متشككا ...


نعم انا متشكك بأن الإنسان المجرد والعلم المجرد والحكمة المجردة والتجربة المجردة قد تأتي بنتيجة إيجابية...

بين الإنسان والإنسان يكمن الفرق ...

بين المجتمع والمجتمع يكمن الفرق ...

لن تستطيع أن تستحضر تجربة من هنا أو هناك وتطبقها على إنسان المنطقة...

لن تنجح بذلك ، لأن عناصر التجربة البشرية ، ليست عناصر مخبرية،  وحتى لو احكمت كل شيء ، فالنجاح مع البشر أمر مختلف ...

لست محبطا ولا سلبيا،  ولكن ما يحدث في عالمنا العربي يجعلني متأكد أن إنسان اليوم فقد الكثير من عناصر نجاحه لأداء دوره وتحقيق أهدافه في دورة الحضارة .

انسان اليوم يملك ثقافة وعلما تفوق أحيانا كثيرة بمراحل الإنسان الغربي،  ولكنه ببساطة لا يستطيع أن ينخرط في دور حضاري هنا في الشرق ...

في الغرب يبدع لانه يملك الكثير من العناصر التي تجعله متفوق على الإنسان الغربي من حيث الثقافة والعلم والقدرة ، ولكنه ينخرط في دورة الحضارة  فيزداد ابداعا وتفوقا على غيره.  ولكني مصر على أنه هنا  يفقد العناصر الأخرى التي تساهم بصناعة حضارة على مستوى الأمة...

نحن ببساطة نفقد الإنسان الموظف الذي ينخرط في وظيفته وفق نظرة عليا لمجتمع تقوده نظرة واحدة تحمل رؤيا وتسعى لهدف ...

نحن نفقد إنسان الشارع المنضبط بقانون واعراف تبني وتسعى للبناء،  ولا تنفلت كأنها حلت من عاقل ...

نحن نفتقد الإنسان السياسي الذي ينضبط باهداف عامة ، وينسلخ من الانتماء إلى الدوائر الضيقة التي تحارب الهدف العام للمجتمع ...

مع اننا هنا نملك شيئا كثيرا في هذا البلد الذي حباه الله بثلة طيبة اخلصت وأعطت وافنت حياتها وصنعت شيئا ...

فما قارنت وضعنا باوضاع محيطه إلا شعرت بالراحة ، بالأمس عاد صديق لي من تونس ، تونس الثورة تونس الإنسان،  تونس التي كانت أقرب لتحدث تغييرا،  ولكن الواقع هناك مؤلم جدا على مستوى الإقتصاد والبنى التحتية والخدمية والتراجع في هذه كلها ، وفئة من التي قابلها تسعى بكل السبل للمغادرة .

نعم لا نستطيع أن نصمت على أخطاء وفساد هنا  ، ولكن نعم يجب أن نقول أننا نملك شيئا ونستطيع أن نكون أفضل...

إحترامي ...

إبراهيم ابو حويله...

وكتب الصديق م خالد خليفات ما وجدته يكمل الفكرة أعلاه لذلك ارفقه هنا ...

...نكشة مخ صباحية  ...

... سأقتنع بأننا تغيرنا ... وبأننا على الطريق الصحيح !!!...

... حين لا تكون الوحدة الوطنية بكل قدسيتها وطهارتها وأهميتها  مرتبطة بنتيجة  مباراة كرة قدم !!!....

... حين لا تتوجة جحافل شيوخ " النص" كوم  لتكفيل"  أزعر" أفتعل مشكلة كبيرة لسبب تافه !!!...

... حين نفسح المجال لصاحب العقل والحكمة والاختصاص بالحديث وابداء الرأي بعض النظر عن سنوات عمره وأصلة وفصلة !!!...
... حين نعيد لفنجان القهوة احترامة كأداة لاعادة الحقوق والتسامح وليس أداة تخجيل وتشليح للحقوق !!!...

... حين يقف خلف القضبان كل انسان تطاول على هيبة الدولة وعلى المال العام مهما علا شأنه !!!...

... حين اسمع بأن ابن " الحراث " قد تنافس على شاغر مع ابن المسؤول ، ففاز الاول !!!..

... حين نترفع عن التطاول على الوطن وشتمة اذا تعارضت مصالحنا الشخصية مع مصلحة الوطن !!!..

... حين نتوقف عن استقبال القادم للمنصب بالتصفيق بعشرة أصابع !!! ونودعة حين يغادرة موقعة بأصبع واحد !!!...

... حين نؤمن بان الوطن " مقر " وليس " ممر " ... وبأن الوطن يتسع لنا جميعا !!!!