الطاقة الذرية: نسعى لتحقيق أمن الأردن بالطاقة والمياه
أكد رئيس هيئة الطاقة الذرية الأردنية الدكتور خالد طوقان، أن الهيئة ومن خلال مفوضية المفاعلات الطاقة النووية تسعى بكل السبل لتمكين المملكة من تحقيق الأمن في الطاقة والمياه.
وأضاف في بيان صحفي صادر عن هيئة الطاقة الذرية اليوم السبت، أن الهيئة تعمل على تحقيق أهدافها من خلال بناء استراتيجيات وطنية والاستخدام الأمثل للأعراض السلمية بهدف تنويع مصادر الطاقة نظراً للطلب المتزايد عليها، ومواكبة التطور الاقتصادي والتنموي.
وقال طوقان إن الأردن يتجه بكل الإمكانات المتاحة لديه نحو تنويع مصادر الطاقة وتعزيز المصادر المحلية؛ بما يتواءم والتحديات الاقتصادية والمالية، مشيرا في هذا الإطار الى وجود كفاءات أردنية كبيرة لدى الهيئة قادرة على استخدام تقنية مفاعلات الوحدات النمطية الصغيرة، وتنفيذ دراسات جدوى لتكنولوجيا وتصاميم مختلفة للمفاعلات بقدرة تتراوح ما بين 50-300 ميجا واط لكل وحدة.
وبين طوقان أن كل التجارب العالمية، أثبتت أن الطاقة النووية السلمية خيار استراتيجي لتحقيق أمن التزود والتنوع بالطاقة النظيفة، واستراتيجية الهيئة تهدف الى إيجاد مصادر جديدة غير تقليدية لمواجهة تحديات التغير المناخي وترسيخ أمن الطاقة، إسوة بالعديد من دول العالم والدول العربية، التي اعتمدت الطاقة النووية وتطبيقاتها ضمن استراتيجياتها لتوليد الطاقة النظيفة.
من جانبه، قال مفوض مفاعلات الطاقة النووية في الهيئة ، الدكتور خالد الخصاونة، إن المفاعلات النمطية الصغيرة، تشكل نهجاً مرناً وأسرع تنفيذاً، إذ توفر طاقة منخفضة الكربون شأنها شأن المفاعلات النووية الكبيرة، لكنها أصغر حجماً وبتكلفة رأسمالية متدنية نسبياً، ويمكن وضعها في أماكن أقرب للمدن لتمتعها بأنظمة أمان ثورية تحد من أية مخاطر للعامة حتى في أقصى درجات الطوارئ.
وبين أن العديد من المفاعلات النمطية صممت بهدف تقديم خدمات غير كهربائية، بالإضافة إلى إنتاج الكهرباء، ومن الممكن استخدامها لتحلية المياه أو توليد الهيدروجين؛ ما يضيف إلى فوائدها ويزيد من كفاءتها.
وقال إن هذه المفاعلات تحتاج الى كميات منخفضة من مياه التبريد، بالإضافة إلى إمكانية استخدام تقنية التبريد بالغاز، الذي يوفر بشكل جذري كمية المياه المستخدمة للتبريد، ويعطي بعضا من الحرية في اختيار مواقعها بعيداً عن مصادر المياه.
وأوضح الخصاونة أن التطور في تكنولوجيا محطات الطاقة النووية، جاء نتيجة الخبرة التراكمية التشغيلية المكتسبة والممتدة لأكثر من نصف قرن، مبينا أن حطات الجيل الثالث المتطور والرابع الحديث، التي تعمل بمفاعلات الوحدات الصغيرة المدمجة، تحظى بالعديد من المميزات مقارنة بمحطات الطاقة النووية التقليدية الكبيرة؛ ما دفع الهيئة للاهتمام بها خلال السنوات الخمس الأخيرة.
وقال إن أهم ما يميز هذه المحطات هو توافقها مع قدرة شبكة الكهرباء الوطنية؛ نظراً لملائمة السعة التوليدية لكل وحدة نووية مع الشبكة، وسهولة وسرعة إنشائها في مواقع ذات مساحات صغيرة نسبياً نظراً لإمكانية التصنيع التسلسلي لأغلب مكونات الوحدة النووية ودمجها بوحدة متكاملة في معامل تصنيع متخصصة، ومن ثم نقلها إلى المواقع المخصصة.
كما تمتاز هذا المحطات بحسب الدكتور الخصاونة، بامكانية إضافة وحدات إضافية في نفس الموقع؛ لمواكبة الطلب المتنامي على الطاقة مستقبلاً، إضافة خاصية التوليد المشترك للطاقة، وإمكانية استخدامها في تحلية المياه.
واكد أن هذه المفاعلات تمتاز باستهلاكها مياه اقل نسبيا لغايات التبريد مقارنة بالمفاعلات التقليدية الكبيرة وبمتوسط 3.5 مليون متر مكعب سنوياً لكل وحدة نووية، مبينا انه يمكن استخلاص هذه المياه من نفس كميات المياه المحلاة من هذه المفاعلات.