إذا كنت تخطط لتغيير وظيفتك فعليك الحذر! الذكاء الاصطناعي سيجعل مهمتك صعبة في الحصول على بديل

 

وجدت دراسة أجرتها شركة "PwC" الأمريكية أن أكثر من واحد من كل أربعة (26%) عاملين في المكاتب سيرغبون في تغيير وظائفهم في الأشهر الـ12 المقبلة، ارتفاعاً من 19% قبل عام، لكنهم سيكونون على موعد مع منافسة صعبة مع الذكاء الاصطناعي للحصول على وظائف جديدة أفضل، وفق ما ذكرته وكالة Bloomberg الأمريكية.

 

يأتي ذلك رغم انخفاض معدلات ترك الوظائف إلى مستويات 2019 في أبريل/نيسان بعد فترة الاستقالة العظمى (اتجاه اقتصادي يستقيل فيه الموظفون طواعية من وظائفهم بشكل جماعي بدءاً من أوائل عام 2021)، لكن بيانات شركة PwC تشير إلى أن الرغبة في الاستقالة لم تختفِ تماماً.

 

تأثير الذكاء الاصطناعي على مستقبل الوظائف

هذه الدراسة، التي سألت 54 ألف عامل في 46 دولة وإقليم عن موقفهم من الذكاء الاصطناعي والتغيير الاقتصادي، كشفت أيضاً عن "فجوة تخصص"، إن لم تُعالَج، فقد تعرض العاملين الذين ينقصهم التدريب المتقدم للبطالة والصعوبات المالية.

 

هذه المجموعة تشعر بثقل الضغوط المالية الناجمة عن معدلات التضخم والاقتصاد غير المستقر، حيث تراجعت نسبة العاملين الذين يقولون إنه تتبقى لديهم أموال في نهاية الشهر إلى 38% هذا العام، عن 47% عام 2022.

 

بينما ذكر واحد من كل 5 مشاركين تقريباً أنه يعمل في وظيفة ثانية لدعم دخله، وفي كثير من الأحيان بدافع الضرورة وليس رغبة في تعلم مهارات جديدة.

 

كما قال بوشان سيثي، الشريك في شركة Strategy&، شركة الاستشارات الاستراتيجية التابعة لشركة PwC: "فوجئت بأن أشخاصاً كثيرين يعملون في وظائف إضافية". ورغم أن معظم العاملين الذين يواجهون صعوبات ينتمون إلى معظم الفئات الديموغرافية، فالعبء الاقتصادي "أكبر على الأقليات"، على حد قوله.

 

من المرجح أن يتنافس موظفو المكاتب الراغبون في ترك وظائفهم العام المقبل مع الذكاء الاصطناعي في بحثهم عن وظيفة أخرى، وهذا يجعل تعلم مهارات جديدة أمراً بالغ الأهمية في الوقت الحالي.

 

 

أهمية التخصص في الحصول على وظيفة

يُتوقع أيضاً أن العاملين الذين يواجهون صعوبات مالية سيكونون الخاسرين أمام موجات الذكاء الاصطناعي والأتمتة في المستقبل القريب.

 

فقد اتفق 15% فقط من الموظفين الذين لا يتمتعون بمهارات متخصصة أن طبيعة وظيفتهم ستتغير بشكل كبير في السنوات الخمس المقبلة، مقارنة بأكثر من نصف العاملين (51%) ذوي المهارات المتخصصة.

 

هذا التفاوت يوسع فجوة التخصص لأنه يثبط الباحثين عن عمل عن اكتساب المهارات التي ستسمح لهم بالبقاء في وظائفهم أو الحصول على وظائف جديدة.

 

على قادة الشركات أيضاً إعداد أنفسهم وموظفيهم للمستقبل. إذ يرى ثلث الموظفين أن شركتهم لن تتمكن من الصمود اقتصادياً في ظرف 10 سنوات بمسارها الحالي، وقد أجاب 39% من الرؤساء التنفيذيين بالمثل مطلع هذا العام في استطلاع الرؤساء التنفيذيين العالمي لشركة PwC.

 

كما أنه على القادة أن يعيدوا تنظيم أنفسهم لرفع مستوى موظفيهم، إما عن طريق رفع الأجور أو توفير التدريب لتقوية المهارات التي لا يمكن للذكاء الاصطناعي مضاهاتها.

 

إذ قال سيثي: "لو أن لدينا مجموعتين من العاملين لديهم خبرات مختلفة تماماً في شركة، فعلى قادة هذه الشركة أن توضح لهم أنها تمنح فرصاً للجميع".