نتساءل أحياناً عما إذا كان الاستثمار الحقيقي في الحياة هو شيء ملموس، أو محسوس، أو ربما مدسوس. وقد نتخبط في رحلة البحث عن الحقيقة وكيفية الوصول إلى أعلى درجات المعرفة لنتمكن من بلورة فنون الاستثمار التي قد يعتقد البعض أنها صعبة المنال وأن التمكن منها شيء محال. 

فإن طرحنا السؤال علناً "ما هو الاستثمار الحقيقي في هذه الحياة؟" ستتأرجح الأجوبة بين صراعات القلب والعقل. وقد تأتي اجابة أغلب الآباء والأمهات أن الاستثمار هو الأبناء. وقد يؤكد رجال وسيدات الأعمال أن الاستثمار  هو جمع المال. وقد يجزم الروحانيين انه التقرب إلى الله. ومن أثقلتهم قسوة الحياة سيجيبون أنه الهروب من الواقع. 

قد تبدو تلك الأجوبة صحيحة للوهلة الأولى، ولكن إن تساءلت بعقلانية عن الشخص المسؤول عن كافة تلك الأجوبة ستجد انه "أنت". وان تعمقت بكافة التفاصيل ستعلم أن الاستثمار الحقيقي في هذه الحياة هو استثمار النفس. 

فاستثمر في نفسك واجتهد في علمك وعملك وواقعك وحلمك، وثمّن نفسك، وآمن بكيانك واستحقاقك، واسعى بكافة حواسك، ولا تتوقف عن السعي حتى تخذلك نبضات قلبك. فان تمكنت من استثمار نفسك ستصبح المنارة لمن حولك، وسينعكس بريقك على عتمة غيرك.

فلا تلقي مسؤولية فقرك، أو عجزك، أو وجعك، أو يأسك، أو بؤسك على أحد. 

فأنت الأساس والمصدر، وانت  البوصلة والمحور، وانت المرسى والمعبر، وانت الماضي والحاضر والمستقبل.