بناء المنصات الالكترونية في الفضاء الالكتروني الاردني

بناء المنصات الالكترونية في الفضاء الالكتروني الاردني

بقلم حسام مضاعين

مما لا شك فيه ان تكنولوجيا المعلومات قد اثرت في حياة الافراد والمؤسسات بشكل كبير ، خاصة بعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي بتسارع لا مثيل له ، واصبحت جزء اساسي من حياة  كل فرد في المجتمع.
وما يعنينا في هذا المقام هو ان انتشار وسائل التواصل الاجتماعي بشكله الحالي، قد فتح الابواب والنوافذ، للمؤسسات والافراد ان تستثمر هذا الزخم الكبير والجمهور الواسع ليس من اجل التواصل الاجتماعي، وانما كوسيلة واداة مهمة لتسويق منتجاتهم وخدماتهم ، ونمو اعمالهم ومخاطبة جمهورهم واستهدافه بشكل مباشر.

لذلك اخذت الكثير من المؤسسات على عاتفها ومنها الحكومية، ركوب موجه الفضاء الالكتروني وبناء منصات الكترونية تقدم من خلالها خدماتها لشرائح واسعه من الجمهور، فتعددت المنصات الحكومية والخاصة في السنوات الاخيرة وخاصة بعد جائحة كورونا.

والملفت للنظر ان هذه المنصات ،اصبحت تعمل بشكل متوازي ومتداخل مع عمل منصات التواصل الاجتماعي، فنشاهد بين الحين والاخر اعلانات حكومية مدفوعة الاجر على وسائل التواصل الاجتماعي، وهي تعلن عن خدماتها  الالكترونية ومنصاتها الرقمية لتحفيز المواطن على استخدامها، لقناعتها بان وسائل التواصل الاجتماعي هي الوسيلة الاسرع والانجح، متجاوزة بذلك وسائل الاعلام التقليدية التي يتناقص متابعيها يوما بعد يوم.

وبما ان الشركات العربية بشكل عام والاردنية بشكل خاص لم تنجح لغاية الان، في بناء شبكة تواصل اجتماعي عربية تنافس فيها الشركات العالمية، كفيسبوك وتويتر "X"حاليا وانستغرام وتيك توك وسناب تشات وغيرها من المنصات العالمية، التي سيطرت على الفضاء الالكتروني العالمي، لذلك لا بد لنا من التوجه الى بناء منصات الكترونية متخصصة، تشابه الى حد ما عمل وسائل التواصل الاجتماعي، من حيث توصيل المعلومة او تقديم الخدمة للفئات المستهدفة من موقع واحد او منصة واحدة.

وقد اخذنا على عاتقنا في شركة اتمتة وتقنية المعلومات ITAC الخطوة الاولى في هذا المجال، والانتقال من فكرة بيع بعض من منتجاتنا بشكل مباشر للعملاء، الى فكرة بناء وتطوير منصات رقمية، تتيح استخدام المنتح الواحد وفي نفس الوقت، من قبل عدد اكبر من العملاء، وبكلفة رمزية نظير استخدام المنتج الرقمي بدلا من شرائه، فكانت المنصة الاولى التي قمنا بتطويرها هي منصة وتطبيق Childcaps  التي تشهد نجاحا متميزا، واصبحت تشكل علامة فارقة في عالم الخدمات الرقمية المخصصة لخدمة الابناء والاطفال حتى عمر ١٨ عام، وقد تم اطلاق المنصة والتطبيق في الفضاء الالكتروني الاردني من قبل شركائنا في النجاح شركة Digi2gold المتخصصة بتقديم الخدمات الرقمية للسوق الاردني.

ومن هذا المنبر فأنني أدعو كافة الجهات الحكومية المعنية بعملية التحول الرقمي، وعلى رأسها وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة إلى العمل مع شركات القطاع الخاص والانتقال بالافكار والمشروعات إلى واقع ملموس بعيدا عن الشعارات الاعلامية، وكذلك يجب عليهم المبادرة نحو شركات قطاع تكنولوجيا المعلومات والسعي لتعزيز ودعم فكرة بناء المنصات الالكترونية الاردنية وغيرها من المنتجات الرقمية لما لها من آثار ايجابية في خدمة المواطن وكافة قطاعات الاعمال في الوطن.