القرصنة الصهيونية … الى متى … !!!
زاوية سناء فارس شرعان
القرصنة الصهيونية … الى متى … !!!
الكيان الصهيوني لم يكتف بالحصار الذي فرضه على قطاع غزة بحرا وجوا وبرا حتى عانى سكانه الأمرين جراء الحصار الذي كان اشبه بالمرض الذي فتك بنحو مليوني نسمة من سكان القطاع … وانما دأبت على ممارسة العربدة والقرصنة في المياه الاقليمية للقطاع والمياه الدولية خارجة…
ففي خطوة ليست مفاجئة او مباغته اعترضت البحرية الاسرائيلية سفينة الحرية ٢ التي انطلقت من ميناء الصيادين في جنوب غزة منذ ١٢ عاما … فهذه المرة هي الثانية التي تعترض فيها البحرية الاسرائيلية سفينة لكسر الحصار خلال ستة اسابيع حيث اعترضت السفينة الاولى في التاسع والعشرين من شهر آيار «مايو» الماضي …
القرصنة الاسرائيلية تمت بعد ان اجتازت سفينة كسر الحصار مسافة ١٢ ميلا بحريا وهي المسافة التي يحددها القانون الدولي كمياه اقليمية للدول المجاورة للبحر في محاولة لايهام العالم بان الكيان الصهيوني يطبق قواعد وبنود القانون الدولي التي تطبقها دول العالم ناسية او متناسية القرصنة الاسرائيلية التي تمت في اعالي البحار عام ٢٠١٠ عندما اقتحمت البحرية الاسرائيلية السفينة التركية : مافي مرمره التي انطلقت ضمن اسطول الحرية لكسر الحصار على غزة وهي في المياه الدولية وعلى بعد ٥٠ ميلا بحريا من المياه الاقليمية لقطاع غزة ما ادى الى ازمة في العلاقات التركية الاسرائيلية استمرت سنوات وادت الى تغيير جوهري في موقف تركيا من القضية الفلسطينية..
القرصنة الاسرائيلية تأتي بعد اسابيع قليلة من خطوة صهيونية مماثلة قامت بها البحرية الاسرائيلية ضد كسر الحصار على غزة وفي خضم الاحداث التي شهدها قطاع غزة على صعيد مسيرات العودة التي انطلقت من قطاع غزة باتجاه الكيان الصهيوني منذ الثلاثين من شهر مارس آذار الماضي والتي تتجدد كل يوم جمعه.
مبادرة ترامب القت بظلالها السلبية على المقاوضات الفلسطينية الاسرائيلية التي من المتوقع ان تتوقف بعض الوقت في ضوء مقاطعة السلطة الفلسطينية للادارة الامريكية التي وصفتها بأنها غير مؤهلة للتوسط بين الاسرائيليين والفلسطينيين في ضوء مبادرة ترامب التي انحازت كليا لاسرائيل وذهبت بعيدا في معاداتها للقضية الفلسطينية وتنكرها لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة بما فيها حقه في اقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين الذين ارغموا على الهجرة القسرية عام ١٩٤٨ ومغادرة مدنهم وقراهم وتعويض من لا يرغب منهم بالعودة وفقا للقرار الأممي رقم ١٩٤ .
بالاضافة لمبادرة ترامب فان القرصنة الاسرائيلية تأتي في ضوء التوتر بين الكيان الصهيوني وقطاع غزة بسبب التضييق على سكان القطاع من خلال تصعيد الحصار والقرار الاسرائيلي القاضي بمنع ادخال معظم السلع الى قطاع غزة عبر البوابة الاقتصادية الوحيدة لسكانه وهي معبر كرم ابو سالم اعتبارا من الثلاثاء الماضي بهدف الحصول على ثمن سياسي من غزة وحركة حماس التي تحكمها بما ينسجم مع ما يسمى صفقة القرن.
ويفرض الكيان الصهيوني حصارا بريا وجويا وبحريا على قطاع عزة منذ استيلاء حركة حماس على القطاع وطرد السلطة الفلسطينية منها قبل ١٢ عاما فيما تعلق السلطات المصرية معبر رفح البري الحدودي بين مصر وقطاع غزة الا ان هذه السلطات تقوم بفتح المعبر استثنائيا للحالات الانسانية في فترات متباعده، فيما اغلقت اسرائيل معبر كرم ابو سالم المعبر الوحيد المفتوح لمرور البضائع الى قطاع غزة حتى اشعار آخر وذلك ردا على الحرائق التي نشبت في المزارع الاسرائيلية بسبب الطائرات الورقية والبالونات التي تطلق من قطاع غرة وتحمل مواد حارقة تتسبب باندلاع الحرائق في الكيان الصهيوني … !!!