إشارات الدماغ تستطيع قياس الألم المزمن
الألم المزمن ليس مجرد امتداد للألم الحاد، الذي يحدث مثلاً عند ارتطام إصبع القدم بشيء، وقد تمكّن باحثون من تسجيل الإشارات العصبية على مدار عدة أشهر لشدة الألم المزمن لدى 4 مرضى يعانون من هذا النوع من الألم، أثناء ممارسة حياتهم اليومية؛ باستخدام غرسة دماغية.
وأجرى التجربة باحثون في جامعة كاليفورنيا، وقاموا بزرع أقطاب كهربائية جراحياً في أدمغة 4 مرضى يعانون من آلام ما بعد السكتة الدماغية، لتسجيل الإشارات العصبية في القشرة الأمامية المدارية، وهي منطقة من الدماغ مرتبطة بالتخطيط والتوقع، والقشرة الحزامية، وهي منطقة مرتبطة بالعاطفة.
ووفق موقع "نيتشر نيوروساينس"، سأل فريق البحث المرضى عن مستويات شدة الألم لديهم عدة مرات في اليوم لمدة 6 أشهر.
وبنى فريق البحث نماذج حاسوبية لمحاولة التطابق والتنبؤ بدرجات شدة الألم المبلغ عنها ذاتياً لكل مريض، مع لقطات لإشارات نشاط الدماغ سجلتها الأقطاب الكهربائية.
وأفاد الباحثون بأن إشارات الدماغ هذه من موجات كهربائية يمكن أن تتحلل إلى ترددات مختلفة، على غرار الطريقة التي يمكن بها تقسيم الوتر الموسيقي إلى أصوات فردية ذات نغمات مختلفة.
ومن هذه النماذج، تبين أن الترددات المنخفضة في القشرة الأمامية المدارية تتوافق مع شدة الألم الذاتية لدى المريض، مما يوفر مقياساً موضوعياً للألم المزمن.
وأظهرت المقارنة بين الألم المزمن والألم الحاد، أن القشرة الحزامية الأمامية كانت تشارك في معالجة الألم الحاد أكثر من الألم المزمن.
وتُقدم هذه التجربة أول دليل مباشر على أن الألم المزمن ينطوي على مناطق معالجة المعلومات في الدماغ تختلف عن تلك التي تشارك في الألم الحاد.
وكانت التجارب السابقة لقياس تأثر الدماغ بالألم تعتمد على التصوير بالرنين المغناطيسي والمخطط الكهربي للدماغ، ولم يوفر ذلك ما يكفي من معلومات عما نشاط الدماغ أثناء التعرض لأنواع مختلفة من الألم.