فطريات الزومبي تهدد حياة البشر
زينة البربور
ضج الاعلام الغربي مؤخراً بالمسلسل الشهير The Last of Us الذي روى نهاية العالم على ايدي كائنات " الزومبي " التي تغذيها نوع من الفطريات بمهاجمتها لحم البشر بسرعة كبيرة ما يؤدي إلى إصابات خطيرة في أجسادهم، فقد يبدو للمشاهد للوهلة الأولى انه مجرد مسلسل من وحي خيال الكاتب لا أكثر لكن المفاجئة انه وفقا لدراسات وأبحاث علماء فقد اثبت انه قد يكون حقيقة واقعية تنذر بنهاية العالم على يد كائنات " الزومبي " التي خلقها وباء الفطريات القاتلة.
وبعد نيل المسلسل منذ عرض حلقاته الأولى تقييماً مرتفعاً من قبل النقاد والمشاهدين فمن الواضح أنه بات يشكل مصدر قلق كبير ليطرح الكثيرين حول العالم تساؤلات عن مدى مصداقية هذا السيناريو المخيف الذي يطرح احتمالية واقعية جدا لنهاية العالم.
وبالعودة الى حديث كبير المراسلين الطبيين الدكتور سانجاي غوبتا فقد أكد ان ذلك المسلسل جاء بفكرته من الفطريات التي تدعى " أوفيوكورديسيبس " التي تغير في سلوك بعض الحشرات كالنمل وتستحوذ على عقولهم واجسادهم لتغير سلوكهم وتجعلهم يتصرفون بطرق متعمدة لنقل العدوى لغيرهم.
فهنا يكمن السؤال، إن كان بمقدرة هذه الفطريات على تحويل الحشرات الى كائنات " الزومبي " فهل من الممكن ان ينطبق الامر على البشر؟؟
ولكن وفقا لدراسات فقد اُثبت ان البشر كانوا يأكلون هذا النوع من الفطريات منذ قرون ولم يصابوا بأي داء، كما تعد من الادوية التقليدية لعلاج أمراض الكلى، واتفق العلماء والباحثون على فكرة ان كل عنصر في جسم الانسان مختلف تماما عن الحشرات بما فيها وظائف الأعضاء والانسجة العصبية ودرجة حرارة الجسد، وأضافوا انه لو استطاعت الفطريات ان تسبب عدوى بسيطة للبشر فإن الآلية اللازمة للفطر للقيام بمثل هذا التلاعب ليست موجودة في الاجسام البشرية.
وبمتابعة البحث بمصداقية هذه المعلومات حددت منظمة الصحة العالمية 19 نوعا مختلفا من الفطريات التي تعتقد أنها مصدر قلق كبير، بما في ذلك الظهور المفاجئ لفطر أوريس الخارق القاتل، وفطريات موكورميسيتس، التي تهاجم لحم البشر بسرعة كبيرة ما يؤدي إلى إصابات خطيرة في الوجه.
وأكدت المنظمة أن السبب وراء اعتبار هذه الفطريات خارقة فهو أن الفطر أوريس يقاوم الأدوية المضادة للفطريات، وبعض السلالات تقاوم جميع الأدوية التي نملكها، كما تتم العدوى بشكل رئيسي من خلال الأسطح الملوثة في المستشفيات حيث يلتصق بالخطوط الوريدية وأصفاد ضغط الدم، وبحسب التقرير فإنه من الصعب حقا إزالتها بالتنظيف، وغالبا ما يكون الحل هو إغلاق العنابر بأكملها وهذا ما حدث حتى في المملكة المتحدة.
ومن جهته قال الدكتور نيل ستون، خبير الفطريات الرائد في مستشفى الأمراض الاستوائية في لندن، إن هذه الفطريات هي " الأكثر إثارة للقلق ونحن نتجاهلها على مسؤوليتنا، وهي إذا تفشت فإنها يمكن أن تغلق أنظمة الرعاية الصحية بأكملها".
كما تعرف فطريات موكورميسيتس بالفطر الأسود، وتتسبب في الإصابة بمرض أكل اللحم، ولها لقب يكشف عن طبيعتها الخبيثة، وهي رافعة الغطاء.
وتقول الدكتورة ريبيكا غورتون، العالمة بالكشف السريري في مختبر الخدمات الصحية (إتش إس إل) في لندن: "عندما تكون لديك قطعة من الفاكهة وفي اليوم التالي تتحول إلى هريسة، فهذا بسبب احتوائها على فطريات موكورميسيتس بداخلها "مؤكدة أنها نادرة في البشر، لكنها يمكن أن تشكل "عدوى خطيرة حقا"
وقال التقرير إن الفطر الأسود هو الانتهازي الذي يترسخ في الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، إذ يهاجم الوجه والعينين والدماغ ويمكن أن يكون قاتلا أو يترك الناس مشوهين بشدة.
وحذرت الدكتورة غورتون من أن عدوى هذا الفطر " تنتشر بسرعة " في الجسم كما يحدث في الفاكهة أو في المختبر.
فبعد هذا البحث والتقصي يبدو أن أفلام ومسلسلات هوليود ما زالت تثبت يوما بعد يوم أنها الشيطان الأعظم الذي لا يطرح أفكار لمجرد الطرح التحقيق نسب مشاهدة عالية، بل انها سيناريوهات تخضع لاحتمالية الرؤية الفعلية لها في المستقبل بالاستناد على حقائق علمية ودراسات عالمية تنذر بواقع حقيقي وليس أوهام، وبالتالي ليست مجرد وحي من خيال الكتاب.