أزمة الأرز الهندي تجتاح العالم .. و " الحاج توفيق " الأسعار مستقرة أردنياً
عايش: الأسعار عرضة لـ الإرتفاع بغض النظر من الدولة الموردة
الأنباط – زينة البربور
تخوف شعبي كبير برفع أسعار الأرز في الأردن وذلك بعد قرار الحكومة الهندية بمنع تصدير الأرز الأبيض باستثناء بسمتي "بمفعول فوري" خاصة وأن الهند تعد أكبر مصدر للأرز في العالم.
في حين نفى رئيس غرفة تجارة الأردن خليل الحاج توفيق يوم أمس في تصريح للمملكة زيادة أسعار الأرز الهندي في السوق المحلي مؤكدا عدم تأثرها بقرار فرض الهند حظر تصديره.
وأضاف أن قرار منع التصدير يتعلق بنوع محدد من الأرز تعتمد عليه إفريقيا بشكل أساسي، فيما الأردن لا تكاد تذكر حصته من هذا النوع في السوق المحلي لافتا أن الأردن يستورد سنويا نحو 50 ألف طن منه ومشيراً إلى امتلاكه مخزون كاف منه.
وحول مصادر استيراد الأرز قال الحاج توفيق إن الأردن يستورد الأرز من عدة دول منها أمريكا وأوروبا وأستراليا وتايلاند وباكستان، ويتزامن قرار الهند حظر تصدير الأرز مع زيادات كبيرة تشهدها سوق القمح العالمية مما جدد المخاوف من ارتفاع أسعار المواد الغذائية.
إلى ذلك توقع الخبير الاقتصادي حسام عايش في حديث لـ " الأنباط " ارتفاع أسعار الأرز في الأردن بعد قرار الهند، خاصة أن الأردن يستورد كافة منتجاته من الأرز من دول الخارج عازيا ذلك لعدم زراعته المنتج اطلاقا.
وذكر أن أسعار الأرز على وجه التحديد مازالت مرتفعة وبالتالي يضيف موقف الحكومة الهندية أعباء إضافية على الكلف والأسعار، لافتاً أن ارتفاع كلف النفط بالتوازي مع باقي العوامل تؤدي الى ارتفاع كلف الاستيراد ومن ثم ارتفاع الكلفة على المستهلك سواء كان الاستيراد من الهند أو من دول أخرى فإن المعروض العالمي سينخفض، وبالتالي الأسعار سوف ترتفع مبيناً أن انخفاض العرض وبقاء الطلب ثابت أو ارتفاعه هي قاعدة عامة وسيؤدي إلى ارتفاع الأسعار.
وأكد عايش أنه رغم استيراد الأردن مادة الأرز من عدة مصادر أخرى غير الهند والذي يعطيها أولوية في الاستيراد وفي التعاقدات التي تمت، لكنه أكد أن الأسعار سترتفع في الأسواق العالمية، لافتا أنه قد تكون الأسعار المبرمة مع الدول الأخرى ثابتة ومستمرة في المرحلة الأولى لكن في حالة تجديد هذه الاتفاقيات لا شك أن قرار الهند سيؤثر على ارتفاع الأسعار.
وأوضح أنه أي دولة لها دور في السوق العالمي للمواد الغذائية مثل الأرز ويوجد لديها عوامل تؤثر بقراراتها فيما يتعلق بالصادرات من المواد الغذائية أحوالها المناخية مبيناً أن هذا سيؤثر على المعروض العالمي من هذه السلع الغذائية المهمة لكثير من سكان العالم.
وختم عايش أنه بالتاكيد كلما نقص المعروض او تأثر أو كان الموسم الإنتاجي له غير كاف هذا سيسبب زيادة في الأسعار وارتفاع في الطلب وانخفاض في المعروض وبالتالي سيؤدي لمشاكل لدى الدول المستوردة من المادة الغذائية.
وكانت قد حذرت شركة "غرو انتيليجنس" التي تحلل البيانات الخاصة بالمواد الخام من أن قرار الهند التي تمثل وحدها أكثر من أربعين بالمئة من شحنات الأرز العالمية قد "يؤدي إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي في البلدان التي تعتمد بشكل كبير على واردات الأرز، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن تعاني الدول الأفريقية وتركيا وسوريا وباكستان من الحظر لأنها تواجه بالفعل تضخمًا هائلا في أسعار المواد الغذائية.
وفي السياق ذاته أوضحت وزارة شؤون المستهلك والأغذية الهندية في بيان نشر مساء الخميس إن هذا الحظر يجب أن يساعد على ضمان إمدادات المستهلكين الهنود و"التخفيف من ارتفاع الأسعار في السوق المحلية".
وأضافت أن صادرات الهند من الأرز الأبيض باستثناء أرز بسمتي ارتفعت بنسبة 35 بالمئة على أساس سنوي في الربع الثاني، وكانت الهند منعت في أيلول 2022 بعد جفاف كبير في مناطقها الرئيسية المنتجة للأرز، صادرات الأرز المكسور الرخيص وفرضت ضريبة بنسبة عشرين بالمئة على صادرات الأرز عالي الجودة.
من الجدير ذكره أن الأسعار الدولية للأرز قد ارتفعت، بشكل حاد بسبب جائحة كوفيد 19 والحرب في أوكرانيا وتأثير ظاهرة النينيو المناخية على زراعة الأرز.