المحرقة الروسية درعا … !!!
زاوية سناء فارس شرعان
المحرقة الروسية درعا … !!!
بادئ ذي بدء المعارضه هي فصائل المقاومة السورية التي تتصدى للعدوان الروسي والايراني وميليشيات حزب الله على مناطق جنوب سوريا وتحديدا محافظات السويداء والقنيطرة ودرعا .. اما المفاوضات التي انسحبت منها فصائل المقاومة السورية فهي التي يخوضها الروس ويحددون أسسها وحدودها ومعالمها ويضعون الشروط التي يجب ان يخضع لها الطرف المفاوض الآخر …
المعارضة انسحبت من المفاوضات مع روسيا جراء وضع الأخيرة المزيد من الشروط والتشدد في المطالب وتمسك الروس بشروطهم التي لا يمكن ان يقبل بها ثوار سوريا الذين ضحوا بالغالي والنفيس فداء لوطنهم ومن اجل الحرية والاستقلال..
ابرز الشروط التي يفرضها الروس على المقاتلين اندماجهم مع النظام السوري الذي قتل وشرد الملايين طوال اكثر من ٧ سنوات واحال مساحات شاسعة من البلاد الى تلال من الركام والحطام من خلال ما يسمى « بالمصالحه» واعادة الضباط والجنود المفصولين من الجيش السوري الى مواقعهم ومغادرة من لا يقبل بهذه الشروط للاراضي السورية او مواجهة الموت قصفا بالطائرات او البراميل المتفجرة.
المفاوضات بين روسيا والمعارضة السورية تدور اساسا حول مصير مناطق جنوب سوريا حيث تصر روسيا علي اخضاعها للنظام فيما يصر الثوار على تحريرها واستقلالها عن النظام والقوات الاجنبية التي تدعمه.
وحتي ترغم روسيا فصائل المقاومة على الاستسلام والرضوخ للشروط التي تضعها امامهم والتي لا يمكن ان يقبلوا بها باعتبارها استسلاما وخضوعا للشروط … وضعت موسكو شرطا جديدا في المفاوضات يتمثل بعدم السماح لفصائل المقاومة بمغادرة جنوب سوريا الى محافظة ادلب التي احتضنت فصائل المقاومة الاخرى من حمص وحماه وحلب والغوطه وذلك امعانا في تضييق الخناق عليهم ودفعهم الى الاستسلام حيث لا يوجد امامهم طريق آخر اثر اغلاق الحدود الاردنية امام تدفق اللاجئين فيما يعمل الاردن على اغاثة اللاجئين السوريين داخل الاراضي السورية من خلال تسيير قوافل الاغاثة لتوفير الغذاء والدواء والخيام ومتطلبات العيش الكريم لمئات الالاف من اللاجئين الذين ارغموا على مغادرة مدن وقرى محافظة درعا قسريا علما بانه يتواجد على الحدود الاردنية السورية حاليا ما لا يقل عن ٣٠٠ الف نازح سوري يعيشون في العراء.
وفي ضوء قسوة الظروف وصعوبة الاحوال واحتدام القتال بكل ضراوة لتتمكن روسيا من فرض شروطها على الثوار والانحياز للنظام السوري تكفل الاردن باغاثة اللاجئين السوريين في ضوء اغلاق حدوده امام تدفقهم بمئات الالاف نظرا لعدم قدرته على استيعاب المزيد منهم …
وتحقيقا لهذه الغاية ينظم الاردن حملة واسعة النطاق رسميا وشعبيا لاغاثة اللاجئين السوريين وايصال المساعدات الانسانية والغذائية لهم على ارضهم والطريق بين مدينة الرمثا الاردنية وجارتها السورية مدينة درعا تزدحم بالشاحنات التي تقل مواد الاغاثة بحيث يمكن القول ان مواد الاغاثة الاردنية تتكدس على الحدود السورية وان الشاحنات المدنية والعسكرية تقوم على نقلها على مدار الساعة.
ولم يقتصر دور الاردن الانساني على اغاثة الاشقاء السوريين من اللاجئين والنازحين عن جنوب سوريا على عمليات الاغاثة وانما تعدى ذلك الى تقديم الخدمات الطبية وعلاج الجرحى والمصابين من خلال اقامة مستشفى ميداني داخل الاراضي السورية لعلاج الحالات التي تتطلب ذلك بالاضافة الى مستشفى آخر للطوارئ فيما يرعى الاردن عن قرب المفاوضات الجارية بين روسيا والمعارضة السورية للوصول الى وقف فوري لاطلاق النار واطفاء النيران المتأججة في منطقة جنوب سوريا عامة ومحافظة درعا خاصة وانقاذ الالاف من ابناء المقاومة السورية من المحرقة الروسية التي تشهدها مدن درعا وقراها … !!!