خبراء يتوقعون بلوغ النشاط الشمسي ذروته نهاية 2023.. قد يتسبب بحرق أقمار اصطناعية وقطع الإرسال

 

قال خبراء وعلماء إن النشاط الشمسي قد يصل إلى ذروته قبل عامين من الموعد المتوقع في 2025، ما سينتج عنه حرق الأقمار الصناعية وانقطاع الإرسال بحلول نهاية هذا العام، بحسب ما نقله موقع Business Insider الأمريكي.

 

ورغم أن النشاط الشمسي متوقع، إذ إنه يزداد وينقص في دورة شمسية مدتها 11 عاماً، فإن غير المتوقع هو مدى قرب وصول هذا النشاط إلى ذروته، وفق الخبراء.

 

ولفت الخبراء إلى أن العالم يقترب حالياً من ذروة النشاط الشمسي، أي حين تصل الشمس إلى ذروة نشاطها، والذي توقع الخبراء حدوثه عام 2025، لكن سلوك الشمس مؤخراً يشير إلى أن ذروة النشاط الشمسي ستحدث في وقت أقرب مما كان متوقعاً، وتحديداً بحلول نهاية العام الجاري (2023).

 

بدوره، قال أليكس جيمس، خبير فيزياء الشمس في جامعة كوليدج لندن، لموقع Live Science: "ستبلغ ذروة نشاطها مبكراً وستكون أعلى من المتوقع".

 

لماذا تمثل ذروة النشاط الشمسي تهديداً للأرض؟

ذروة النشاط الشمسي تحدث حين يكون المجال المغناطيسي للشمس ضعيفاً جداً، وهذا ليس بالنبأ السار للأرض.

 

إذ يؤدي المجال المغناطيسي الشمسي عادةً وظيفة الدرع التي  تقيد الإشعاع الشمسي وتقلل من خطر حدوث الظواهر الضارة مثل التوهجات الشمسية والانبعاثات الكتلية الإكليلية (CMEs).

 

والتوهجات الشمسية والانبعاثات الكتلية الإكليلية من أمثلة العواصف الشمسية. وهذه العواصف، حين تحدث، تُطلق جزيئات عالية الطاقة في الفضاء. وإذا اصطدمت هذه الجزيئات بالأرض، فقد تسبب أضراراً بالغة.

 

 

على سبيل المثال، تسبب توهج شمسي قوي هذا العام بالفعل في انقطاع الإرسال الراديوي على نطاق واسع، ما أدى إلى تعطُّل إشارات الراديو عالية التردد في أمريكا الشمالية وأمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية.

 

وسابقاً، أضرت عواصف شمسية قوية بشبكة الكهرباء في كيبيك، ما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي ثماني ساعات تقريباً. وقيل أيضاً إن العواصف الشمسية تسببت في انفجار ألغام بحرية وتدمير أقمار ستارلينك.

 

لماذا يعتقد الخبراء أن ذروة النشاط الشمسي ستحدث قريباً؟

حين يكون المجال المغناطيسي للشمس ضعيفاً، تحدث على سطحها ظواهر مثيرة للاهتمام.

 

فمثلاً، تظهر بقع سوداء مؤقتة على سطح الشمس، وهي مناطق يكون فيها المجال المغناطيسي قوياً. وهذا النشاط المغناطيسي القوي يخنق تدفق الغاز الساخن من باطن الشمس إلى سطحها، وهذا يقلل درجة حرارتها ويمنحها لونها الأسود.

 

وفي الوقت نفسه، قد يتسبب هذا النشاط المغناطيسي المكثف وراء هذه البقع الشمسية في حدوث ثورات بركانية.

 

ولذلك، مع زيادة نشاط الشمس، وتذبذب مجالاتها المغناطيسية وتشابكها بشكل أكبر، يتوقع العلماء تزايد البقع الشمسية والتوهجات الشمسية والانبعاثات الكتلية الإكليلية منها.

 

ولذلك، فمراقبة العلماء لعدد وتواتر هذه البقع الشمسية تمكّنهم من تتبُّع الدورة الشمسية وتقدمها نحو ذروة النشاط.

 

 

وعام 2020، توقعت لجنة علماء أن الدورة الحالية للشمس ستصل إلى ذروة نشاطها عام  2025 وسيصل فيها عدد البقع الشمسية إلى 115 بقعة.

 

ولكن من حينها، تفوقت البقع الشمسية على تلك التوقعات. إذ رصد العلماء في يناير/كانون الثاني الماضي، أكثر من 140 بقعة شمسية، في حين لم يكن من المتوقع وجود أكثر من 92 بقعة، وفقاً لقاعدة بيانات الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي. وسجل العلماء في شهر مايو/أيار، 140 بقعة شمسية مرة أخرى.

 

والتوهجات الشمسية تزداد كمّاً وقوة عاماً بعد عام. إذ اجتاحت انبعاثات كتلية إكليلية غير متوقعةٍ الأرض في 24 مارس/آذار الماضي، وتسببت في عاصفة مغناطيسية أرضية قوية، دفعت الشفق القطبي إلى أقصى الجنوب حتى ولاية أريزونا.

 

وتشير مجموعة من الظواهر الشمسية غير الاعتيادية الأخرى أيضاً إلى ذروة شمسية مبكرة: دوامة على القطب الشمالي للشمس، و"شلال" بلازما، وبروز ملتوٍ يشبه الإعصار، و"ثقوب" عملاقة تتشكل في الغلاف الجوي الخارجي للشمس.