتماعيا او سياسيا.. اجد ان من يتعامل كما يتعامل صديقي "الفرفوش" من مجاراةٍ لمن هم حوله.. وتاييدهم وابداء موافقته على كل ما يقولون.. يعيش في سلام وهناء وقبول.. واذا نشر شيئا على وسائل التواصل الاجتماعي.. تنهال عليه الاعجابات.. ويحصد المشاهدات.. لانه متوافق مع ميولهم وآرائهم.. ويدغدغ عواطفهم..
ومن يحاول ان يقول ما هو مقتنع به.. وحتى لو امتلك الدليل.. وتطابق رأيه مع المنطق السليم في ذلك الامر.. ولكنه مخالف لما يقوله من هم حوله.. ولم يدغدغ عواطفهم.. تجده اصبح خارج حدود الاهتمام.. وإن تفاعل معه بعض الناس ايجابيا يكون.. اما لانهم متوافقون تماما معه ولا يهمهم غضب الاخرين.. او انهم مجاملون وكفى..
وهنا لا بد لي من طرح هذه التساؤلات..
هل يجب على اي منا ان يصبح "فرفوشا" حتى يتم قبوله والتعامل معه؟!..
وهل اصبحت المبادئ مختلة كمبدأ زوجة صديقي "الفرفوش" والتي تسمح باخذ صور ومقاطع فيديو لها مع زميل او صديق ويحتفظ بها لنفس.. شريطة ان لا ينشرها للعامة؟!..
وهل علينا ان ننافق ونماشي من هم حولنا.. حتى ننال الرضا والقبول وعدم النفور؟!..
وهل علينا ان لا نقوم بالنصح والارشاد وحتى العتاب اذا ما راينا عزيز او قريب حاد عن الصواب.. او اخطأ دون ان يعلم ان في تصرفه خطأ.. وقد يكرر خطأه إن لم ننبهه؟!..
في الختام اقول..
بئس الرجل انا ان اصبَحتُ فرفوشا مثل صديقي.. وبئس الرجل انا ان جاملت حتى اقرب الناس لي على حساب المبادئ والحقيقة.. وبئس الرجل انا ان نافقت لاحد حتى انال رضاه.. وبئس الرجل انا ان لم اقل ما يمليه علي ضميري ومبادئي وقناعاتي ان تم سؤالي في أمر ما.. وبئس الرجل انا ان لم استمر بنشر الإصلاح والاخلاق السوية والمبادئ الراقية.. وبئس الرجل انا ان تنازلت عن مبدأي او جزء منه لانال حضوة او إعجابا (فالمبادئ لا تتجزأ.. ولا تتجمد)..
وبئس انت كائن من كنت.. ان حاولت لي ذراعي لاجاريك على ما انت عليه من خلل وقصور في الفهم.. او بُعدٍ عن الاخلاق والمبادئ النبيلة..
محمود الدباس - ابو الليث..