دراما السياحة التركية
بقلم شرحبيل ماضي
قد يبدوا للقارئ بان عنوان المقال مقلوباً ولكن في النهاية سيتم تعديله بعد الانتهاء من القراءه وتفهم الهدف من المقال ، حيث لا يخفى على احد النشاط السياحي الكبير الذي شهدته الدولة التركية ودولا اخرى خلال العشرين سنه الماضية والزيادة لا بل القفزة الكبيرة في اعداد السياح وليس الزوار من الدول العربية ودولاً اخرى حيث تعتبر المملكة الاردنية الهاشمية من طلائع الدول المصدرة للسياح اليها لعدة اسباب ، ودون الدخول بالاعداد او حجم المبالغ المالية التي ينفقها الاردنيين في هذه الدولة ما بين نقل واقامة ورحلات وتسوق .
اذكر وقبل عشرين عاماً كان الاهل والاصدقاء يسارعون لانهاء اعمالهم والذهاب للمنازل لمتابعة مسلسلات الدراما والاكشن التي انتجها العقل والمسوق التركي بذكاء لجذب ولفت الانتباه لخصائص الارض والتاريخ، بداية كان اسمه الارض الطيبة ويحكي قصة القرية وتفاصيلها ويعرض باسلوب مشوق تضاريس عشقها كل من شاهدها وتهافت الزوار لزيارة هذه القرية بتفاصيلها البسيطة ، ومن ثم انتقلنا الى العشق الممنوع او ما عرف بمهند ونور وقصة العشق التي عاشاها في قصر على النهر اصبح لاحقا محجاً للزوار ومن منا لم يزره او يرغب بزيارته ، لم يكن الهدف من المسلسل الاحداث ولكن التفاصيل التي عاشها الابطال يوميا ، الى ان جائنا وادي الذئاب بكل تفاصيله وحبكاته وقصصة الخياليه لرجال الاعمال والساسة وفخامة العيش والبذخ لنجد بعدها العروض الكبيرة لشراء البيوت والفلل وتقديم الحوافز للعيش الرغيد هناك ، حيث ارتفعت نسبة التملك من الاجانب في تركيا بشكل كبير رافقها سياسة اختراق وغسيل للادمغة ساهمت بتوجه رجال الاعمال للاستثمار هناك .
كل ما ذكر كان بفضل الاستراتيجية الذكية لاختراق الاسواق التي انتجتها الادارت هناك واستطاعت جذب السياح والمواطنين للزيارة بقصد الاستجمام والتسوق والاستثمار بقوة وسرعه فاقت التصور بأن اثر هذه الاعمال سيكون مدويا ، وفي الوقت نفسه يزخر الاردن بالمواقع السياحية والاثرية ومواقع التراث العالمي والشواهد والطبيعة والتنوع الذي لن نجده في اي بلد حول العالم وتعتبر كنزا ما ان استغلت ستكون المنجد والمخلص من ازمة اقتصادية ضربت بجذورها في الطبقة الرابعة من طبقات الارض .
ولا يخفى على احد بان الاردن يحتضن مجموعه كبيرة من الفنانين وصل بعضاً منهم للعالمية وكانت لهم بصمات وتميز وكفاءة في التمثيل شهد لها القاصي الداني بذلك ،كما كان لتجربة الدراما الاردنية في سابق الازمان دور في تسويق ثقافتنا وتراثنا الاردني من خلال المسلسلات البدوية التي انشرت في كل بقاع الارض حتى اصبحت وادي رم وبادية الاردن مزاراً للسياح من شتى بقاع العالم واصبحت سياحة المغامرات وسياحة العيش مع مجتمع البادية غاية كل سائح .
ختامها ،،يواجه البعض من الفنانين الاردنيين بطالة اوصلتهم الى عدم المقدرة على توفير سبل العيش الكريم لهم ولعائلاتهم ، السبب في ذلك عدم توفرالمبالغ المالية لانتاج الاعمال الفنية او خوف المنتجيين من انتاج اعمال من الممكن ان لا تسوق وتباع اوعدم القدرة على ايصال رسالة الفنان الاردني للعالم من خلال اعمال تنافس اعمال الدراما التركية ومثيلاتها التي استطاعت ان تكون اداة تسويق هذه البلدان ، وفي الوقت نفسة انفقت الحكومة مشكورة الملايين لدعم القطاع السياحي وجذب السياح من شتى بقاع الارض ، فهل من الممكن توجية جزء من هذه الاموال لانتاج الاعمال الدرامية والسنمائية وتوظيفها لتصبح احدى ادوات التسويق والترويج للاستثمار ولمنتجنا السياحي المميز بكل تفاصيلة كما هو الحال في الدراما التركية والسياحة .