لك الله يا ليبيا


وعاصفةٍ عظمى تلتها نوازلُ
لأهوالها لن تنفدنَّ دلائلُ
تباغتُ أهلينا ويجرف سيلها
مدائنَ طمسا و البلاءُ يواصل
بكارثةٍ لم نشهدنّ نظيرها
فكل بناءٍ، لا محالةَ، زائل
و درنةُ بيدت جزها معول الردى
كأن بُترت من ساكنيها الأواهلُ
دمار كبيرٌ والوصوف قليلة
و ليلٌ مخيفٌ والأسى متكاملُ
وثكلى تنادي و اليتامى يُضيرهم
أمانٌ تخلى حين غادر عائل
ومن حولهم للريحِ ريحُ أقاربٍ
قضَوا ولهم صخر العراء موائلُ
خطوبٌ و تشريد بسائر بقعةٍ
مشاهد منها ما تعقّل عاقل
لك الله يا لبيا رحيمٌ قادر
على أن ينجّي إن يشأ هو فاعل
إلى الشهدا الأبرار صادق دعوتي
وصبرا رفاقي الصابرون قلائل
نزاعَكمُ فضوا فآن تعاضدٌ
من الآن كلا لن تقومَ قلاقلُ

الشاعرة عنان محمود الدجاني