ملاحظة الى بعض عرفاء الاحتفالات.. وبعض الاعلاميين..
بعد خروجي من صلاة الجمعة.. امسك بيدي صديقي وهو نائب مدير عام إحدى الدوائر الحكومية.. وقال لي.. انه يمثل دائرته في الكثير من الاجتماعات وكذلك اللقاءات التلفزيونية والاذاعية.. وحين يلمح احد بمناداته عطوفة فلان.. يقول له انا المهندس فلان.. ولم اصل لمرتبة عطوفة..
هذا الموقف ذكرني بحضوري حفل لاحدى المؤسسات قبل مدة.. وحينها قام عريف الحفل بصرف القاب سعادة وعطوفة لعشرة اشخاص.. ولحسن الحظ انني اعرفهم جميعا.. ولم يكن بينهم سوى رئيس بلدية وأمين عام وزارة يستحقون هذه الالقاب..
قمت بالاتصال مع صديقي وهو مقدم لاحد البرامج التلفزيونية المشهورة.. وسألته عن لماذا في غالب الاحيان لا يذكر في تقديمه لضيوفه القابهم.. وخصوصا سعادة وعطوفة.. فقال لي بروتوكوليا الاصل ان تنادي الشخص بمركزه.. اي مدير عام المؤسسة الفلانية.. او رئيس هيئة كذا.. وكذلك في كتابة التقارير الصحفية.. لا يتم ذكر الالقاب.. وحتى في نشرات الاخبار.. وانا انادي البعض ممن يحملون هذه الالقاب اصلا بالقابهم في التقديم فقط لعلمي انهم يتحسسون من هذا الامر.. فما بالنا ان كان الشخص لا يحمل هذا اللقب من الاصل؟!..
وحين سالته لماذا يذكر بعض الصحفيين ومقدمي البرامج وعرفاء الاحتفالات الالقاب.. وخصوصا لمن لا يحملها؟!.. اجابني.. شخصيا اعتبرها نوعا من التملق واسترضاء الشخص لاستقطابه وتقريبه منهم.. ولاشعار الاخرين ان تقريره او ضيوفه مهمين.. ويعتقد بذلك انه يقوي من تقريره او حفلته او برنامجه.. ولا يعرف ان ما يقدمه ومحتواه هو ما يقوي التقرير والبرنامج وحتى الاحتفال.. (انتهى الحوار)..
من هنا اود القول بانني حين اعتب او الوم.. سيكون بالاساس على الضيف الذي يقبل ان تتم مناداته بغير مكانته.. وبالقاب لا يحملها.. والمصيبة إن كان مصابا بمرض العظمة وييقوم هو شخصيا بطلب ان مناداته بهكذا القاب التي لا يحملها اصلا..
والعتب الاخر على من يكتب او يقدم شخصا بلقب ليس له.. وهذا ينم عن جهل وضعف في بروتكول الالقاب.. او انه كما قال صديقي الاعلامي المخضرم.. انه يود جلب الانتباه لما يقدم ويكتب.. او استرضاء أولئك الاشخاص ليربط اسمهم بما يقدم.. ولا يمتلك الثقة الشخصية لربطهم دون استرضاء..
وفي الختام.. وببحث سريع وبسيط.. نجد ان هنالك لغطا او عدم دراية من قبل البعض بالمخاطبات البروتوكولية.. وكذلك مفهوم أنه ليس العطوفة أعلى من السعادة.. ولا السعادة اعلى رتبة من العطوفة.. ولكنها ألقاب حتى يتم تمييز المنصب وكيفية الحصول عليه.. اكان بالتعيين او بالانتخاب..
فيطلق لقب سعادة على من يتولى المنصب بالانتخاب.. مثل النواب ورؤساء وأعضاء المجالس البلدية.. وكذلك رؤساء وأعضاء مجالس النقابات (مؤسسات المجتمع المدني).. ومن على سويتهم في بعض الوظائف مثل السفير والعين.. والتي تعتبر مناصبا تمثيلية ولبست تعيين..
أما لقب عطوفة.. فيطلق على من يشغل وظيفة حكومية برتبة أمين عام أو مدير عام ومن هم برتبتهم.. مثل المحافظين ورؤساء الهيئات.. وحتى في المؤسسة العسكرية.. فإن لقب عطوفة يكون لرئيس هيئة الأركان ومدير الأمن العام ومدير المخابرات العامة.. وبعض المواقع التي يكون مديرها برتبة مدير عام مثل قائد سلاح الجو ومدير عام الخدمات الطبية.. ولا يجوز أن يتم إطلاق أو منح لقب عطوفة للوظائف دون رتبة مدير عام حتى لو كان برتبة عميد.. او في القطاع الحكومي حتى لو كان مديرا لإدارة في وزارة او دائرة..
محمود الدباس - ابو الليث..