بركات: منتدى الاعمال الأردني الياباني فرصة لفهم المشهد الاقتصادي الأردني وتأسيس تعاون مثمر


 قالت المدير التنفيذي لمنتدى الاستراتيجيات الأردني نسرين بركات، إن الرؤى القيمة التي قدمها الخبراء من الجانبين الأردني والياباني، أعطت المشاركين فهمًا أعمق للمشهد الاقتصادي في البلدين وعززت أسس التعاون المثمر والنمو المتبادل.
وأعربت بركات في ختام أعمال اليوم الأول من منتدى الاعمال الأردني الياباني عن تقديرها لمستوى التنظيم وحجم المشاركة من قبل رجال الاعمال والمؤسسات الأردنية في مقدمتها منتدى الاستراتيجيات.
بدوره، قال نائب الرئيس التنفيذي لمنظمة التجارة الخارجية اليابانية، ميتسوهيتو سينداي، إن تنظيم اعمال المنتدى تعكس مستوى العلاقات المتينة بين البلدين والتي توجت بلقاءات جلالة الملك مع العديد من المسؤولين اليابانيين.
وتوقع مزيدا من التعاون في المستقبل خصوصا في مجال التكنولوجيا المتعلقة بإنتاج الطاقة ورقائق شبه الموصلات، مؤكدا ان المنتدى يعد فرص لزيادة التعاون الاقتصادي في مختلف القطاعات.
وفي جلسات المنتدى الأولى، قال وزير الطاقة والثروة المعدنية، الدكتور صالح الخرابشة، أن الأردن يتطلع للحفاظ على ريادته في تطوير الطاقة المتجددة في المنطقة، والعمل على تطوير "الوقود الأخضر للمستقبل"، الهيدروجين الأخضر.
 
وأكد الوزير الخرابشة، في الجلسة التي حملت عنوان: الشراكة الاستراتيجية، معا نبني النجاح، التي ادارها رئيس جمعية إدامة الدكتور دريد محاسنة أن الأردن، بفضل السياسات التي تبنتها الحكومات السابقة، تمكن من تطوير قطاع الطاقة المتجددة بشكل كبير، مشيرا إلى أن الأردن يحتل المركز الأول بين الدول العربية في مؤشر الطاقة المستقبلية من حيث نسبة الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء، التي تصل إلى 29% .
في السياق ذاته، بين الدكتور الخرابشة أن الأردن وضع استراتيجيته المبدئية للهيدروجين الأخضر، بغية تعزيز دور الأردن كمركز إقليمي للهيدروجين الأخضر.
وقال "نركز على هذه المجالات وأعتقد أن لدينا كل ما هو ضروري ليصبح الأردن مركزًا إقليميًا لإنتاج وتصدير الطاقة الخضراء، ليس فقط داخل المنطقة ولكن أيضًا لأجزاء أخرى من العالم".
وحول التحديات المرتبطة بالتحول الطاقي والتزامات تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، أشار الوزير الخرابشة إلى أن الأردن يعمل على تسريع عملية تقليل هذه الانبعاثات.
وفي سياق متصل، كشف الخرابشة عن خطط لتعزيز قطاع التعدين في الأردن، مع التركيز بشكل خاص على المعادن الحرجة اللازمة لأجهزة الطاقة المتجددة، مثل المعادن النادرة والليثيوم والذهب وغيرها من المعادن.
وفي الجلسة الأولى التي ركزت على تحليل موارد الأردن المعدنية ومستقبل الطاقة النظيفة، قدم المشاركون ايجازا حول الموارد المعدنية في الأردن، وإمكانية استخدامها في القطاعات التكنولوجية المتقدمة وصناعة الطاقة النظيفة.
وقدم نائب الرئيس التنفيذي في شركة العنصر العميق للتكنولوجيا سامر المعشر، عرضًا تفصيليًا حول أهمية البطاريات، وخلايا الوقود، والمحركات الكهربائية، والروبوتات، والطائرات بدون طيار، والطباعة ثلاثية الأبعاد وصناعة رقائق اشباه الموصلات في الصناعات الحديثة، مشيرًا إلى أن جميعها يتطلب المعادن الحرجة والنادرة.
ولفت المعشر إلى الثروات المعدنية الغنية في الأردن، بما في ذلك العديد من العناصر الحرجة التي تأتي من صناعات الفوسفات والبوتاس، بالإضافة إلى المعادن الأخرى الموجودة في طبقات مختلفة من الأرض.
وحذر المعشر من الاحتكار الذي كان يسيطر على صناعة التعدين عالميًا خلال العقدين الماضيين، ودعا إلى توسيع الإنتاج في جميع أنحاء العالم.
ومن جانبه، قدم مؤسس شركة ميتسوبيشي التي تستثمر في مجال صناعة الأسمدة، جويسكي كاتياما، نظرة عامة عن تاريخ شركته، التي تأسست قبل نحو 150 عامًا كشركة ناشئة، وتمتد أعمالها اليوم عبر 16 وحدة أعمال تشمل البنية التحتية، والطاقة، والكيماويات، بما في ذلك الزراعة، بالإضافة إلى الأغذية والبيع بالتجزئة.
وأشار إلى أن ميتسوبيشي تركز على النمو من خلال إدارة الأعمال وتطوير المشاريع والتجارة، مما يخلق قيمة جديدة ونموًا مشتركًا مع شركائهم.
وأكد كاتياما على التزام الشركة بالاستثمار في الطاقة المتجددة في الأردن، بما فيها الطاقة النظيفة إلى جانب محطات الطاقة الشمسية التقليدية.
وقال إن الاستثمارات المستقبلية تتطلب تواصلاً فعالًا وشراكة قوية مع الحكومة الأردنية والشركات المحلية، مؤكدًا على أهمية الاتفاقيات القائمة والتواصل الشفاف في هذا الخصوص.
من جهة أخرى، أوضح ممثل شركة ديجيتال كامو، ألكسندر نادينوف، العاملة في صناعة حلول توفير المياه، أن نقص المياه تحدي عالمي يتطلب نهجًا عالميًا، فيما يواجه اليابان ودول الشرق الأوسط تحديات مماثلة تتصل في البنية التحتية القديمة والتغيرات الديموغرافية، "لكن الحلول المعتمدة تختلف بسبب الفروق في الظروف البيئية والثقافية".
وفي الجلسة التي حملت عنوان: الأردن بوابتك لنمو الاعمال" وادارتها سمر عبيد، أعلن مدير عام شركة تطوير العقبة، حسين الصفدي، أن منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة تركز على ستة عناصر رئيسية لجعل العقبة مركزاً تنافسياً في المنطقة، تتمثل في السياحة والصناعة والنمو الأخضر، والصناعات الإبداعية والمهارات والتدريب المهني.
وقال إن التركيز حاليا ينصب على قطاعي الصناعة والخدمات اللوجستية لأنهما يؤمنان المزيد من فرص العمل للأردنيين ويدعمان سلسلة الإمداد الكلية والخدمات الللوجستية في المنطقة.
وأشار الصفدي إلى مجموعة من المشروعات الكبرى في المنطقة والتي تتكامل مع المشروعات القائمة في العقبة، مثل مشروع "نيوم"، مؤكدا أنه يجري حاليًا محادثات مع العديد من الجهات المعنية، بما في ذلك إدارة "نيوم"، للتعاون في تطوير المنطقة.
وقال الوزير الأسبق للاقتصاد الرقمي والريادة، المهندس مثنى غرايبة، أن الأردن يطمح أن يصبح شريكًا موثوقًا عالميًا في مجال رقائق أشباه الموصلات.
وأضاف أن هذه الرؤية تحظى بدعم استراتيجي من أعلى المستويات، حيث تتمثل الخطة في استغلال سوق رقائق اشباه الموصلات العالمية البالغة 570 مليار دولار، والتي تعتمد عليها اقتصاديات بقيمة 3.3 تريليون دولار.
وقال الغرايبة "نطمح لتحقيق دخول في مرحلتين من سلسلة الإمداد العالمية لرقائق أشباه الموصلات: مرحلة ما بعد السيليكون ومرحلة إعادة الضبط. نعتقد أننا قادرون على التوغل في هذه القطاعات في غضون سنوات قليلة، بمجرد الانتهاء من الأعمال التمهيدية.
وأضاف أن الأردن يتمتع بقوة في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، حيث يتخرج 22% من الطلاب الأردنيين في هذه التخصصات، ما يجعل الأردن يحتل المرتبة الثالثة عالميا في هذا القطاع.
وبين أن واحداً من بين كل 40 أردنيا هو مهندس، وأن قطاع التكنولوجيا يوظف ثلاثة أضعاف القطاعات الأخرى.
وقال الغرايبة: التكنولوجيا هي أداة للعدالة، فهي تخلق فرصًا حيث تكون الموارد نادرة، وهذه فرصة جيدة للغاية بالنسبة لنا.
بدوره، قال رئيس مجلس ادارة شركة الكسيح، مروان جمعة، إن قطاع صناعة الأغذية في الأردن من الصناعات الواعدة في الاردن إذ تصل قيمة الصادرات السنوية إلى حوالي 850 مليون دولار، متوقعا أن تصل إلى مليار دولار في نهاية العام الحالي.
واقترح جمعة أن يكون الأردن مركزا إقليميا للصناعات الغذائية لارتباط المملكة باسواق استهلاكية مهمة في  الشرق الأوسط وشمال افريقيا واوروبا.
وقدم مدير عام شركة ميتسوبيشي في عمان، ميشيتاكا ميتسوي، رؤيته حول تجربة العمل في الأردن لأكثر من 50 عامًا، مشيرًا إلى الأردن يعد بوابة للتوسع في المنطقة.
وكشف ميتسوي أن شركة ميتسوبيشي طورت عملياتها في الأردن على مدار الخمسين عامًا الماضية وتحولت من التجارة إلى الاستثمارلا سيما في مجال صناعة الاسمدة، مبينا أن الشركة ستطلق استثمارات جديدة في الأردن خصوصا في مجال انتاج الطاقة.
وفي الجلسة التي حملت عنوان إطلاق الإمكانات، إغتنام الفرص مع الأردن، وأدارها عضو مجلس الأعيان عبدالإله الخطيب، قال وزير الاقتصاد الرقمي والريادة أحمد الهناندة إن قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات رائد وينمو باستمرار واصبح حاليا من القطاعات التصديرية، داعياً إلى استكشاف المجالات المحتملة للتعاون بين الأردن واليابان والنظر في المنطقة بأكملها.
وأكد على العلاقة الودية والقديمة بين الأردن واليابان، والتي تم تأمينها وتنظيمها من قبل القيادة في كلا البلدين.
وقال: رغم صغر حجم السوق في الأردن، إلا أن الفرص الكبيرة للنمو تكمن في موقع الأردن الاستراتيجي، في وسط دول عربية تمثل 50% من سكان العالم العربي.
واشار إلى الامكانات التي تتوفر في الأردن من موارد بشرية مؤهلة وبنية تحتية متطورة وشبكة ألياف ضوئية تربط جميع شمال المملكة بجنوبها.
 
من جانبه، أكد ممثل وكالة جايكا للتنمية في الأردن، نوهير كواتاني، أهمية الفرص في العديد من القطاعات في الأردن، والتي تتوافق مع اهتمامات الجانب الياباني، معربا عن أمله في مناقشة الخطط والفرص التمويلية بين القطاع الخاص في البلدين.
وبين ان الوكالة اليابانية تمول في الأردن التنمية الاقتصادية بما في ذلك البنية التحتية مثل الطاقة والمياه، وتعمل أيضا في تطوير الصناعات وترويج الاستثمارات، والمساهمة في خفض معدلات الفقر من خلال دعم الصحة والتعليم، إضافة إلى الأدوات التمويلية المختلفة لتعزيز نمو القطاع الخاص ودعم الاقتصاد، وكذاك تشجيع التعاون والاستقرار الإقليمي.
وعرض رجل الأعمال الأردني، ظافر يونس، الذي يعمل في الأردن واليابان ودول أخرى، تجربته في التعاون الثنائي بين البلدين، مبينا الامكانات الكبيرة لريادي الأعمال في الأردن، ومجالات التعاون الواعدة مع اليابان في مختلف المجالات.
وتحدث يونس عن شركته، التي اسسها في السيليكون فالي عام 2019 بهدف تقديم فرص الاستثمار من الولايات المتحدة، وتحديدا من وادي السيليكون، للمستثمرين في جميع أنحاء العالم، منوها إلى أن اول عميل له هو الحكومة اليابانية في عام 2019، وثاني عميل له وأكبرهم حتى الآن هو مجموعة ميتسوبيشي للكيماويات في طوكيو.
 
وتحدث مؤسس ورئيس شركة يوغلينا، ميتسورو زوما، التي تعمل في العديد من مجالات الأمن الغذائي، والطاقة الخضراء، وأبرزها الوقود الحيوي، عن تجربته في هذا المجال والتي تسهم في تخفيض تكلفة الطاقة التي يعاني منها الأردن خصوصا في مجال الصناعة.
وأشار إلى وجود العديد من الفرص لتعزيز العلاقات بين الشركات اليابانية والأردنية، وأعرب عن رغبته في مواصلة البحث عن الطرق الممكنة لتحقيق ذلك.