إبراهيم أبو حويله يكتب : المال ورأسمال وسطوة المال ...
الشهوة العظمى، معظم الظلم في العالم بسبب المال وشهوة المال وحب المال، شهوة رجال الدين معظمها في المال، والشهوة العظمى في العالم اليوم هي حب المال، هل كان المال سببا في تحريك السلطة، أم كانت السلطة في الأصل تسعي وراء المال، هناك الكثير في هذا العالم بسبب المال، قد يفسد الصالح وتفسد المرأة وتفسد الأسرة ويفسد المجتمع، إذا كان المال هو الهدف الأسمى في المجتمع، لن يستقيم الدين والأخلاق في نفس وحب المال فيها مقدم على ما سواه، هذا الإنسان فاسد حتما، وهل الغش والخداع والكذب والسرقة والحروب في المجمل إلا بسبب فساد الإنسان، وفساد الإنسان وإنحرافه عن المنهج الصواب وحبه للمنافع ورأس هذه المنافع والشهوات هو المال، من يسيطر عليه حب المال لا يصلح لدين ولا لإخلاق ولا لوظيفة عامة ولا لإمارة ولا يصلح أن يقود الناس، ولا لأن يكون رب أسرة صالح، ولا أن يكون حاكما ولا حكيما ولن يكون بأخلاق فاضلة أبدا ...
قال صديقي هو عالم إذاٍ يأكل القوي فيه الضعيف، بسبب شهوة هنا أو هناك، وما هو المخرج من كل هذا، ألا يوجد حل هناك في الأفق، يعيد إلى هذه البشرية التائهة رشدها، ويساهم في أن يكون هذا الكون متزن نوعا ما وعادل بشكل ما، ويسعى لرفعة البشرية وحريتها ويحمي إنسانيتها ولو ضحى بقليل من أرباحه الشخصية...
قلت أظنه هيجل من قال تلك النظرية، عندما تتبنى فكرة أو حل لمسألة ما، فهناك جوانب إيجابية جعلتك تتبناها، ولكن هناك سلبيات ستظهر مع التطبيق، وهناك في الحل الآخر أيضا إيجابيات ستظهر لم تكن موجودة في الحل الذي تبنيته سابقا، ومع الخبرة والزمن(الشيوعية والرأسمالية مثالا) يظهر نموذج آخر جديد، يحاول أن يستفيد من إيجابيات هذا وذلك، وهنا لا بد من حل ثالث، الذي يتبنى الإيجابيات التي هنا وهناك، ويتجاوز السلبيات التي هنا وهناك، وبعدها تظهر سلبيات جديدة عند تطبيق المنهج الجديد، ويخرج حل جديد يتجاوز السلبيات التي ظهرت في الاثنين، وبعد ذلك يظهر حل جديد، ولكن هذا الحل الجديد سيؤدي بدوره إلى ظهور حل آخر جديد أيضا، وبعد ذلك نكون قد نسينا السلبيات التي كانت في الحل الأول والتي دفعتنا إلى تغييره، وقد نقع فيها بعد أن تم نسيانها مع الزمن، وهكذا هي حلقة مفرغة من الصواب والخطأ والخطأ والصواب والبحث في التطبيق، والبحث عن النموذج الذي هو الحل المثالي الخالي من كل العيوب، والذي يتصف بكل الإيجابيات، وأنا أظن أن البشرية تدور في هذه الحلقة المفرغة منذ زمن بعيد، وتعيد أخطاءها كل فترة، وربما كان هذا ما يسمونه دورة التاريخ، أو أن التارخ يعيد نفسه...
قال صديقي لا أدري؟ أهذا معناه أن البشرية ستعيد أخطاءها كل فترة من الزمن، وأن ما تم نسيانه هو في الحقيقة مكمن الضعف أو هو المقتل في الحقيقة في كل ذلك ولا بد من الوقوع فيه مرة أخرى، ولكني أرى منطق عجيبا هنا على أية حال، فكل حل فيه سلبيات وإيجابيات مثل الرأسمالية مقابل الإشتراكية، ويجب أن تظهر فكرة جديدة تأخذ الإيجابيات من هنا وهناك وتضعها في بوتقة واحدة، ولكن هذه لن تكون هي الحل الأمثل، لأنه حتى هذه ستظهر فيها سلبيات تحتاج إلى معالجة، وستظهر هناك إيجابيات ليست موجودة في الحلول السابقة صحيح ، ويبدو أن هذا مثل البحث عن العدالة للإنسان في الأرض، ولكن هل ستكون هناك عدالة للأنسان في هذه الأرض، هل هناك أحد قادر على السعى لها بحق، وهو قادر على أن يقوم بواجبه حتى يعيدها، وهل هناك نظام قادر على تحقيق هذه العدالة للإنسان ...
قلت هناك نظام أكيد، وما نزلت به الإنبياء للبشر يحتوي على الحكمة ولكن هذه الحكمة، ضاعت مع الزمن والتحريف والأهواء والرغبات وما أضافه رجال الدين عبر كل ذلك على الدين حتى تاه عن أصله، ولا بد من نفض الغبار عنها، لإعادة الدستور الذي يستطيع أن يعطي البشر ما يسعون إليه في هذه الأرض...
قال ولكن لا تنسى أن الكل يدعي بأن لديه هذا المنهج، وأن ما لديه لم يحرف، وهو هو كما نزل من عند الخالق ما تزال الحكمة فيه موجودة بالزعم لا بالدليل، ولا بد للبشر من إتباع منهجه هو، وإلا أصابهم الويل والثبور...
قلت صحيح، فلن يقول أحد عن منهجه بأنه محرف، وبأنه لا يصلح هذا مستحيل، ولكن عند مقارنة هذه المناهج بعضها ببعض، ربما ستخرج الحقيقة، ويتضح التحريف حتى لمن يزعم بأن لا تحريف لديه، فقط إذا إستطعنا أن نحرر الإنسان من دافع الشهوة والمنفعة ...
قال وهل تتوقع أن يجتمع البشر ليقرروا أن هذا النقطة هنا، من هذا المنهج هناك تصلح وتلك لا تصلح، ومن هم الذين سيجمع البشر على قبول رأيهم، وحتى لو وجودوا، فهل تتوقع أن أصحاب الديانات والمنهاج والأفكار والمذاهب والفلاسفة سيتركون كل شيء، ويتبعون هذا الشيء الجديد...
قلت لا نحن لا نريد أن يجتمعوا على منهج واحد ولا على دين واحد، نريد منهم فقط نظاما حكيما عادلا أنسانيا، يترك الحرية للإنسان، ولكنه يفصل بينه وبين أخيه الإنسان في حال حدث خلاف، ولكنه نظام لا يخدم المصالح الغربية على حساب الشرقية، ولا الشرقية على حساب الغربية، ولا يعطي لأحد حق الآخر لأنه قوي، ويظلم الآخر لأنه ضعيف...
قال وهل هذا يصلح في عالمنا الشرقي ...
قلت الصحيح في عالمنا القصة مختلفة، لم أقل لك اني أقارن عالم بعالم، ولكن البحث عن العدالة والحرية والكرامة للإنسان في هذا الجزء من العالم قصة مختلفة عن البحث عنه في كل العالم ، في هذا الجزء من العالم، ما زال الإنسان يحتاج إلى معرفة دور الأخلاق في بناء الحياة، وما زال بحاجة إلى أن يؤمن بالعدل والمساواة والشفافية والحقوق والواجبات، وبأن أي تعدي على هذه الأخلاق، هو في الحقيقة تعدٍ على حقوقه هو في الأساس، وأنه هو صاحب الحق الأساسي، وأنه هو من يعطي الحكومات والاشخاص هنا ذلك النوع من التفويض، الذي يتنازل بموجبه عن حقه في العدل والمساواة والحياة الكريمة، لا بد للإنسان هنا من أن يدرك بأنه لا قيمة له بدون أخلاق، ولا حياة كريمة له بدون أن يحيى العدل في نفسه وفي بيئته ثانيا ويطالب به بكل ما يستطيع من قوة، حتى يجد العدل طريقه هنا بعد أن ضل سنين طويلة، وفي أي مكان يقدر على إقامة العدل فيه يجب أن يبادر، حتى لو شعر بأن هذا العدل لا يعنيه، وعندها تبدأ الطريق التي تعود فيها الحقوق له بالتدريج، ولكنه ان انتهج هذا السبيل ستعود له الحقوق حتما، لأنها لن تعود بدون أن يقوم بواجبه، كما قام الغربي ويقوم بواجبه للحفاظ على حريته وحقوقه ...
قال وهل تستطيع أن تقنع هذا الجزء من العالم بضرورة الأخلاق، هناك اجزاء من العالم لا تريد الأخلاق، ولا العدالة ولا تسعى إليها، نعم لن تجد العدالة هنا، كما لم يجدها غيرك، ومن لم يجدها هنا حمل همه وفكره وخرج من هنا، وما أن وصل إلى الدول الغربية هناك، حتى بدأ يبحث عما ينقصه هناك، فأراد أن ينقل إليها ما كان هنا ، أراد ان يحيا هنا وهناك معا نفس الحياة التي كان يحياها هنا والتي ساهمت بالكارثة، ولكن باسلوب مختلف بنمط غربي واسلوب شرقي فهل من حل هنا ...
قلت هو يظن بأنه يحمل المنهج الحق، ولم يدري أن المفارقة هي بين المنهج والتطبيق، سبيقى المنهج نظريا حتى يطبق على أرض الواقع، ما نحمله هو في الحقيقة الصورة، والصورة لن تصنع حقيقة، وبأن جماعته في الأصل لم يكونوا يطبقون هذا المنهج، وهذا فقط بالنسبة لأولئك الذين يظنون بأنهم يحملون فكرا، أو لنقل منهجا أو رؤيا ما قد تصلح وقد لا تصلح، وأنه إذا أفلح في جعل الغرب يطبق هذا المنهج الذي يحمله، عندها ستحل مشاكل العالم، ولكن المسكين الذي فرّ بمنهجه وهو لا يعرف كيف يطبق هذا المنهج، يسعى بلا معرفة حقيقية ولا أدراك حقيقي لطبيعة منهجة وطرق تطبيقه ويريد إحيائه بين البشر، هو فقط يسعى لتطبيق ما يظن بأنه المنهج الحق الذي يحمله ولكنه لا يعرف كيف، و ليس لديه حل لهذه المعضلة، هو يحيا حياة التناقض، يرى الغرب الذي كفر بالدين يحيا بحرية وعدالة ومساواة، وهويحمل المنهج الذي يدعوا إلى هذه القيم، ولكنه لم يفلح بأن يجد لها طريقا في وطنه، فهل سيجد لها طريقا هناك، وهم هناك حققوا الكثير من النتائج من عدل ومساواة وأخلاق تعاملية بدون منهجه وبدون الدين اصلا، فلماذا يريدون منهجه ...
قال هل تستطيع أن تطلب من الغرب اليوم أن يلتزم بدين، وهو ما وصل إلى ما وصل إليه إلا لأنه فرّ من الدين، ولو بقي الدين مسيطرا هناك، هل حدث هذا التقدم، وهل وجد صاحبنا هذا له موطىء قدم هناك ...
قلت صحيح وهذا الدين الذي يحمله هؤلاء، هل هو حقيقة المنهج أو حقيقة الدين أم هي تلك الصورة المشهوة عن الدين في رأسه، وهل هذا ما أراد الله أن يطبقه في هذه الأرض، أم هي نتائج توصل إليها وقناعات يحملها يظنها حقيقة الدين، أن أصحاب الفكر والفلاسفة كان لهم الفضل فيما وصل إليه الغرب، هم الذين حملوا المعاول وهدموا كل الأفكار السلبية التي كان الدين برأيهم في الحقيقة سببا فيها، لو بقي الدين مسيطرا هناك لما إستطاع هذا أن يحمل دينه ويفر به إليهم كما قلنا، لأنه حتما سيصل إلى محاكم التفتيش وهنا للأسف حرية (مفيش).. ضحك، والتي أستطاعوا القضاء عليها وعلى رجال الدين الذين كانوا يحملون ذلك المنهج الذي كان سبب في كل معاناتهم...
قال صديقي كان هذا فر من محاكم التفتيش للباحثين عن العدالة، إلى محاكم التفتيش المقامة للدين له ولكل أولئك المفكرين والفلاسفة والعلماء وغيرهم ...
قلت أي معضلة تلك ...
قال ولكن مع ذلك هناك حرية وعدالة ومساواة، وتستطيع ان تتحرك ضمن هذا الهامش بعكس الأمورعندنا هنا ...
قلت هنا لن تجد العدالة حتى تجد الإنسان، ولن تجد الإنسان حتى يجد ذلك الإنسان أخلاقه، ويكون مستعدا للقيام بواجباته للحفاظ على هذه الإخلاق، عندها ستجد الحقوق طريقها في هذا المجتمع، وما كان الفلاسفة ورجال الدين المخلصين ينادون به منذ قرون، ما زال قيد الكتب وحبيس المناهج، لم يجد طريقاً للحياة، ما زال الطريق لبناء الإنسان الذي يحمل المنهج الحق طويل هنا يا عزيزي، وفي كل مرة إستطاع الدين أن يبني إنسان المنهج كان الدين والإنسان ينتصران معا، وما قامت الحضارة إلا بعد أن قام هذا الإنسان، وكل فشل بعدها كان بسبب بعد الإنسان عن المنهج عن الدين الحقيقي ...
قال إذا كنت تبحث عن هذا الإنسان وعن هذه المثالية، أقول لك هنا قطعا لن تجدها فمصالحهم مقدسة وعدالتهم قائمة على هذه المصالح، لن تجدها فالضمائر هنا للبيع، والإنسان هنا ما زال في طور النمو ولا يعرف مصلحته ولا ما ينفعه ولا ما يضره، وقد يخدم عدوه وهو يظن أنه يحقق الخلود لنفسه، هو سفيه بصورة ما، لا يدرك مصلحته ولا مصلحة مجتمعه، وربما ربما يجب أن لا يُؤتى السفهاء القدرة على تولي أمرنا ...
قلت ومن قال ان المثالية ستكون هناك أو حتى هنا، أو في أي مكان على هذه الأرض، لا لن تكون ولكني كنت أبحث عن صورة قريبة، عن محاكاة بصورة ما، عن نظام بشري يسعى بصورة أو بأخرى لها، او يحاول أن يحاكيها على أقل تقدير، ولكني وجدت القوم ما زالوا في مكان والعدالة في مكان آخر، حتى أولئك الذين يجب أن نعول عليهم ضاعت مفاهيمهم وذابت حدودهم، لا أدري أهو بحكم الميل إلى جانب ما على حساب الحق، أو بحكم أن المنطقة كلها غارقة في هذه التجاذبية والقطبية، وكل منهم يعتبر ما لديه هو الحقيقة المطلقة، وأن على الآخرين أن يطبقوا ما يراه هو صوابا ....
قال الكل يسعى في محاولة للفهم وقد يفهم الجزء وقد لا يفهم الجزء، والمأساة أنه يظن أنه قد فهم الكل، وهناك فرق بين فهم الجزء وفهم الكل وإدراك الحقيقة، وهناك فرق بين فهم الحقيقة وبين تطبيقها، وبين من يعرف حقيقة الدين أو يظن بأنه يعرف حقيقة الدين، أو حتى يسعى لأن يكون لها مكانا على هذه الأرض، لأن هذا سيشكل تحديا لكل ما هو موجود...
قلت بين فهم الجزء وفهم الكل وإدراك الحقيقة وفهم الدين، نعم نملك جزءا من الحقيقة ونظن اننا نملك الحقيقة، وكم تاه بشر بسبب هذا الجزء أو بسبب ربط هذا الجزء بباقى الوهم الموجود هناك، وإعتبار الكل بمثابة هذه الجزء، وبين الحقيقة والتطبيق هناك تحديات لا يعلمها إلا الله، وكم هناك ممن يملكون الحقيقية ولكن لا يعرفون الطريق حتى تصبح هذه الحقيقة واقعا يمكن أن يعاش، وكم هناك ممن يملك الحقيقة ويؤثر الصمت سلامة لمال أو منصب أو منفعة، وكم هناك من مظلوم لأن من يملك الحقيقة.. صمت، وهذا كله بصرف النظر عن الأنظمة العالمية ومصالحها والتي تتضارب أحيانا كثيرة مع مصالح الإنسانية والعدل والمساواة ...
قال وستبقى المدينة الفاضلة رهينة كل هذه المحابس، تلك النفوس والعقول يبدوا أنها لن تتحرر قريبا يا عزيزي...
قلت الدين والفكر والفلسفة، وكل من في رأسه ذرة من عقل، سعى منذ زمن بعيد لخلق صورة جميلة على هذه الأرض، المدينة الفاضلة، مرورا بالأنبياء الذين كانوا يريدون أن يتقبل الإنسان الإنسان، ويتقبل الشريعة التي تسمح له بالعيش في هذه الأرض وفق قوانين تراعي طبيعة البشر والأرض والماضي والحاضر والمستقبل وتعطيه الحرية، ويريدونه أن يحيا بإتزان مع نفسه ومع الطبيعة ومع الله، مروراً بالفلسفة التي حاولت أن تكتشف الذات وحدودها وتروض التائه منها، ولكن كل أولئك فشلوا في تغيرهذا الإنسان، وبقي الإنسان هو الإنسان الأول بإستعداده وحبه للمخالفة، وعدم قدرته على الإلتزام وسرعة الندم والتوبة بعدها والعودة أحيانا وأحيانا لا عودة، مع أنه هناك أقرار من بعض الفلاسفة مثل هيجل وغيره، بأن الأرض لن يكون عليها مدينة فاضلة، وحتى الدين في صورة أقرّ هذا، حيث أقر بأن فئة كبيرة من الناس لن تتقبل الحق ولا تريده أصلا، ولكن يبقى الرهان على أن تكون هناك فئة في هذه المجتمعات، قادرة على القيام بالعدل وحمايته من كل من تسول له نفسه العبث به ...
قال فئة قادرة على أحياء العدل وحمايته، وهذه الفئة تكون بحكم الوصاية، هل هي صورة جديدة لرجال الدين، ومن ثم نعلق في هذه الفئة الجديدة، والتي ستسعى إلى مكاسب جديدة وصلاحيات جديدة وفساد جديد...
قلت لا بد أن يدرك الإنسان قيمة العدل وقيمة الأخلاق، وهذه المعضلة لا حل لها إلا من خلال بناء الإنسان، عندما يقف هذا الفرد في هذه المجموعة في وجه الظلم، حتى لو كان الظلم أو التجاوز من أحد أفراد مجموعته الخاصة أو من أقرب الناس إليه أو هو حتى من القائد لهذه المجموعة نفسه، عندما يعلم الجميع هنا أن أحدا هنا لن يسمح لك بأن تمارس الخطأ ولن يتقبله، وهو مستعد للتضحية بنفسه في مقابل ذلك، وليس هو فقط، بل كل المجموعة لديها نفس التفكير ونفس الإيمان ونفس القدرة والإستعداد للتضحية، عندها لن يجرؤ أحد من هذه المجموعة على جرها إلى ذلك المكان المظلم الذي تخاف هي منه ونخاف كلنا منه...
قال هذه أزمة مركبة ...
قلت نعم ولكن هناك الكثير في هذا العالم ممن يؤمن بالعدل ويسعى له، ويؤمن بالمساواة والحقوق والواجبات، ويحاول جاهدا حمايتها وعنده الإستعداد والتضحية لذلك خذ مثلا نظام الحوكمة الذي ظهر في الشركات العالمية والعائلية أثر بشكل ما على السياسة، وإن كان تأثير ضعيفا...
قال أزمة الإنسان الأول صالح وطالح ...
قلت أزمة الإنسان الأول نعم، وهناك مشلكة أخرى، هي فتح الباب لعودة الإنسان المخطىء إلى حضن المجتمع، والرجوع بعده عن أفعاله السابقة، وكل تلك الوسائل هنا هي لمعالجة الأخطاء، لأنها حتما ستقع، ولكن كيف نتعامل معها، وكيف يدفع المخطىء بعدل ثمن خطأه ...
قال هل نحيا فعلا أزمة الإنسان الأول ولن نتحرر منها، هل يجب أن يجرب كل منّا تلك التفاحة، حتى يقتنع بأن الخلود لا مكان له هنا، هل يجب أن يحيا الإنسان عقدة عدم القدرة على الإلتزام ويسارع بعدها بالندم والتوبة ...
قلت من منّا ذلك المَلك الذي يمشي على الأرض، وخاليا من أي عيب ولا يعرف الخطأ له طريقا، من منّا ذلك الذي يستطيع في كل مرحلة أن يعرف الصواب ويلتزمه، ويكون قادرا على قيادة النفس في كل منعطفات الحياة يا عزيزي...
قال قلة هم أولئك، ولكن الخوف من أن يكبر الخطأ حدّا يصبح فيه هو الواقع المنتشر ، عندها ستدفع البشرية الثمن مرة أخرى بحرب عالمية جديدة ...
إبراهيم أبو حويله...